جريدة الأمة الإلكترونية
Advertisement
  • الرئيسية
  • أخبار
  • اقتصاد
  • تقارير
    • انفرادات وترجمات
  • الأمة الثقافية
    • سير وشخصيات
  • أمة واحدة
  • آراء
    • مقالات
    • بحوث ودراسات
    • أقلام حرة
    • قالوا وقلنا
  • الأمة الرياضي
  • مرئيات
  • منوعات
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • اقتصاد
  • تقارير
    • انفرادات وترجمات
  • الأمة الثقافية
    • سير وشخصيات
  • أمة واحدة
  • آراء
    • مقالات
    • بحوث ودراسات
    • أقلام حرة
    • قالوا وقلنا
  • الأمة الرياضي
  • مرئيات
  • منوعات
No Result
View All Result
جريدة الأمة الإلكترونية
No Result
View All Result
Home آراء أقلام حرة

محمد تهامي يكتب: إحنا هان لآخر نفس في حياتنا

أقلام حرة by أقلام حرة
20 فبراير، 2025
in أقلام حرة
0

في زحام العالم، وبين صخب المدن التي تبتلع أهلها، ثمة قلوب تنبض بإيقاع مختلف، قلوب لم تعرف الاغتراب لأنها ببساطة لم تغادر أرضها، لم تساوم، لم ترفع راية بيضاء، لم تعرف معنى الخضوع حتى لو كان الثمن حياة كاملة تعجّ بالوجع. هنا حيث التراب لا يزال دافئًا بأقدام الأجداد، حيث رائحة الخبز تمتزج برائحة الأرض بعد المطر، حيث الجدران ليست مجرد طوب وأسمنت، بل ذاكرة محفورة بصوت من عبروا هنا يومًا وقالوا بثقة لا تتزحزح: إحنا هان لآخر نفس في حياتنا.

ليست الكلمات وحدها ما يصنع اليقين، بل العيون التي لم تفقد بريقها رغم السنين الثقيلة، الأيدي التي رغم رعشتها لا تزال تحمل حجارتها بإصرار طفل يرفض أن يُنتَزع من حضن أمه، القلوب التي تنزف ولا تتوقف عن الخفقان، الأرواح التي تتشبث بظل شجرة، أو جدار مهترئ، أو باب خشبي قديم يعرف أسماء من مرّوا عبره ذات فجرٍ وتركوا خلفهم ضحكاتهم، أنفاسهم، وربما دماءهم. حين تقف على هذه الأرض، تدرك أن الصمود ليس خيارًا بل هوية، وأن الرحيل ليس خسارة بيت فقط، بل خسارة وجود، وأن هناك أماكن في العالم لا يسكنها الناس فقط، بل تسكن الناس أيضًا، منحتهم أسماءهم وهويتهم وكتبت مصائرهم كما تُكتب الأساطير.

على هذه الأرض أقدام حفاة تركت أثرها في الطرقات الضيقة، أصوات عجائز تحكي عن زمن كانت فيه البيوت مفتوحة كقلوب أهلها، أطفال يلهون في الأزقة ويرفعون أيديهم للسماء كأنهم يطلبون معجزة، شباب يحلمون بمستقبل أكثر اتساعًا من الجدران التي تحاصرهم، عيون تراقب الغروب بحنين من عرف أن الشمس ستعود، وأن الليل مهما طال، لابد أن ينكسر تحت وطأة النور. لم يكن البقاء يومًا مجرّد قرار، بل هو استماتة في وجه محوٍ ممنهج، هو معركة يخوضها الإنسان وحده ضد فكرة الفناء، هو إصرار على أن تظل الأسماء محفورة في الصخر، وعلى أن تبقى الحكايات حية في ذاكرة الأجيال، هو وعد لا يسقط بالتقادم، عهدٌ يُتوارث كما يُتوارث الدعاء.

ليس كل من عاش على الأرض عاش فيها حقًا، وليس كل من غادرها استطاع الرحيل عنها، هناك من ظلوا رغم أنهم طُردوا منها، وهناك من فقدوها رغم أنهم لا يزالون يتجولون في شوارعها، فمن لا يحملها في صدره، من لم يبتلعه الحنين كلما نطق اسمها، من لم يشعر أن روحه امتدادٌ لجذورها، فقد خسرها وإن لم يبتعد شبرًا واحدًا. البقاء ليس شكلًا، وليس مجرد وجود مادي، البقاء هو أن تظل الروح متجذرة كأشجار الزيتون، صلبة لا تهتز، ثابتة لا تنكسر، شامخة لا تساوم، فإن سقطت، سقطت واقفة، وإن رحلت، رحلت تاركة أثرًا لا يُمحى.

على هذه الأرض ما يستحق الحياة، لكن الحياة نفسها لا تُعاش إلا بثمن، ومن لا يدفعه، لن يكون له مكان في ذاكرة الأرض، ولكن ليس كل الناس يملكون شجاعة الحياة كما يجب أن تُعاش. البعض يمرون كزوار عابرين، يلتقطون الصور، يتركون آثار أقدامهم على الرمال، ثم يرحلون دون أن يتركوا أثرًا حقيقيًا، دون أن يحملوا المكان معهم حيثما ذهبوا. لكن هناك آخرين، يذوبون في المكان، يصبحون جزءًا منه، لا يمكن فصلهم عنه حتى لو حاول العالم بأسره أن يمحوهم، لأنهم لم يختاروا أن يكونوا هنا، بل خُلِقوا من ترابه، ومن ترابه سيعودون، وبين البداية والنهاية، سيظلون صامدين، قابضين على الحلم كأنه الحقيقة الوحيدة التي تستحق الإيمان بها.

ليس كل من سكن الأرض عاش فيها، وليس كل من غادرها غادرها حقًا، هناك من كانوا هنا ولم يكونوا، وهناك من رحلوا ولم يرحلوا أبدًا. هناك من باعوا كل شيء ولم يربحوا شيئًا، وهناك من لم يبيعوا شيئًا، لكنهم امتلكوا كل شيء، لأن الأرض لا تعطي نفسها إلا لمن يستحقها، لا تمنح أسرارها إلا لمن يحفظ عهدها، لا تكشف ملامحها إلا لمن أدرك أنها ليست مجرد حفنة تراب، بل هي أم تحتضن أبناءها حتى لو جفّت عروقها، وحتى لو ظنوا أنها لم تعد قادرة على الحياة.

في لحظات الاختبار، حين تشتد العتمة ويصبح الصمت أكثر قسوة من الكلام، يتمايز الناس. هناك من يفرّ، وهناك من يقف في وجه العاصفة حتى لو حملته الرياح بعيدًا. هناك من يُطفئ الشموع بيده، وهناك من يضيء مصباحًا صغيرًا، يؤمن أن الضوء مهما كان ضعيفًا، قادرٌ على دحر الظلام. هناك من يبيع صوته، وهناك من يصرخ حتى تنفجر حنجرته، فقط ليُثبت أنه لا يزال حيًا، فقط ليُعلن أن وجوده ليس قابلًا للمساومة.

ليست الأرض مجرد مساحة جغرافية، ولا مجرد وطن تُرسم حدوده على الخرائط، الأرض هي ذاكرة الروح، هي امتداد الأجداد في ملامح الأحفاد، هي الحكاية التي لا تنتهي، والعهد الذي لا يُكسر، هي قسمٌ يُردده المخلصون مع كل شهيق وزفير، مع كل طلقة تُطلق، مع كل يدٍ تُرفع للسماء، مع كل دمعة تسقط على وجنة طفلٍ لا يزال يتعلم كيف ينطق اسمها. هذه الأرض ليست للبيع، ليست للتفاوض، ليست للمساومة، هذه الأرض هي الحياة، ومن لا يدرك ذلك، لم يعرف يومًا معنى أن يكون للإنسان جذور، ولم يفهم أبدًا ما معنى أن تقول بكل ما فيك من يقين: إحنا هان لآخر نفس في حياتنا.

ShareTweet
أقلام حرة

أقلام حرة

Related Posts

محمد العنبري.. كاتب يمني
أقلام حرة

  محمد العنبري يكتب: الإنسان بين بغيٍ متأصل وحضارة مادية عمياء

16 يونيو، 2025
سري القدوة.. رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
أقلام حرة

سري القدوة يكتب: الحرب الإسرائيلية على إيران وتهديد السلام بالمنطقة

16 يونيو، 2025

ابقَ على تواصل

  • 9.5k Fans
  • 863 Followers
  • 785 Subscribers
  • Trending
  • Comments
  • Latest
صفوت بركات.. أستاذ علوم سياسية واستشرافية

صفوت بركات يكتب: التهديد بالنووي.. والمحلل الأخير

3 يونيو، 2025

كبروا الله أكبر لا تهابوا الحاقدين .. كلمات النشيد الجهادي الحماسي

9 يناير، 2024

لا تشك للناس جرحا أنت صاحبه .. قصيدة الشاعر كريم العراقي

26 سبتمبر، 2023
نيجك جراديشار: لم أكن أعرف الأهلي.. والآن أشعر بالفخر بارتداء قميصه ومشاركة والدتي فرحة أول هدف

نيجك جراديشار: لم أكن أعرف الأهلي.. والآن أشعر بالفخر بارتداء قميصه ومشاركة والدتي فرحة أول هدف

31 مايو، 2025

كتاب الإسلام المتعب للمؤلف جاكوب دون

0

النظام السوري ينفي اعتقال لاجئين عادوا إلى البلاد

0

مالك قاعة الحمدانية في قبضة الأمن العراقي

0
طوفان الاقصى

كتائب القسام .. كيف تشكلت وكم عدد عناصرها وما هو تسليحها؟

0

حرب ايران واسرائيل.. مفاجأة.. 100 ألف صهيونى عالقون بالخارج يواجهون خطر الإفلاس

17 يونيو، 2025

دبلوماسي مصري : هكذا نستطيع تقليل تداعيات المواجهة بين الكيان وإيران

17 يونيو، 2025

أبرز ما تناولته وكالات الأنباء العالمية خلال الساعة الأخيرة

17 يونيو، 2025

هل يتحفظ جيش الإحتلال على خسائره العسكرية؟ وما دور الملاجئ؟

17 يونيو، 2025

أحدث المستجدات

حرب ايران واسرائيل.. مفاجأة.. 100 ألف صهيونى عالقون بالخارج يواجهون خطر الإفلاس

17 يونيو، 2025

دبلوماسي مصري : هكذا نستطيع تقليل تداعيات المواجهة بين الكيان وإيران

17 يونيو، 2025

أبرز ما تناولته وكالات الأنباء العالمية خلال الساعة الأخيرة

17 يونيو، 2025

هل يتحفظ جيش الإحتلال على خسائره العسكرية؟ وما دور الملاجئ؟

17 يونيو، 2025

جريدة الأمة الإلكترونية

جريدة الامة

تابعنا

القائمة

  • أخبار
  • أقلام حرة
  • أمة واحدة
  • اقتصاد
  • الأمة الثقافية
  • الأمة الرياضي
  • انفرادات وترجمات
  • بحوث ودراسات
  • تقارير
  • حوارات
  • سلايدر
  • سير وشخصيات
  • قالوا وقلنا
  • مرئيات
  • مقالات
  • منوعات

آخر الأخبار

حرب ايران واسرائيل.. مفاجأة.. 100 ألف صهيونى عالقون بالخارج يواجهون خطر الإفلاس

17 يونيو، 2025

دبلوماسي مصري : هكذا نستطيع تقليل تداعيات المواجهة بين الكيان وإيران

17 يونيو، 2025

© 2025 All copyright reserved for 3bdouahmed.

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • اقتصاد
  • تقارير
    • انفرادات وترجمات
  • الأمة الثقافية
    • سير وشخصيات
  • أمة واحدة
  • آراء
    • مقالات
    • بحوث ودراسات
    • أقلام حرة
    • قالوا وقلنا
  • الأمة الرياضي
  • مرئيات
  • منوعات

© 2025 All copyright reserved for 3bdouahmed.

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?