أقلام حرة

مضر أبو الهيجاء يكتب: كيف نرد على إهانة الدروز لمقام النبي الأمين؟

سؤال في الصميم

ابتداء لم يعرف عصرنا في القرنين الأخيرين حراكا طائفيا أحدث منعرجا بشكل ذاتي، وإنما كان على الدوام مدفوعا من القوى الخارجية والمشاريع المعادية.

إن الذي حرك بعض شواذ الدروز واهانتهم لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو نفسه الذي حرك بعض الشواذ لحرق كتاب الله سبحانه وتعالى في عدة دول أوروبية.

أما عن هدف هذا التصرف المنكر والمدان فهو دفع الجموع الإسلامية باتجاه مطلوب غربيا، بحيث يهرق طاقات المسلمين ويشتت أفكارهم، وبالمحصلة يخرجهم عن سكه البناء الواعدة، وهو المستهدف والمطلوب، لاسيما أنه لم تبق على وجه الأرض مجتمعات متعاضدة وشبابية فاعلة غير المجتمعات الإسلامية، وذلك بعد أن فككت الفلسفة الغربية الليبرالية الأسرة، وحولت البشر إلى قطط وكلاب ومخلوقات مشوهة تزحف!

السؤال يقول:

كيف نرد على الإساءة لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو الإساءة لكتاب الله سبحانه وتعالى؟

الجواب يقرره واقع الحال، ففي كل الحالات يجب الإنكار القلبي واللساني القولي لهذا المنكر العظيم.

وأما التصرف العملي والإجرائي اليوم فهو بالنزول إلى المساجد وملأ بيوت الله في الصلوات الخمس، ليكون الله أكبر في قلوبنا، وهدي محمد صلى الله عليه وسلم حاضرا وفاعلا ومطاعا في حياتنا الفردية وواقعنا الجماعي.

وتبقى المسؤولية الشرعية على عاتق العلماء والوجهاء وأولي الأمر في مخاطبة أعيان الطوائف والأديان الأخرى للوصول من خلالهم لإدانة واستنكار هذا الفعل وضبط من قام به، أو التبرؤ منه ليمثل أمام القضاء في حالة الوسع والقدرة.

وأما عندما ينتقل المسلمون من حالة الضعف إلى حالة القوة، وعندما تنتقل الثورة السورية من حالة التحرير الى التمكين، فحينها لن يجرؤ هؤلاء على مثل هذا الفعل أصلا، وسيكون شكل التحدي مع أوليائهم في الغرب متقدم وأكبر، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وبكلمة أقول:

أيها الثوار الأحرار والدعاة الأبرار والعلماء الكبار… لا تسمحوا لابن السوداء أو ابن البيضاء أن يخرجكم عن سكة البناء في أرض الشام المباركة، واجمعوا شملكم، وسووا بين عقولكم وقلوبكم قبل أن تسووا بين المناكب والأقدام، فأمامكم فرصة تاريخية لبناء المدينة المنورة في الشام المبارك، وتيقنوا أن الله رب السماوات السبع ورب الأرض معكم ولن يتركم أعمالكم يا أحفاد صحابة رسول الله، وعندما يشتد عودكم سنذهب وإياكم إلى حيث نؤمن ويجب، ليكون فتحا مؤيدا وليست مغامرة مكررة تخيب ولا تصيب، وتنقل الأمة إلى الأدنى والأسوأ جيلا بعد جيل – لا سمح الله-.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى