مقالات

محمد إلهامي يكتب: السيسي.. والكنيسة المصرية!

أَمَا من صحفي استقصائي مخلص يبحث إلى أي مدى وصلت العلاقة الحميمة بين السيسي وبين الكنيسة المصرية؟!

اليوم نرى قضية فساد يحتكر فيها قبطي اسمه وائل حنا توريد اللحوم الحلال إلى أمريكا! وهو الوسيط في رشاوى السيسي لعضو الكونجرس وزوجته!

وبالأمس رأينا أن أكثر من نصف ركاب طائرة زامبيا كانوا من الأقباط، وفيهم رجل اسمه “مايكل عادل بطرس” هو صاحب شركة استشارات عسكرية في مصر!! تشارك في تطوير الصواريخ وطائرات بدون طيار!! وتعمل على تطوير قدرات الجيوش!!

(ملاحظة لغير المصريين: هذا أمر مذهل ولا يمكن تصديقه، ففي مصر تبلغ سطوة الأمن القومي حدًّا تمنع منه باحثا في التاريخ أن يطلع على وثيقة كانت قبل مائة عام وأكثر)

ولو أني أقسم على الغيب لأقسمت أنه يستحيل أن يكون مسلم في مصر صاحبا لشركة عسكرية، لها شراكات مع شركات عسكرية خارجية أو تساهم في تطوير أسلحة! اللهم إلا لو كان في أضيق الدوائر العسكرية قربا من السيسي نفسه.

وهذا بخلاف السياسات العامة المستقرة، ففي كل موجة هدم المساجد التي حصلت في مصر لم تُهْدَم كنيسة! بل كان الطريق يعوجّ لئلا تُهْدَم، هذا بخلاف أن السيسي أصدر قرارا بتقنين كل الكنائس التي بُنِيت بالمخالفة للقانون بالفعل!

أضف إلى ذلك أن شيخ الأزهر يستباح عرضه في وسائل الإعلام بينما بابا الكنيسة مهاب مصان محفوظ لا يمتد إليه لسان!

ثم عجيبة العجائب وغريبة الغرائب التي لا تحدث في مكان آخر: أن الفتاة المسيحية إذا أسلمت، طاردتها أجهزة الأمن المصرية حتى تعيدها إلى الكنيسة مرة أخرى لتُجْبَر على اعتناق المسيحية وأداء طقوسها.. لعل القارئ لم ينس قصة #مريم_سمير_فايز في الشهر الماضي.

يا ليت صحفيا استقصائيا يحاول تتبع هذا الموضوع، حتى لو كان علمانيا أو وطنيا، فلو أنه صادق في علمانيته حقا فإن تدليل الأقليات خطأ مثل اضطهادهم. ولو أنه صادق في وطنيته، فإن تمكين الأقليات سيجرّ على البلد كلها المصائب والمشكلات!

إن مصر من النماذج النادرة التي تخشى فيها الأكثرية الكاسحة مجرد الحديث عما تتمتع به الأقلية من نفوذ هائل، بما في ذلك “المعارضة الأليفة” في الخارج، والتي تتجنب فتح هذا الملف مع أنها خسرت كل شيء حرفيا، ومع أنها تزعم أنها تريد تجديد “الثورة”!

ومع كل هذا، فالناس وإن كانوا يكتمون إلا أنهم لا يجهلون، وهذا الوضع المكتوم أخطر إذا أتيح له الانفجار!

محمد إلهامي

باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى