الجمعة يوليو 5, 2024
مقالات

مصطفى البدري يكتب: عشر رسائل للشباب «ذكورًا وإناثًا»

١- قد علمتَ أن حكامنا لا يختلفون عن الاحتلال إلا في أسماء تُحسب على الإسلام، وشعارات تدّعي الوطنية، وأنهم في الحقيقة مجرد وكلاء للمحتل الذي تركهم ليمتصوا ثورات الشعوب باعتبار أنهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.

٢- كما قد علمتَ أن جيوشنا هي حائط الصد الأول للدفاع عن هذا الاحتلال بالوكالة، ومن وراء هذه الجيوش رعاة إقليميون يمثلون حائط الصد الثاني، ثم بعد ذلك تواجه المحتل بنفسه؛

فأعِدّ لذلك عدّته.

٣- عليك أن تنظر نظرة عامة لحال الأمة وتحاول تحديد ما تحتاج إليه كي ينصلح حالها، ثم تُتبع ذلك بنظرة خاصة لتحديد ما تحسنه أنت أو تستطيع التميُّز فيه مما تحتاجه الأمة؛ ثم تبذل فيه جهدك ووقتك ومالك.

٤- حاول الاستفادة من خبرات وأخطاء الجيل السابق لك، ولا تستمع لأحد يزعم أنه: ليس في الإمكان خير مما كان، أو: أننا لم نفشل لكن التحديات أكبر منّا.

فهؤلاء مثبطون مخذلون وإن لبسوا لباس المقاومة!! ويكفيهم سوأة أن يوصفوا الفشل على أنه نجاح.

٥- يا شباب.. الوقت وقتكم أنتم – والمستقبل لكم أنتم، ولابد أن تحملوا الراية ممن سبقكم، وغاية ما نفعله نحن (إن صدَقْنا) أن نحافظ على جذوة النار مشتعلة، وأن نتلقى الضربات عنكم حتى يشتد عودكم وتقوى سواعدكم كي تقودوا أنتم الأمة نحو النصر والتمكين.

٦- وأنت تجهز نفسك وتعد عدتك.. لا تظن أنك ستجد ترحيبًا من الجماهير أو فرش الأرض بالورود؛ بل قد تجد مقاومة وعراقيل ممن تبذل نفسك ووقتك ومالك من أجلهم!! فلا تنزعج لذلك فهو من بدهيات السير في هذا الطريق.

٧- اشحذ هِمَّتك كي تكافئ همَّك، واعلم أن التغيير يقوم على أكتاف القِلّة من أصحاب الوعي، وفي الحديث المتفق عليه: “إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً”

قال ابن الأثير رحمه الله:

(يَعْنِي: أَنَّ المَرْضِيَّ الْمُنتَجَب مِنَ النَّاس، فِي عِزَّةِ وُجُودِهِ: كالنّجِيبِ مِنَ الإبِلِ الْقَوِيِّ عَلَى الْأَحْمَالِ وَالْأَسْفَارِ الَّذِي لَا يُوجَدُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْإِبِل).

٨- الأصل في القيادة أنها تؤخذ عنوة ولا يهبها السابق للّاحق، فلابد أن تكون كفؤًا لها عند محاولة انتزاعها، وإلا.. خسرت كل شيء.

والأصل في الثورات أنها تنجح بالضغط وتملك أدواته وليس بمجرد مكتسبات هشّة نلهو بها ثُم تُنزع منّا!!

٩- إياك واليأس فإنه أعنف دركات الهزيمة، ومن اليأس أن تجعل الاستضعافَ ذريعة للامتناع عن مواجهة العدو، وإن كنتُ أرى أن الأمة ليست ضعيفة، لكن حتى في أوقات الاستضعاف لابد من السعي لتغيير الواقع ومواجهته بخطط وتحركات عملية وليس الرضى به والتسليم له.

الخلاصة.. افعل أي شيء (أي شيء) عدا الاستسلام.

١٠- حسام أبو البخاري – أحمد مولانا – محمد إلهامي (وغيرهم) نماذج مميزة لشباب حددوا أهدافهم وانطلقوا نحوها بقوة، وصاروا مثلًا وقدوة لكثير من الشباب الصاعد، لكن:

لا تحسبنّ المجدَ تَمْرًا أنت آكله .. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرَ.

والله من وراء القصد

Please follow and like us:
مصطفى البدري
باحث وداعية إسلامي. عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية. مراجع لغوي بالرابطة العالمية للحقوق والحريات، والندوة للحقوق والحريات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب