هل يمكن للمال أن يكون مجرد أوراق ملونة، أم هو في حقيقته شبكة معقدة من النفوذ، والسيطرة، وتحريك مصائر الشعوب؟ في كتابه “المال عارياً”، يكشف المفكر والكاتب الاقتصادي تشارلز ويلان عن الوجه الخفي للنظام المالي العالمي، مزيحًا الأستار عن بنية الاقتصاد الحديث، بما فيه من أسرار، ومكامن قوة، وأيضًا مواطن خلل وتهديد.
مضمون الكتاب
الكتاب ليس مجرد بحث جامد في الأرقام والسياسات المالية، بل هو محاولة جريئة لتبسيط عالم شديد التعقيد للقارئ العادي، وإعادة رسم صورة المال كما لم نعرفه من قبل.
يسلط المؤلف الضوء على الأسواق المالية: كيف تعمل؟ من يربح؟ ومن يدفع الثمن؟
يشرح بأسلوب ممتع أدوات الاستثمار والبورصات، وكيف تحولت إلى ساحات صراع بين كبار المستثمرين والمضاربين.
يناقش الأزمات الاقتصادية الكبرى، مثل أزمة الرهن العقاري عام 2008، كاشفًا كيف سقطت أعظم الاقتصادات في هوة من صنع أيديها.
يضع القارئ أمام حقيقة أن المال ليس قيمة في ذاته، بل هو انعكاس للثقة، وعقد اجتماعي هشّ قد ينهار في لحظة.
أهم الأفكار والمقولات
“المال في جوهره قصة نرويها لأنفسنا ونتفق جميعًا على تصديقها.”
“الأزمة المالية ليست كارثة طبيعية، بل فعل بشري بامتياز.”
“من يملك مفاتيح المال يملك مفاتيح القرار السياسي.”
أهمية الكتاب
يكتسب الكتاب قيمته من جرأته في فضح المستور، وقدرته على تبسيط أعقد المفاهيم الاقتصادية بأسلوب سهل وساخر أحيانًا، يجمع بين دقة التحليل ودفء السرد. وهو بذلك يندرج ضمن الأعمال التنويرية التي تهدف إلى رفع وعي القارئ العربي بما يجري خلف كواليس البورصات والبنوك المركزية.
المؤلف
تشارلز ويلان كاتب أمريكي وباحث اقتصادي بارز، اشتهر بكتبه التي تسعى إلى تبسيط علم الاقتصاد، مثل كتابه الشهير “الاقتصاد عارياً” الذي حقق مبيعات واسعة عالميًا. يعمل محاضرًا في عدد من الجامعات، ويُعرف بقدرته على جعل القضايا المالية المعقدة مادة جذابة للقارئ غير المتخصص.
تشابهه مع كتب أخرى
يقف هذا العمل جنبًا إلى جنب مع كتب عالمية مثل “رأسمالية الكوارث” لنعومي كلاين، و**”التاريخ المالي للعالم” لنيال فيرغسون**، حيث تشترك جميعها في فضح آليات التحكم المالي وتأثيرها على السياسات العالمية. أما في الساحة العربية، فيتلاقى مع بعض أعمال جلال أمين الذي عرّى بدوره أوهام التنمية الاقتصادية في العالم الثالث.
“المال عارياً”
إن قراءة “المال عارياً” ليست مجرد رحلة في الاقتصاد، بل هي وقفة تأمل أمام مرآة تكشف لنا أن المال ليس سوى وجه آخر للسلطة، وأن العالم الذي نظنه محكومًا بالقوانين والأنظمة، تحكمه في الواقع أوهام وثقة قد تتبخر في لحظة.
إنه كتاب يليق بأن يوضع في مكتبة كل قارئ يسعى لفهم لعبة المال التي تصوغ حاضرنا وتخط مستقبلنا.
