مقالات

محمد إلهامي يكتب: الديمقراطية نظام بشري

بمعنى أن فيها ما في كل عمل بشري من نقائص وعيوب وثغرات..

نعم، لا يظهر هذا في حالة القوة والتمكن، لأن بقية العوامل تتدافع لتدرأ العيب وتعالجه.. ولكنه يظهر بعد زمن لا ريب في ذلك..

والذين يصنعون النظام ليخدم مصالحهم في لحظة انتصارهم وتمكنهم ما تلبث الأيام أن تمضي ويستقر نظامهم حتى يصنعهم النظام ويلزمهم ويحدد خياراتهم، فهم إذا عاينوا عيوبه لم يكونوا دائما في حل من أن يهدموه ليقيموا غيره.. فما كل لحظة تحتمل هدم نظام قديم وإقامة غيره.. ولا كل شخصية تستطيع أن تمتلك تفوق الموهبة والزعامة!

ولقد كان وصول ترمب إلى رئاسة أمريكا واحدة من هذه اللحظات.. لقد رأينا بأعيننا كيف أن رجلا من خارج السياق السياسي كله استطاع بأمواله ومهاراته الدعائية ولشرائه وسائل الديمقراطية أن يصير رئيسا!

وأهم ما في الأمر هو الانزعاج الهائل لهذه الدولة الأمريكية العميقة التي أطلقت إعلامها ضد ترمب في مشهد شبيه تماما بما فعله إعلام النظام المصري والعربي في الرئيس الشهيد محمد مرسي..

وكان من حسن حظ ترمب، ومن حسن حظنا معه، أن كان منافسه في تلك الفترة رجل جاوز الثمانين من عمره وبدت عليه أعراض الشيخوخة والخرف والتهدل!!

ونحن المسلمين سنُقْتَل ونُذبح في الحالتين، ولن يكون الفارق ضخما بين الرجليْن.. ولكن ترمب يبشرنا بمزيد اختلاف وشقاق في «الخلافة الصليبية الأمريكية».. وهذا ما نرجوه ويرجوه كل مظلوم، حتى لو كانت النتائج القريبة ليست في صالحنا.

ومن يدري: عسى الله أن يسوق ترمب إلى لحظة انفعالية يضرب فيها -أو يستفز بها- واحدا مثل مجنون كوريا الشمالية أو الصين أو غيرها.. فلعل صاروخا هنا وصاروخا هناك يقع في مقتل مادي أو معنوي، وتتطور الأمور وتنفلت إلى حين لا يمكن استرجاعها.. وما ذلك على الله بعزيز، ولا هو في العقل والتصور بمستحيل!!

وإذا انشغلت أمريكا بنفسها ولو سنة واحدة لتغيرت خرائط منطقتنا.. وأول ما يتغير: ما يخص هذه الدولة الصهيونية، وهذه الأنظمة العربية الخائنة.. وهذا تغير لو تعلمون عظيم!!

محمد إلهامي
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *