في قلب صحراء النقب، ينهض مفاعل ديمونة كشوكة في خاصرة العرب والمسلمين، لا يُرى بالعين المجردة، لكنه حاضر بثقله في معادلات الرعب والخطر.
إنه مركزٌ للشرّ الصامت، يختزن في جوفه الموت الذري ويهدد بقاء شعوبٍ بأسرها، تحت غطاء من الكتمان والدعم الغربي. تأسس ليكون سيفاً نووياً مسلطاً على رقاب الأمة، خارج أي رقابة دولية أو التزام أخلاقي.
خطورته لا تكمن فقط في احتمالية انفجاره، بل في كونه أداة ابتزاز سياسية واستراتيجية ضد كل من يفكر في مقاومة المشروع الصهيوني.
مفاعل ديمونة ليس مجرد منشأة علمية، بل رمزٌ لفجور القوة وانعدام العدالة في عالم لا يعترف إلا بمنطق الغلبة.
1- النشأة والتأسيس
الاسم الرسمي: مفاعل “ناحال سوريك” أو مفاعل “ديمونة”، لكن الاسم الأشهر هو “مفاعل ديمونة النووي”.
الموقع: يقع في صحراء النقب جنوب شرق مدينة ديمونة، على بعد حوالي 13 كم من المدينة.
الجهة المشغلة: هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية (IAEC).
الزمن: بدأ بناؤه في أواخر الخمسينيات (1958)، وبدأ تشغيله سنة 1963.
المساعدة الخارجية:
تم بناؤه سرا بمساعدة فرنسا، ضمن اتفاق تعاون سري في عهد الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
تم خداع المجتمع الدولي بإعلان أن الموقع مخصص لـ”أبحاث النسيج”.
2- أهداف المفاعل
رغم أن إسرائيل تدّعي أن المفاعل لأغراض بحثية، إلا أن معظم التقارير والتحليلات تشير إلى أنه:
يُستخدم لإنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية.
ساهم في بناء ترسانة نووية إسرائيلية غير معلنة (تقديرات تقول إن إسرائيل تمتلك بين 80 إلى 200 رأس نووي).
يُعدّ عماد البرنامج النووي الإسرائيلي السري، والذي لم تعترف به إسرائيل رسميًا حتى اليوم.
3- الأهمية الاستراتيجية لمفاعل ديمونة
رادع عسكري:
وجود المفاعل النووي يمنح الكيان الصهيوني تفوقًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط، ويُستخدم كـ”سلاح ردع”.
السرية:
الكيان الصهيوني يتبع سياسة “الغموض النووي”، فلا يعترف ولا ينفي امتلاكه السلاح النووي.
السيطرة الإقليمية:
تفوّق نووي مقابل دول عربية وإسلامية لا تملك سلاحًا نوويًا.
4- المخاطر والتهديدات
احتمال الانفجار أو الاستهداف
انفجار داخلي: المفاعل قديم ويعود إلى الستينيات، وقد أظهرت تقارير إسرائيلية تسريبات وإشعاعات في جدرانه، مما يجعل خطر التسرّب الإشعاعي أو الانهيار الفني قائمًا.
استهداف عسكري: المفاعل كان هدفًا معلنًا في عدة تصريحات إيرانية، وسورية، والعراق سابقًا، كونه نقطة ضعف استراتيجية.
هجوم صاروخي أو جوي قد يؤدي إلى كارثة نووية إقليمية.
نتائج الانفجار أو التسرب الإشعاعي
كارثة بيئية: تشبه كارثة تشرنوبيل (1986) أو فوكوشيما (2011)، مع انتشار الإشعاعات في الجو والتربة والمياه.
تأثير إقليمي: بسبب قرب المفاعل من الحدود مع الأردن ومصر، فإن التلوث الإشعاعي قد يصل خلال ساعات إلى:
سيناء وجنوب الأردن (معان، العقبة).
شمال السعودية.
وربما حتى مناطق في النقب المصري وسواحل البحر الأحمر.
خسائر بشرية: أمراض سرطانية، تشوهات خلقية، تدمير الزراعة والمياه الجوفية.
5- مواقف دولية
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا تخضع الكيان الصهيوني لتفتيشاتها؛ لأنهم لم يوقعوا على معاهدة حظر الانتشار النووي.
الولايات المتحدة: تدعم دولة الشيطان سياسياً في هذا الملف وتغض الطرف عن أنشطتها النووية.
الدول العربية: تدعو إلى منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، دون نتائج فعلية.
خطورة موقع المفاعل:
مفاعل ديمونة ليس فقط منشأة نووية عسكرية، بل هو رمز للهيمنة النووية الصهيونية في الشرق الأوسط. خطره لا يكمن فقط في قدراته التدميرية، بل أيضًا في هشاشته وتقدّمه في العمر، مما يجعله قنبلة موقوتة بيئيًا وسياسيًا. انفجاره أو استهدافه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق تهدد أمن وسلامة المنطقة بأسرها.
فهو يقع في صحراء النقب، على بعد نحو 13 كم من مدينة ديمونة، و100 كم تقريبًا من مدينة العقبة الأردنية ومدينة طابا المصرية.
المناطق المتأثرة بانفجاره (إذا حدث) حسب الاتجاهات والمسافات:
1- الأرض المحتلة
جنوب النقب بالكامل سيتأثر فورًا.
بئر السبع، ديمونة، عراد، النقب الغربي: أولى المناطق التي تتعرض للإشعاع.
إن كانت الرياح شمالية شرقية فقد يصل الإشعاع نحو القدس وما يُسمى (تل أبيب) خلال ساعات.
2- الأردن:
محافظة العقبة أول منطقة محتملة للتلوث الإشعاعي.
معان، الطفيلة، الكرك (جنوب ووسط الأردن): قد تتأثر خلال يوم إلى يومين إذا كانت الرياح جنوبية غربية أو غربية.
المياه الجوفية في وادي عربة في خطر من التلوث.
3- مصر:
شبه جزيرة سيناء الشرقية: أقرب نقطة لموقع المفاعل، وخاصة منطقتي طابا ونويبع.
دهب، شرم الشيخ: قد تتأثر لاحقًا إذا كانت الرياح جنوبية غربية.
الخطر الأكبر من التلوث في المياه الجوفية ومياه خليج العقبة.
4- السعودية:
شمال غرب المملكة (تبوك، حقل، البدع): قد تتعرض للإشعاع خلال 24-48 ساعة.
خطر إضافي في حال تلوث مياه خليج العقبة الذي يتشارك بين 4 دول.
نطاق التأثير الزمني:
في حال انفجار نووي مباشر: المناطق المحيطة في قطر 30 كم تتعرض لتدمير كامل.
تسرب إشعاعي: يمتد التأثير في نطاق 200-300 كم حسب اتجاه الرياح وسرعتها.
الآثار قد تبقى عشرات السنين في التربة والمياه.
أشد المخاطر:
الأمراض السرطانية والتشوهات الخَلقية.
تدمير الزراعة والمياه الجوفية.
تهجير سكاني واسع من المناطق الملوثة.
