الجمعة سبتمبر 20, 2024
أقلام حرة

مصطفى النعيمي يكتب: سيناريوهات الرد الإيراني ما بعد اغتيال هنية

كثر الحديث عن التهديدات الإيرانية للرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» في 31 يوليو الفائت بالعاصمة الإيرانية طهران دون القدرة على اتخاذ القرار اللازم تجاه رد الصفعة التي تلقتها إيران.

لكن بنفس التوقيت تحاول طهران من خلال إطلاق سلسلة تحذيرات إعلامية لا ترقى للرد المباشر على انتهاك السيادة الإيرانية فتطلق سلسلة من التهديدات المباشرة بأنها ستقوم بالرد القاسي وستغرق إسرائيل بالصواريخ والمسيرات.

وفي ضوء التهديدات المباشرة لإسرائيل قال رئيس البرلمان الإيراني وفق توجيهات المرشد «نعتبر الثأر لاغتيال هنية على أرضنا واجبا دينيا ووطنيا».

وشدد الرئيس الإيراني «مسعود بزشكيان» على أن إيران «ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وكبريائها، وستجعل المحتلّين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة».

وكما حذر القائم بأعمال الخارجية الإيرانية «علي باقري» على أن أيران سترد بشكل قانوني وحاسم على اغتيال إسماعيل هنية.

وأضاف باقري على أن اغتيال هنية في طهران بأنه «خطأ استراتيجي» سيكون مكلفا لإسرائيل لكنه لصالح الامن والاستقرار في المنطقة العربية.

لكن بنفس التوقيت أرى بأن عملية اغتيال هنية مثلت صفعة وتحدي كبير للمؤسستين الاستخبارية والعسكرية وأن الرد الإيراني إن حصل فسيكون دون أن يغير في قواعد الاشتباك الإسرائيلية الإيرانية على المدى المنظور والمستقبل نظرا لأن إيران تدرك تماما مدى التحديات التي باتت تلاحقها في تموضعها بالمنطقة العربية.

الردود الإيرانية لن تتعدى المناخ الدولي شديد التعقيد في ظل تضارب المصالح الدولية من حيث القدرة على اتخاذ القرار ودفع الثمن سواء كان الرد سينطلق من طهران أم سيقتصر على الرد من الفصائل الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

محددات الرد الإيراني:

سيناريو التصعيد الفصائلي

ربما التصعيد القائم عبر الفصائل الموالية لطهران هو الخيار الأقل كلفة على إيران ومحورها في المنطقة العربية والأرجح للرد لا سيما وأن إيران لن تخسر الكثير ولن تكون مجبرة على سلسلة من الردود المتبادلة فهي تقاتل في أرض خارج حدودها.

وتستثمر المصدات العسكرية المتمثلة في الفصائل الموالية لطهران في مشاغلة واشنطن وتل أبيب لإبعاد شبح أي توجه دولي للنقل الصراع إلى العمق الإيراني واستثمار منجزات الفصائل الموالية لها من حيث المقايضة مع واشنطن والغرب في الملفات التفاوضية «النووي -الباليستي- المسيرات».

سيناريو التصعيد الإيراني

أعتقد بأن إيران ستلجأ إلى بروبغاندا التلويح بالرد كما حصل بعد اغتيال رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق والذي اغتالته إسرائيل عبر استهدافه أمام مبنى القنصلية الإيرانية بحي المزة في العاصمة السورية دمشق.

وبناء على حجم الصفعة التي تكبدتها طهران بدمشق في 3 أبريل 2024 مما اضطرت للرد وعلى أعلى المستويات وبدون أي حساب للردود الإسرائيلية والأمريكية وأعلنت طهران عن إطلاق أكثر من 350 ما بين مسيرة وصاروخ باليستي ومن عدة جبهات لكن تلك الرسالة لم تكن مذخره برؤوس متفجرة وكان الغاية الإيرانية من الرد بأننا قادرون على تغيير قواعد الاشتباك إن بقيت تل أبيب تصعد عسكريا.

Please follow and like us:
مصطفى النعيمي
صحفي وباحث مشارك في «المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب