معارض إيراني بارز :ضغوط ترامب وضعت نظام الملالي أمام معضلة وجودية لا يمكن تجاوزها
معارض إيراني بارز :ضغوط ترامب وضعت نظام الملالي أمام معضلة وجودية لا يمكن تجاوزها
*تصعيد النظام الإيراني سيقرب برنامجه النووي من النهاية بضربة أمريكية إسرائيلية مشتركة
*صدمة وصول ترامب للبيت الأبيض أجبرت خامنئي علي فتح قناة سرية للتفاوض
*تشدد ترامب سيفرغ أوراق ضغط نظام الملالي من أي مضمون
*خامنئي يبحت عن حل دبلوماسي مع إدارة جمهورية لا تقبل بأنصاف الحلول
*تقديم نظام خامنئي تنازلات ستكشف هشاشته أمام الشعب وتدفعه للتحرك
*حملات الإعدامات والقمع والاعتقالات لن تجلب الاستقرار للنظام الإيراني
*التهديد بالرد علي تل أبيب مجرد مناورة للاستهلاك المحلي وصراع السلطة يشتعل داخل أركان النظام
*نظام الملالي سيكون الخاسر الأكبر من حرب غزة وسياسة تصدير الأزمات للخارج لم تعد مجدية
أكد المعارض الإيراني عضو المجلس الوطني للمقاومة مهدي عقبائي أن تعامل نظام الملالي الإيراني سلبا أو إيجابا مع تطورات المنطقة ،هو من سيحدد مدي إمكانية تعرضه لضربة أمريكية إسرائيلية مشتركة ، لافتة الي ان استمرار النظام في التصعيد هو من سيقرب احتمالات المواجهة مع ترامب .
وأوضح عقبائي في حوار له مع جريدة الأمة الإليكترونية “ان خيارات خامنئي بعد وصول ترامب صارت ضيقة للغاية فإذا اختار خامنئي التصعيد ،فإن هذا سيقرب سقوطه وإذ نزع إلي التهدئة فسيحتاج لتقديم تنازلات صعبة، ستشعل الانتفاضة الشعبية في الداخل في وقت يتوق الشعب الإيراني إلي التغيير وإزاحة النظام .
وكشف عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيراني عن صعوبة موقف خامنئي ومعاناته من خيارات احلاها مر بشكل دفعه للموافقة علي فتح قناة سرية للحوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقد مهد لذلك بالكف عن الحديث عن الرد علي الضربة الإسرائيلية الأخيرة .
وشدد علي أن الشعب الإيراني الذي اكتوي بنار قمع نظام الملالي ،يرفض أية سياسات مهادنة تجاه النظام ويطالب بحشد جميع القوي الدولية لإسقاط نظام الملالي وبناء نظام ديمقراطي يضم جميع أبناء الشعب الإيراني لبناء دولة ديمقراطية عبر انتخابات حرة ،وهو الأمر الذي تشدد عليه دائما الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي .
الحوار مع عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي امتد لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية .
*كيف ترى تداعيات وصول الرئيس الأمريكي ترامب للبيت الأبيض على العلاقات الأمريكية الإيرانية ومدى ما يمثله ذلك من تضييق خيارات نظام خامنئي في التعامل مع الأزمات المختلفة؟
**شكلت نتائج الانتخابات الأمریکیة کانت بالنسبة لملالي إیران مفاجأة ضخمة وكشف عن حالة من الارتباك والتخبط غير المسبوق في أوساط النظام الإيراني.
فمنذ إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، بات النظام الذي- كان يهدد علناً باغتيال ترامب، بل وصرّح مسئولون إيرانيون علناً بخططهم لاستهدافه، -في حالة ذعر وارتداد كامل. بل وتحول الخطاب المتشدد الذي تبناه قادة النظام قبل انتخاب ترامب فجأة إلى محاولات بائسة للبحث عن قنوات تواصل ومفاوضات سرية.
النظام الإيراني لم يكن يتوقع وصول رئيس أمريكي ينتهج سياسة “الضغط الأقصى” التي أجهزت على خياراته الاقتصادية والسياسية. فرض العقوبات الاقتصادية الخانقة، الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، وتصعيد الضغط على الحرس الثوري وميليشياته الإقليمية، وضع النظام أمام معضلة وجودية لا يمكنه الهروب منها.
*كيف بدا هذا التخبط في تصرحات رموزنظام الملالي ؟.
**هذا التخبط ظهر بوضوح في تصريحات قادة النظام. من تهديدات مبالغ فيها ضد الولايات المتحدة، إلى الإشادة أحياناً بإمكانية “التفاهم” مع واشنطن. حتى المرشد علي خامنئي، الذي كان يصف التفاوض مع الولايات المتحدة بـ”السم القاتل”، اضطر إلى الموافقة الضمنية على محاولة فتح قنوات تواصل خلف الكواليس.
ومن ثم فالانتفاضات الشعبية التي اجتاحت إيران في السنوات الأخيرة كانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”فيما الشعب الإيراني يعاني من فساد النظام وسوء إدارته، ويرفض سياسة التساوم والمهادنة مع النظام التي كانت تماماً ضد المصالح العليا للشعب الإيراني ولصالح استمرار حكم النظام، ويطالب بسياسة حازمة في مواجهة النظام الإيراني على الصعيد الدولي.
ويجب هنا أن نضع في اعتبارنا أن العقوبات حرمت النظام من موارد مالية كان يعتمد عليها لتمويل مشاريعه العسكرية وتوسعه الإقليمي، مما جعل سياسة “تصدير الأزمات” التي اعتمدها خامنئي منذ عقود، تفقد فعاليتها.
اليوم، النظام الإيراني عالق في مأزق غير مسبوق. لا يستطيع الاستمرار في سياساته العدوانية، ولا يستطيع التراجع دون أن ينهار من الداخل. خياراته باتت محدودة، وهذا هو السبب الحقيقي وراء محاولاته اليائسة لتغيير لهجته والبحث عن مخرج دبلوماسي مع إدارة أمريكية لا تعترف بحلول وسط.
*هل هناك أوراق بيد نظام الملالي لتجنب المواجهة مع محور ترامب-نتنياهو أم أن المواجهة حتمية وقد تشهد توجيه ضربة مشتركة أمريكية إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟
**النظام الإيراني لطالما حاول المناورة باستخدام أوراق مثل نفوذه الإقليمي، وميليشياته المسلحة في دول المنطقة، وبرنامجه النووي كورقة تفاوضية. لكن مع السياسات الحازمة، تصبح هذه الأوراق أقل تأثيراً.
فالنظام الإيراني الیوم يقف أمام مفترق طرق مصيري، حيث كل خيار يؤدي إلى نتائج كارثية بالنسبة له. من جهة، الاستمرار في التصعيد عبر التخصيب النووي ودعم الميليشيات الإقليمية يعرضه لضغوط دولية متزايدة واحتمال ضربة عسكرية.
وهذه السياسة تزيد من عزلته وتضعف قدرته على تحمل العقوبات الاقتصادية الشديدة، مما يُسرّع انهياره.
ومن جهة أخرى، فإن التراجع والتفاوض مع المجتمع الدولي يتطلب تقديم تنازلات جوهرية في الملفات النووية والإقليمية. مثل هذا التراجع يعني تخلي النظام عن ركائز بقائه، ما يفاقم الغضب الشعبي ويُحفّز انتفاضات داخلية ضد نظام فاسد أرهق الشعب بالفقر والجوع والقمع.
فإن النظام يواجه أزمة وجودية غير مسبوقة. التيارات داخل النظام منقسمة: بعضهم يدعو للتصعيد، وآخرون يحذرون من أن هذه السياسة ستؤدي إلى ثورة شعبية تهدد بقاء النظام.
في المحصلة، خيارات النظام محدودة ومحفوفة بالمخاطر. أي طريق يختاره خامنئي سيُسرّع سقوطه، إذ أن الشعب الإيراني والمجتمع الدولي لن يقبلا باستمرار هذا النظام القمعي والتهديدي.
** لماذا لم يعد نظام الملالي يلوّح بالرد على الضربات الإسرائيلية خصوصاً بعد انتخاب ترامب؟
**النظام الإيراني يسعى منذ عقود إلى تصدير أزماته إلى الخارج عبر إشعال الحروب الإقليمية، وذلك بهدف إلهاء الشعب الإيراني ومنع تصاعد الانتفاضات الداخلية ضد حكمه القمعي.
ومن ثم فإن سياسات النظام في المنطقة ليست مجرد مغامرات عسكرية، بل استراتيجية مدروسة لتحويل الأنظار عن الداخل الإيراني، حيث تعاني البلاد من أزمات اقتصادية خانقة، واحتجاجات شعبية تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.
لذلك، رفع النظام من وتيرة القمع في الداخل تحت ذريعة مواجهة “الأعداء”، وزاد من الإعدامات والاعتقالات بحق المعارضين، في محاولة يائسة لتثبيت أركانه المترنحة. لكن هذه السياسات لم تفلح في تحقيق استقرار داخلي أو إقليمي.
خلال حرب في غزة منذ البداية، أكّد زعیم المقاومة الإيرانية مسعود رجوي أن خامنئي اختار مسارًا أكبر من قدرته لتحمل تبعاته وسوف یکون الخاسر الرئیسي في هذا الحرب، الحرب التي أشعلها النظام في سوريا واليمن، وتدخلاته في العراق ولبنان، الیوم أصبحت عبئًا ثقيلًا على النظام ذاته.
ورغم محاولاته الحثيثة لتجنب جر الحرب إلى الأراضي الإيرانية، إلا أن الضغوط الدولية والإقليمية إلى جانب الانتفاضات الشعبية باتت تشكل تهديدًا وجوديًا له.
بالتالي، أصبح النظام عالقًا في مأزق استراتيجي؛ استمرار التصعيد الخارجي يعجّل من انهياره الداخلي، والتراجع عن سياساته العدائية يُضعف سيطرته في الداخل ويكشف هشاشته أمام الشعب.
الصمت الإيراني يعكس ضعف النظام وليس حكمته، ويؤكد أن سياسة “الردع” التي يتحدث عنها المسؤولون الإيرانيون مجرد شعارات للاستهلاك المحلي.
*هل هناك إمكانية لوجود صفقة متوازنة بين ترامب والملالي؟ وهل يستطيع النظام تحمل التنازلات؟
**خامنئي أمامه خياران رئيسيان في ظل الأزمات الحالية
- الاستمرار في سياسات التصعيد: من خلال مواصلة تهديداته وحروبه الإقليمية مثل دعم الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان، قد يواصل التصعيد لإلهاء الشعب الإيراني عن الأزمات الداخلية. لكن هذه السياسات تساهم في مزيد من العزلة الدولية وتعميق أزمات الداخل.
- التراجع والقبول بالضغوط الدولية: إذا اختار النظام الحد من عدوانه والتراجع عن سياساته الإقليمية، قد يتفادى المزيد من العزلة والضغط، لكنه قد يواجه رد فعل داخلي قوي من الشعب الذي يطالب بالتغيير.
في كلتا الحالتين، يبقى النظام أمام تحديات كبيرة مع احتمالية زيادة الاضطرابات الداخلية، ما يعزز من فرص تصاعد الحركات الشعبية ضد حكمه.
*كيف ترى خيارات المعارضة الإيرانية، خصوصاً منظمة مجاهدي خلق، في إسقاط النظام؟
**مستقبل إيران لا يتحدد من خلال الحروب الخارجية أو التدخلات الأجنبية، بل من خلال الشعب الإيراني نفسه، وقوى المعارضة المنظمة داخلياً مثل مجاهدي خلق و المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. هذه القوى تمثل البديل الديمقراطي الوحيد للنظام، ولها قاعدة شعبية واسعة في إيران.
فالمقاومة الإيرانية تساهم بشكل كبير في تحفيز وتنظيم الانتفاضات الشعبية، ولديها القدرة على حشد الدعم الداخلي والدولي. الشعب الإيراني أظهر استعداده للتضحية من أجل إسقاط النظام، والمقاومة هي الوحيدة القادرة على توجيه هذه الإرادة الشعبية نحو تحقيق هدفها النهائي: إنهاء حكم الملالي وتحقيق الديمقراطية.
برنامج المعارضة، بقيادة السيدة مريم رجوي الرئیسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانیة، يدعو إلى إقامة جمهورية ديمقراطية، حيث يتم فصل الدين عن الدولة، وتحترم حقوق الإنسان، ما يعكس تطلع الشعب الإيراني إلى الحرية والكرامة.
وتعتبر المعارضة أن السلطة لا يجب أن تبقى في يد فئة محددة، بل يجب أن تنتقل إلى ممثلي الشعب المنتخبين بحرية، وأن تكون الحكومة المستقبلية حكومة منتخبة وشرعية.
منظمة مجاهدي خلق، التي لعبت دوراً رئيسياً في كشف مخططات النظام، بما في ذلك فضح البرنامج النووي الإيراني في 2002، تستمر في قيادة الجهود لإسقاط النظام من خلال حشد الدعم المحلي والدولي.
ومن ثم فإن المقاومة الإيرانية تعمل على نقل السلطة إلى الشعب بعد إسقاط النظام، وتؤكد أن هذا التحول الديمقراطي سيكون من خلال انتخابات حرة، حيث سيقوم الشعب بتحديد مصيره بحرية، ويبني دولة تقوم على سيادة الشعب.