ناصر الدين الناصر يكتب: أساليب تعليمية جديدة في جامعة ڤيادرينا في فرانكفورت

في قلب جامعة ڤيادرينا، وتحت إشراف البروفيسور الدكتور جورج شتاتمان، يخوض الطلاب رحلة تعليمية تتجاوز حدود الفصول الدراسية التقليدية، متجهين نحو تجربة تعليمية تفاعلية تكسر القوالب النمطية للتعليم. يُعد الكورس الذي يحمل عنوان «الإبداع وريادة الأعمال» نموذجاً للابتكار في التعليم، حيث يُطلب من الطلاب مواجهة تحديات غير تقليدية تُظهر مدى فعالية وأهمية التعليم العملي.

أبرز ما يُميز هذا الكورس هو تضمينه لتمرين «العلاج بالرفض»، وهو عبارة عن نشاط يعتمد على نظريات علم النفس والتي تحث الطلاب على البحث عن الرفض بشكل متعمد لتقليل حساسيتهم تجاه الخوف من هذا الرفض. هذا التمرين لا يُساعد الطلاب على بناء الصلابة والثقة بالنفس فحسب، بل يعلمهم أيضاً كيفية التعامل مع المواقف المربكة والتفاوض في سياقات الحياة الواقعية. حيث توجّب على الطلاب تصوير أنفسهم في مقاطع فيديو بينما يحاولون التفاعل مع الغرباء بطرق مبتكرة وغير مألوفة، من محاولة التفاوض مع حلاق للسماح بقص شعر الزبون التالي إلى الطلب من عامل في سوبرماركت للكشف عن خبايا مستودعاته.

بالإضافة إلى «»العلاج بالرفض» يُشكل البروفيسور شتاتمان كل أسبوع فرقاً جديدة من الطلاب لتحديهم بمهام تتطلب منهم تطوير نماذج أعمال إبداعية بميزانية محدودة حيث سيتم تقييم الطلاب بقدر ما يستطيعون جمعه من أموال. هذه المهام تشجع الطلاب على استخدام كل ما تعلموه وتطبيقه في سيناريوهات عملية، مما يحفزهم على الابتكار والخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم. من خلال هذه الأنشطة، تمكن الطلاب من تطوير أفكار متنوعة وتطبيقها.

من خلال الخوض في هذه التجارب، لا يكتسب الطلاب المعرفة النظرية فقط، بل يطورون مهارات حياتية تشمل العمل الجماعي، الإبداع، والقدرات التجارية العملية. هذه الدورة التدريبية تعد بمثابة تحضير للطلاب ليصبحوا قادة المستقبل، مستعدين لاستخدام معرفتهم ومهاراتهم لتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة.

البروفيسور شتاتمان والطلاب الذين خاضوا هذه التجربة الغنية متحمسون لمشاركة قصصهم والأثر الإيجابي الذي أحدثته على توجهاتهم التعليمية وتحدياتهم الحياتية، مؤكدين على قيمة هذه الطرق التعليمية الحديثة في تنمية الفرد وإعداده بشكل كامل لمواجهة تحديات العالم الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights