السبت أبريل 27, 2024
أقلام حرة

أنرضى بعبودية أمريكا حتى نتخلص من عبودية الأسد.

محمد دردة يكتب: مشروع مناهضة التطبيع مع الأسد

مشاركة:

أقر الكونغرس الأمريكي على قانون مناهضة التطبيع مع النظام السوري بتاريخ 13/02/2024

يأتي هذا بناء على تقديم رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في الكونغرس الأمريكي السيناتور الجمهوري جو ويلسون في شهر أيار من العام الماضي.

 

بناءً على هذا أقر الكونغرس الأمريكي هذا القرار ويعتبر هذا القرار هو توسعة لقانون قيصر الذي أُقر بتاريخ 17 ديسمبر 2019.

 

اعتبر الكثيرون ممن يعملون في الساحة الثورية ان هذا القرار خطوة حاسمة نحو منع الاعتراف بالنظام السوري وحظر أي اجراء رسمي يقضي بالاعتراف او تطبيع العلاقات مع أي حكومة في سوريا يترأسها بشار الأسد.

أحزنني جداً عندما سمعت ممن نحسبهم من أصوات الثورة بأنها تبارك بهذا القرار وكأنه فتح وتحرير عظيم!! فكان لا بد من لفت الانتباه الى بعض النقاط:

1- ظهر لنا السيناتور الأمريكي (جو ويلسون) بصورة مناصر للشعب السوري والحقيقة أنه منافق ينافق على الشعب السوري لتحريف مسار الثورة ولتقزيم الثورة من ثورة ضد نظام مجرم بجميع أركانه ورموزه وبنيته إلى ثورة ضد عائلة مجرمة حاكمة!

 

ولا بد للإشارة ان هذا السيناتور (جو ويسلون) قد قدم مقترحاً للكونغرس الأمريكي بعد عملية طوفان الأقصى بخطة لتهجير أهلنا في غزة وتوزيعهم الى أربعة دول (العراق – اليمن – تركيا – مصر) مقابل دعم مالي مقدمة من الولايات المتحدة الامريكية. فهل يمكن ممن يخذل أهل غزة ويدعم في قتلها ان يناصر الثورة السورية، وهل أصلا نحن كثوار نقبل بنصرة هذا المنافق؟!!

 

2- في الوقت الذي يقوم فيه الائتلاف بزيارات محلية في الداخل السوري لإقناع الناس بقرار 2254 يأتي هذا القرار الجديد لتقوية يد الائتلاف في الساحة في عملية إقناع الناس بقرار 2254، وإقناعهم حول جدية أمريكا في انهاء معاناة السوريين حسب زعمهم.

 

3- يأتي هذا القرار ليكرس الحل السياسي ويمنع الحل العسكري، فأمريكا لا تريد حل عسكري في سوريا بحيث يتم إسقاط النظام على يد الإسلاميين حسب زعمهم. بل تريد تطبيق الحل السياسي والانتقال السياسي حيث تكون هذه العملية تحت إشرافها ويكون الانتقال من حكم آل الأسد المدعومة من أمريكا الى حكم شخص او كتلة صنعتها هي واعترفت بها وعلى ما يبدو أن هذا الشخص سيكون رياض حجاب والكتلة هو الائتلاف.

 

4- أمريكا هي من تدعم النظام السوري بشكل مباشر، بل هي من أمرت وخططت لتنصيب بشار المجرم رئيساً لسوريا. لأنها تدرك ان آل الأسد هم القادرون في ذاك الوقت لاستمرار النظام والمحافظة على ما تسمى بالجمهورية العربية السورية، فالأساس بالنسبة لأمريكا هو بقاء النظام وما أن تخير أمريكا بالتخلي بين رأس النظام وبين النظام ستتخلى عن راس النظام باستبداله بعميل اخر مقابل المحافظة على النظام فأمريكا لم تعط يوماً من الأيام قيمة لعملائها في المنطقة هم كالمنديل يستعملون ومن ثم يرمون الى الحاوية.

 

5- والأهم من كل هذه النقاط أننا عندما خرجنا في ثورتنا قلنا من اليوم الأول (قائدنا للأبد سيدنا محمد) فهل بعد كل هذه التضحيات والمجازر التي ارتكبت من ذبح للأطفال واغتصاب للنساء وقتل الشيوخ والشباب نرضى بقيادة أمريكا!

 

6- في الوقت الذي كنا نشيب رؤساء أمريكا مثلما صرح باراك أوباما عندما قال (انا على ثقة تامة ان القسم الأكبر من الشيب في راسي بسبب الاجتماعات التي عقدتها بشأن سوريا) وكنا نفشل كل العملاء التي تأتينا منهم من (كوفي عنان – الأخضر الإبراهيمي – دي مستورا – بيدرسون) ومن تغيير رؤساء الائتلاف وغيرهم من العملاء… والآن نضع ثورتنا بأحضان أمريكا ونستبشر منهم خيرا؟!

 

وأخيراً أقول لكل ثائر حر عندما أتت النبوة لسيدنا محمد ﷺ، وبدأت الدعوة وبدأت معها التعذيب والاعتقال هاجر بعض الصحابة وربما اكثرهم إلى الحبشة وكان النجاشي ملك الحبشة قبل لجوئهم ووقف مع المهاجرين المظلومين بالرغم ذلك لم يضع النبي ﷺ خططه ومشاريعه بناء على دعم النجاشي، بل لم يطلب منه دعماً ولا مناصرة في بناء دولته في المدينة فهذا مع حاكم عادل.

فكيف بحكام خونة ودول متآمرة شريكة في سفك دمائنا ونهب ثرواتنا. أنرجوا منهم خير بعد كل ما حصل؟!

 

نعم أمريكا هي سيدة العالم الآن وهي المتحكمة، ولكن لا توجد سيادة وقيادة أُخذت دون تضحيات ولا توجد قيادة حقيقة تؤخذ بالتنازل. فإن أردنا ان نعيد أمجادنا وعزتنا وكرامتنا علينا ان نكفر ونقطع كل علاقاتنا مع كل الدول الصديقة وغير الصديقة، وأن نتقي الله في ثورتنا ونتمسك بحبل الله فقط لا بحبل الغرب. فنحن قادرون بأذن الله بأن نستعيد سيادة العالم من جديد ونعيد العدل والعزة والكرامة من جديد. فلا يجب أن يدفعنا طلب الحرية من آل الأسد إلى العبودية لأمريكا. فعلينا أن نرفض كل أشكال وكل ولاء ليست لله سبحانه وتعالى.

 

وأخيرا اختم مقالتي هذا ببعض آيات الله سبحانه وتعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة.88 (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة 217

( ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) النساء 139

 

محمد دردة / ناشط سياسي.

منتدى قضايا الثورة

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب