أقلام حرة

محمد شعبان أيوب يكتب: ثلاث لحظات مفصلية في مواجهة الغرب

في التاريخ الإسلامي لدينا ثلاث لحظات مفصلية في مواجهة الغرب على أرضنا وديارنا، وفي كل اللحظات هذه سترى أنه سبقها القضاء على القوى المحلية المؤيدة لهذه القوى الغربية والتابعة لها.

– مواجهة المسلمين ضد الروم البيزنطيين في زمن النبوة والخلافة الراشدة، سبقه القضاء على القبائل العربية المتحالفة معهم وعلى رأسهم الغساسنة واللخميين وغيرهم في الأردن والبادية الشامية.

– مواجهة المسلمين للصليبيين زمن الأتابكة والزنكيين وصلاح الدين الأيوبي، سبقه القضاء على القوى المحلية الضعيفة أو الخائنة مثل البوريين والفاطميين وبقايا سلاجقة الشام المتناحرين.

– مواجهة المماليك للصليبيين في آخر لحظات هذا الصراع، سبقه القضاء على خونة الأيوبيين مثل الناصر الثاني حاكم دمشق وأمير حمص الأيوبي والقوى المحلية المتحالفة معهم مثل أرمن قليقية وباطنية الشام ثم القضاء على الصليبين بل والمغول فيما بعد.

هذه اللحظات كلها تؤكد حقيقة تاريخية واضحة فهمها الغرب نفسه بالمناسبة، وأنشأ لأجلها مراكز أبحاث ومجلات الدراسات الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وهي أن خط دفاعهم الأول هي القوى المحلية التي نسميها اليوم «القوى والحكومات الوطنية»، فبفضل هذه القوى الوطنية تاريخيا طال أمد الاحتلال البيزنطي والصليبي للمنطقة، وبالقضاء عليها فتح الطريق لطرد المحتل، واتحاد المنطقة.

وستجد هذه الحقيقة واضحة في التاريخ الحديث والمعاصر، مع الاحتلال الغربي لديارنا، ومع واقع الحال البائس التي نعيشه اليوم في ظل الإبادة الجماعية التي نراها جميعا.

محمد شعبان أيوب

باحث في التاريخ والتراث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى