الأمة| مسلسل تهريب الآثار اليمنية إلى الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يزال مستمرًا خلال السنوات الماضية دون توقف.
دوامة الحرب التي دخلت فيها اليمن زادت من عمليات تهريب الآثار إلى الخارج حيث يتخذها البعض بابا للتجارة والتربح وسط غياب الرقابة المؤوسسية وضعف السلطات الأمنية.
مزاد صهيوني!
الباحث في الآثار اليمنية، “عبدالله محسن”، كشف عبر حسابه على السوشيال ميديا عن سرقة تُراث اليمن إلى الخارج.
وأوضح أن 6 تحف أثرية من اليمن، ستعرض يوم الخامس والعشرين من أبريل المقبل في مزاد المركز الأثري الذي ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي الشهير والمثير للجدل الدكتور روبرت دويتش، على منصة المزادات العالمية بيدسبريت.
وأكد الباحث أن المزاد سبق أن عرض وباع عدة آثار يمنية خلال السنوات الست الماضية، دون أي دور من الحكومة اليمنية لوقف تلك العمليات.
وأضاف أن التحفة الأولى عبارة عن تمثال صغير من البرونز من القرن الأول إلى الرابع الميلادي، لسيدة جالسة تحمل طائرا ووعاء، وعلى صدرها وحول المقعد التي تجلس عليه نقش بالمسند، وأضاف أن التحفة الثانية عبارة عن وعل برونزي رابض، من القرن الخامس قبل الميلاد، وملون بالزنجار البني والأخضر الجميل.
والتحفة الثالثة عبارة عن ذراع أنثى برونزية نادرة ترتدي سواراً، من القرن الأول الميلادي، موضحا أنه “تم إصلاح الإصبع الصغير، لكنها بحالة جيدة”.
وأشار إلى أن المزاد سبق أن عرض هذه التحفة الأثرية قبل عام وفشل في بيعها بسبب السعر الافتتاحي للبيع.
والتحفة الرابعة هي تمثال برونزي لجمل من القرن السابع قبل الميلاد، يصور على كلا جانبيه نقشاً بالمسند والتحفة الخامسة هي جمل برونزي آخر، أما التحفة السادسة فهي رأس ماعز من البرونز المصبوب على الطراز اليمني القديم، وتعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وهي ملونة بـ “الزنجار الأخضر الجميل”، حسب الباحث محسن.
تجارة الآثار وتهريبها
الباحث اليمني رياض الزواحي الذي يتتبع المتاحف الخاصة، قال في تصرحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن جامعي الآثار وتجارها موجودون في مختلف المحافظات اليمنية، إلا أن صنعاء ومأرب والجوف على وجه الخصوص تنتشر فيها المتاحف الخاصة.
وأكد أن الكثير من القطع الأثرية المعروضة في مزادات العالم أخذت طريقها من تلك “المتاحف الخاصة” إلى الخارج وإلى المزادات عبر التهريب والمتاجرة غير المشروعة.
تهريب الآثار.. مهنة ومصدر للكسب
فيما يقول “محمد بإعلان” ، أستاذ آثار وحضارة اليمن القديمة في جامعة عدن، إن مالكو القطع الأثرية يقتنون مجموعاتهم بطرق غير شريفة، من خلال نبش المواقع الأثرية عبر سماسرة الآثار.
وأكد أن ظاهرة جمع الآثار أصبحت مهنة ومصدر تكسب حيث تكدست بيوت أو قصور بعض جامعي الآثار، ولا سيما في صنعاء، بآلاف القطع الأثرية التي لم تكن خاضعة لإشراف هيئة الآثار المتاحف، مشيرا إلى أن جامعو الآثار الكبار هم قلة يتمتعون بنفوذ سياسي وعسكري وقبلي شكّل نفوذهم حماية لهم من القانون.