الجمعة مايو 3, 2024
مقالات

محمد إلهامي يكتب: ما أكثر كلام الحق الذي يراد به الباطل!

ولئن حسب هؤلاء أنهم يخدعون الناس ويتزلفون لأسيادهم في الدنيا، فليستعدوا لعذاب الله بعدد من أضلوهم وخدعوهم وصرفوهم عن واجب الوقت!

إن الحديث عن جناب التوحيد والعقيدة يكون ضلالا وإضلالا حين يُتَّخَذ مدخلا للدفاع عن حكام علمانيين عملاء خونة!

ومثله الحديث عن قضية فلسطين وكأنها فوق الدين وأغلى من دماء بقية المسلمين!

لكن المجاهد الذي يبذل دمه ويسعى لتحرير مقدسات المسلمين له العذر عندي إن زل أو حتى خُدِع فأثنى على إيران وأتباعها، وهو عندي بمثابة المضطر المعذور، أو في أسوأ الأحوال بمثابة الممتحن المفتتن الذي ضاقت عليه الدنيا فانخدع بمن منحه أموالا وسلاحا ونوعا من ظهير مهما كان ضعيفا أو خافتا.

أما المأجورون من ذوي الألسنة والأقلام الذين لا يتذكرون الصحابة ولا العقيدة ولا التوحيد إلا حين تتناغم مصالح حكامهم مع الصهاينة والأمريكان ضد إيران.. فليس ذلك دفاعا عن عقيدة الإسلام بل دفاعا عن عقيدة الصهاينة والعلمانيين.. والفارق واضح وإن تشابهت الكلمات والمواقف.

والأولى بمن يخشى أن يُفتن الناس في مسائل الصحابة وأمهات المؤمنين، إن كان صادقا، أن يكون ذا خشية من فتنة الناس في أصل العقيدة وأصل الدين.. فأما من كان يرى أن السيسي وابن سلمان وابن زايد وعبد الله بن الحسين من أهل السنة، فهذا أعمى القلب والبصر قولا واحدا!

لم تعد إيران تفتن أحدا بعد مخازيها وجرائمها الهائلة في العراق والشام واليمن، ولئن افتُتِن بها أحد من أجل أنها سلحت أو دربت أو مولت حركات مقاومة أو أطلقت رشقات محسوبة محدودة متفق عليها، فما أقل هؤلاء!!

فلئن كان الذي يخشى الفتنة في الدين صادقا، فليعلم أن الخطر الأعظم الآن من هؤلاء الخونة الذي يُمَكِّنون للصهاينة، وللعلمانية، ويطاردون الدين، ويقومون حراسا غلاظا شدادا على إسرائيل، ويدخلون الصهاينة -بل والهندوس- إلى بيت الله الحرام وإلى مسجد رسولنا الأعظم، ويبنون في جزيرة العرب معابد هندوسية ويبيعون في متاجرها أوثانهم، ويستقبلون في حفلات طربهم من يسب الله علنا جهارا!!

أأمنتم على كل هذه الأصول الكبرى المستباحة التي يجري هدمها؟ وخفتم أن يُفتن الناس في مسائل الصحابة وأمهات المؤمنين؟!

Please follow and like us:
محمد إلهامي
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب