لم يعجز القاتل ترامب أن يشير بإصبعه للطيران الإسرائيلي بالعودة لتل أبيب حين كان في طريقه لقصف طهران الأخير، فلماذا يشير بسياساته للمستخدمين اليهود المحتلين قتلة الأنبياء والمرسلين بحرق لحوم الغزيين؟
الفرق بين معارك الوجود ومعارك النفوذ؟
من المفهوم أن سقف ما يستهدفه الحاكم الأمريكي من قصف إيران هو المحافظة على العلو اليهودي في المنطقة والإقليم، الأمر الذي يستدعي تدمير مشروع إيران النووي ولجم طموح نفوذها، دون إزالتها عن الخارطة، كما أزيل العراق من قبل.
فما هو الهدف من حرق لحوم أطفال ونساء الغزيين، والتنكيل بعموم الفلسطينيين، لاسيما وقد مضى عشرون شهرا على حرب الإبادة على فلسطين حتى أبيدت غزة؟
إن الحاكم الأمريكي يريد من استمرار قتل الأطفال والنساء في فلسطين لجم العرب وتخويف الحكام وإخضاع الشعوب لمشروع قادم يروم رسم المنطقة من جديد، دون أن ينبس أحد منهم ببنت شفة!
فما الدرس الذي تقدمه غزة والقدس وجنين لأمة العرب والمسلمين؟
إن الدرس العظيم الذي يجسده صمود أهل غزة وتضحياتهم وصبرهم فيه ثلاثة عناوين هي:
أولا:
إياكم أن تثقوا بإيران وجميع الكيانات الطائفية، وإن رفعوا شعارات جهادية وادعوا الانتماء والوطنية، فهم مخادعون يريدون أن يستخدموكم مطية، فهم لا يقيمون لدمائكم وزنا وليسوا أصحاب غيرة وحمية.
ثانيا:
لا تصالحوا الإسرائيليين والمحتلين، فهم وحوش قتلة ومجرمون، يعملون كخدم مستأجرين رخيصين بلا أخلاق ولا قوانين، لدى الكهنة الصليبيين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، فإياكم أن تستحلوا الحرام وتعقدوا مع المحتلين صلحا سيعقبه حتما ذل وفقر وتجريح وتشريد ودنية.
ثالثا:
اعتصموا بحبل الله جميعا وكونوا مع المتقيم القابضين على الجمر، والذين ترون توحيدهم لله مجسدا في مواقفهم العلنية.
اللهم فانصرنا على القوم الكافرين وفرج عن أهلنا في غزة وجنين وعموم فلسطين والشام واليمن والعراق ومصر والسودان وليبيا والحجاز وتركستان الشرقية.
مضر أبو الهيجاء جنين-فلسطين 30/6/2025