ليندة يحياوي تكتب: ستسقط «إسرائيل» كما سقط «ذو نواس»
في قصص الغابرين من أهل اليمن أنه هاجر نصارى نجران إليها وكان بينهم الراهب النصراني عبد الله بن ثامر.
وكان يحكم اليمن حينها بقبضة من حديد ملك يهودي ظالم اسمه ذو نواس يساعده ساحر هرم كبر وأسن فطلب أن يعلم أحد هم الصنعة قبل أن يموت واختار له الملك غلاما ذكيا للمهمة.
كان الغلام كلما ذهب ليتعلم السحر مر على صومعة الراهب النصراني عبد الله بن ثامر وكان يسمع تلاوته لآيات الله وقد أعجبه منه ما كان وفي كل مرة كان يتأخر فيها عن الدرس كان الساحر يعاقبه فتحايل عليه حتى تعلم الدين والسحر معا
وكان الغلام مترددا في قلبه شك بين السحر والدين
إلى أن مر في يوم بطريق اعترضت فيه دابة الناس، فدعا الله أن ينير دربه بين كلام الساحر وكلام الراهب النصراني الموحد، على أن يرمي الحجر فإن سقطت الدابة اتبع عبد الله بن ثامر
فرمى بالحجر حتى سقطت الدابة، وعندما شاهد الناس ما حصل تعاظم شأن الغلام في أعينهم أكثر، ومن كرم الله عليه أصبح كلما دعا الغلام ربه لحاجة استجاب
وأمست الناس تطلب منه الدعاء لهم وكان يطلب منهم في كل مرة يقضي فيها حاجتهم توحيد الله إلى أن ذاع صيته وجاءه جليس الملك الأعمى طالبا منه أن يشفيه.
وافق الغلام مشترطا عليه أن يوحد الله الذي سيرد عليه بصره، وكان له أن شفي جليس الملك بعد أن آمن بالله
وأخبر الغلام معلمه عبد الله بن ثامر بما حدث فإذا به يعلمه أنه بلغ عند الله مبلغا عظيما وأنه سيبتلى لهذا المبلغ.
عرف الملك بأمر شفاء جليسه وتوحيده لله ورفضه للسحر فقام إلى الغلام وعذبه عذابا شديدا ليعرف مصدر علمه حتى ضعف وأخبره عن عبد الله ابن ثامر فجاء الملك به وعذبه ليرجع عن إيمانه حتى قتله وشطره إلى نصفين ثم أنتهى إلى جليسه وقتله أيضا.
خاف الملك على الدين وهيبته فأمر جنوده برمي الغلام من فوق الجبل ففعلوا لكنه نجى وعاد بعد ذلك، فأمرهم مرة أخرى برميه في المحيط ففعلوا وغرق جميع من كان مع الغلام من الجنود وعاد وحده ناجيا.
بهت الملك وأشتعل غضبا يريد قتله بأي طريقة فأخبره الغلام أنه لن يموت إلا بكلمة واحدة يقولها ثم يرمي السهم “بسم الله رب الغلام”
عندها ربط الملك الغلام أمام الملأ وهم برمي السهم وقال: «بسم الله رب الغلام» ليصيبه في صدره ويقتله.
بهت الجمع حينها ووحد الله في هذه الحادثة عشرون ألفا من أهل اليمن في لحظة واحدة فاغتاظ الملك بشدة وأمر بحفر أخدود رمى فيه كل من آمن برب الغلام وأحرقهم. ولم ينج منهم إلا رجل واحدا اسمه دوس
هرب مقهورا إلى ملك الروم وأخبره بما حدث فغضب لذلك غضبا شديدا وكتب إلى نجاشي الحبشة ليجهز جيشا ويقضي على ذي نواس وبعث النجاشي قائدا اسمه أرياط دخل عليهم اليمن وقضى على أبي نواس وملكه.
في هذه القصة المذكورة في سورة البروج عبرة حيث إن تجبر اليهود عن كلام الله على مر التاريخ يعقبه غضب وذله لهم بهدم ملكهم ولأنهم شعب الله المختار لم يسودوا الأمم لأن سيادتهم كانت مرهونة بطاعة الله، تماما مثل المسلمين فهم خير أمة أخرجت للناس فإن هم اتبعوا كلام الله نالوا أستاذية الأمم وإن هم حادوا نزع الله منهم الخيرية وأذلهم وعاقبهم بتسليط سيوف الأمم الكافرة على رقابهم.
وفعل إسرائيل اليوم وأمريكا بأهل غزة -القوم المؤمنون- الذين نفذوا أمر الله وربطوا ورابطوا متبعين كل كلمة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف
«لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس»
لبشرى على النصر
ومن جهة ثانية أن جبروت الكفر في وجه الإيمان نصر بإذن الله للذين آمنوا لأن الله ينتقم لهم، وأهلنا في غزة هم المبتلون من المؤمنين لا المعاقبين منهم.
وهنا سيسقط حكم أمريكا واسرائيل ويندثر لإحراقهم أهل غزة تماما كما سقط ذو نواس على يد النجاشي بعد إحراقه لأهل اليمن في الأخدود لأن أهل غزة طائفة مباركة تدافع عن بيت المقدس وعن التوحيد وهنا نهاية جبروت الكفر معروفة لأنها كانت مسجلة في جميع الكتب المقدسة على مر الازمان.