الأربعاء أكتوبر 9, 2024
أقلام حرة

محمد الخالد أبو بشار يكتب: موقفي من مقتل حسن نصر الله

مشاركة:

لقد قامت الطائرات الصهيونية يوم 27-09-2024 بضرب مقر اجتماع كان فيه حسن نصر الله وكبار قادة حزب الله وخصوصاً الجناح العسكري مع بعض قادة فيلق القدس الإيراني، وقد حققت الضربة الجوية الصهيونية أهدافها، فما هو موقفي مما حصل:

1 – لقد تبين لي بما لا يدع مجالاً للشك بأن حزب الله مخترق أمنياً من القاع إلى القمة.

2 – لقد تجاوز حزب الله الخطوط الحمراء المرسومة له وفق تفاهمات متفق عليها في السر، لذلك عوقب.

3 – لقد ثبت للمراقب البصير أن حزب الله وإيران استخدما أجندة دعائية لتصوير قدراتهما بأنها لا تقهر ولا تهزم، وأثبتت الأحداث والوقائع سقوط هذه الدعاية بظهور ضعف الرد العسكري على مقتل كبار القادة في إيران وحزب الله.

4 – أؤكد بأنه لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا أخلاقاً لأي سوري أو لأي عربي حر شريف أن يعبر عن فرحته وشماتته بمقتل حسن نصر الله برفع العلم الصهيوني أو صور الإرهابي نتنياهو أو الثناء على الصهاينة الذين قتلوه، ومن يفعل ذلك فهو أما خائن عميل أو جاهل حاقد، وكلا الصنفين مقبوح مذموم منكر.

5 – لكن من حق كل سوري أو عربي حر شريف أن يفرح أو يشمت بمقتل حسن نصر الله وقادة قوات الرضوان لما ارتكبوه من مجازر بحق الشعب السوري واللبناني والعراقي واليمني، ولا يمكن أن ننكر على من قتل عناصر حزب الله أهله وجيرانه، ودمروا بيته، ونهبوا ممتلكاته وتباهوا بذلك وصوروه بأنفسهم ونشروه أن يفرح أو يشمت، بل هذا حقه، لأنه يعتبر مقتل حسن نصر الله وقادة الرضوان هو عقاب إلهي لجرائمهم في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

6 – نحن نعلم علم اليقين بأن مقتل أو بقاء حسن نصر الله لا يغير في الواقع شيئاً لأن حزب الله وحسن نصر الله وقادة قوات الرضوان يأتمرون بما يمليه عليهم الولي الفقيه الخامنئي والحرس الثوري الإيراني، وكان وما زال وسيبقى حزب الله وقادته أدوات تنفيذية للمشروع الإيراني في المنطقة.

7 – نطمئن الخائفين على أن الصهاينة سينفردون بغزة وأهلها بعد مقتل حسن نصر الله ونقول لهم نعم مات حسن نصر الله ولكن لم يمت حزب الله وقريباً سيخلفه من يكمل المشروع الإيراني في المنطقة، ومن ضمن المشروع الإيراني دعم غزة، ولن يتوقف الدعم بكافة أشكاله ما دام ذلك الدعم يخدم المشروع الإيراني، والذي يقرر إيقاف الدعم أو زيادته هو مرشد الثورة الإيرانية الخامنئي وليس حسن نصر الله، ودخول حزب الله لمساندة غزة منذ الثامن من أكتوبر كان بأمر الخامنئي وتخطيط الحرس الثوري وليس بقرار من حسن نصر الله، ولذلك علينا أن نخشى على غزة وأهلها إذا تغير موقف الخامنئي ودخل سوق المقايضة والمبادلة والمبايعة بين إيران وأمريكا على حساب أذرع إيران في المنطقة، ولكن لا أظن أن الخامنئي سيخاطر بهذا الخيار لما يحمل في طياته من ضرب للمشروع الإيراني بكامله، لأن ألف باء السياسة تقول أن أمريكا تمارس سياسة الاحتواء المزدوج، فتسمح لإيران بالتطاول والتوسع بقدر ما يبقيها تحت السيطرة، وفي المقابل تتاجر أمريكا بتهديدات إيران ورغبتها في تصدير الثورة والتوسع لابتزاز دول الخليج التي ترقص خوفاً من أي تهديد أو تصريح إيراني، وهكذا تمسك أمريكا بزمام الطرفين، تشد تارة لهذا الطرف وترخي تارة وهكذا بحسب المصالح الأمريكية والصهيونية البحتة، ولذلك تتقلب المواقف وتتغير وفق رضى أمريكا أو غضبها، وهكذا تستمر مسرحية الابتزاز على الطرفين، وتشارك فيها الأطراف بأجندات مختلفة، فأجندة الخائفين تتمثل بدول الخليج، وأجندة الابتزاز والطمع تتمثل بالجانب الإيراني، وأجندة الهيمنة واستغلال النفوذ والسيطرة تتشارك فيها الأجندة الأمريكية الصهيونية.

إن عقلاء الأمة يفهمون هذه المسرحية بكافة فصولها، بينما للأسف تنطلي على البسطاء السذج.

كتبه: محمد الخالد أبو بشار / مملكة الدانمارك

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *