قلق في جنين بسبب التصعيد العسكري والاشتباكات المسلحة

لارا أحمد
يعيش سكان البلدة القديمة في مدينة جنين حالة من القلق الشديد والترقب في ظل تصاعد النشاط العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، بالتزامن مع تواجد عناصر مسلحة داخل الأزقة والمنازل القديمة، مما يضاعف من المخاوف على سلامة الأهالي وممتلكاتهم.
وتُعد البلدة القديمة في جنين من أكثر المناطق كثافة سكانية وتاريخية، حيث يقطنها عدد كبير من العائلات في منازل متلاصقة، الأمر الذي يزيد من هشاشتها أمام أي اشتباكات أو قصف مفاجئ. وقد أعرب عدد من السكان عن خوفهم من أن تتحول منازلهم إلى أهداف محتملة في ظل استمرار التوتر، ما قد يُعرّض حياة العائلات، ولا سيما الأطفال وكبار السن، للخطر المباشر.
تقول إحدى المواطنات من داخل البلدة القديمة: “ننام ونستيقظ على صوت الرصاص والطائرات بدون طيار، لا نعلم إن كانت بيوتنا ستبقى قائمة في الغد أم لا، كل ما نريده هو أن نعيش بسلام.” ويخشى الأهالي من أن يؤدي استمرار الاشتباكات إلى تكرار سيناريوهات مدمّرة شهدتها المدينة في الأعوام السابقة، حيث تعرّضت أحياء بأكملها للهدم والتجريف خلال الاجتياحات العسكرية المتكررة. كما أن وجود المقاتلين في الأحياء السكنية يضع المدنيين في مرمى النيران، ويزيد من احتمالية وقوع خسائر بشرية ومادية.
وفي ظل هذه الأوضاع، ناشد عدد من وجهاء وأهالي جنين الأطراف كافة بضرورة مراعاة سلامة المدنيين، والعمل على تحييد الأحياء السكنية عن دائرة المواجهة. كما دعوا المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التدخل العاجل لحماية السكان وتأمين احتياجاتهم الإنسانية في حال استمرار التصعيد.
وتبقى البلدة القديمة في جنين رمزاً للصمود، لكن سكانها اليوم يتطلعون إلى الأمن والاستقرار، ويأملون أن تنتهي هذه المرحلة العصيبة دون خسائر تُضاف إلى جراح المدينة المستمرة منذ سنوات.