أقلام حرة

محمود الشاذلي يكتب: رأس السنة الميلادية.. بين التقليد والعقيدة

 لماذا نرفض الاحتفال؟

مع اقتراب رأس السنة الميلادية كل عام، نجد الشباب منشغلين بالتحضير للاحتفالات، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في التجمعات والفعاليات. يتعامل الكثيرون مع هذا اليوم كأنه مناسبة دينية أو اجتماعية كبرى، لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو: هل يحق للمسلمين الاحتفال به؟ وما الأثر الذي يتركه ذلك على عقيدتنا وهويتنا الإسلامية؟

لماذا الاحتفال برأس السنة حرام؟

في الإسلام، لدينا عيدان فقط وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما ما ورد ذكرهما في السنة النبوية. أي أعياد أخرى، سواء دينية أو اجتماعية، لا تمثل جزءاً من ديننا. والاحتفال برأس السنة الميلادية يدخل ضمن الأمور التي تُعتبر تقليداً لغير المسلمين، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “من تشبه بقوم فهو منهم”. الاحتفال بهذا اليوم، أو حتى تهنئة غير المسلمين به، يُعد تهاوناً في ديننا وتخلياً عن هويتنا الإسلامية.

مخالفات شائعة في الاحتفالات

الاحتفال برأس السنة لا يقتصر على التهنئة والمشاركة في فعاليات سطحية؛ هناك تجاوزات كبيرة تحدث، خاصة بين الشباب. البعض يستغل المناسبة في تناول المخدرات والمسكرات، أو السهر في أماكن اللهو غير الملتزمة، مما يؤدي إلى انتشار الفساد والسلوكيات السلبية.

وعلى الجانب الآخر، نجد من الشباب من يعتقد أن أداء ركعتين قبل بداية السنة الجديدة أو ختمها بدعاء خاص هو عمل ديني مستحب. ولكن هذا لم يرد في السنة النبوية، ولا أساس له من الصحة. التمسك بممارسات غير شرعية تحت غطاء العبادة يسيء للفهم الصحيح للدين.

تأثير الاحتفال على الجيل الجديد

جيل الشباب هو الأكثر عرضة للتأثر بالثقافات الدخيلة. عندما يرى هؤلاء الشباب المسلمين يشاركون في احتفالات رأس السنة أو يهنئون بها، يبدأون في الاعتقاد بأن هذا طبيعي ولا يتعارض مع دينهم. وهذا يؤدي إلى طمس الهوية الإسلامية وتهميش القيم الدينية. إذا لم نعمل على توعية الشباب وإرشادهم للتمييز بين العادات الصحيحة والممارسات المغلوطة، سنخسر جيلاً قد لا يعرف هويته الحقيقية.

رسالة إلى المسلمين: لا تهنئة ولا احتفال

عدم مشاركتنا في احتفالات رأس السنة أو تهنئة غير المسلمين بهذا اليوم هو في حد ذاته دعوة للإسلام. نحن لا نرفض الآخر، ولكن نتمسك بهويتنا ومبادئنا وقيمنا الإسلامية. موقفنا هذا يعكس قوة العقيدة وثباتها، ويؤكد أن الإسلام يدعو إلى التمسك بالأصل، لا التبعية للآخرين.

هويتنا الإسلامية أولى بالتمسك

رأس السنة مناسبة ليست لنا، ولا تمت لهويتنا الإسلامية بصلة. التزامنا بمبادئ ديننا وتمسكنا بعقيدتنا هو السبيل للحفاظ على هويتنا. ليس علينا أن نقلد غيرنا أو نتماشى مع التيارات العالمية. دعونا نكون قدوة حسنة ونوضح للجيل الجديد أن الفخر بالإسلام هو أعظم ما يمكن أن نحمله في قلوبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى