الأمة الثقافية
“ما في القلوبِ لزَيفِ الودّ مُتَّسَعُ”.. شعر: د. عماد نصّار القيسي
ما في القلوبِ لزَيفِ الودّ مُتَّسَعُ
إنَّ القلوبَ على أشباهِها تَقَعُ
إنْ يَنخدِعْ بهِمُ عقلٌ برَحمَتِهِ
فخاطرُ القلبِ فيهِمْ ليس يَنخَدِعُ
أطعمتُ أرواحَهُم روحي لجوعِهِمُ
فَخَلَّفوها رمادًا بعد ما شَبِعوا
المُرسِلون حَكايا الودِّ عن كَذِبٍ
وكلهم عند فِقهِ الودِّ مُبْتدِعُ
والغارقون لقولِ الحقِّ في صَمَمٍ
وكلهم عند قولِ الزورِ مُستَمِعُ
إنْ قيلَ قاطعتُهُمْ إذْ أزمعوا صِلَةً
فكم وَصلتُ وِدادًا كلّما قَطَعوا
أو قيل أمنعُ ودّي إذْ همُ وَهَبُوا
فكم وَهبتُ ودادًا كلّما مَنَعوا
إنْ لم يكنْ بيننا في الدهرِ مُفتَرَقٌ
فلن يكون لنا في الدهرِ مُجتَمَعُ
ما كان واضِعَ مثلي فَقْدُ مثلِهِمُ
لكنْ وقد فَقدوا مثلي فقد وُضِعوا
وليس كل لقاءٍ قد تُسَرُّ به
وليس كلُّ نوى في إثرِها جَزَعُ
بل نُودِعُ القلبَ قومًا يطمعون بهِ
خيرًا وفي مثل هذا يَحسُنُ الطمعُ