بعد التحركات الواسعة للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، توقفت أعمال هدم المقابر التراثية، في سبتمبر 2023م، وقد أبلغت جهات أمنية، حراس المقابر بمنع التجمعات في الأحواش والمقابر، ومنع التصوير، مع إيقاف أعمال الهدم، وعدم نقل الرفات، والسماح بالدفن من جديد في المقابر، بعدما مُنع ذلك طوال شهور قبل بدء عمليات هدم المقابر التاريخية منتصف أغسطس الماضي، والتي أتت على مجموعة من الجبانات التاريخية المسجلة.
لكن عادت من جديد عمليات إزالة المقابر لصالح المنفعة العامة – حسب مجلس الوزراء المصري – فى جميع مناطق الجبانات الداخلة فى الإزالة ضمن محور صلاح سالم والتى تشتمل على 8 مناطق الجبانات، هى: “السيدة نفيسة القديمة، السيدة نفيسة الجديدة، الإمام الشافعى، الطحاوية، سيدى جلال، باب الوزير، المجاورين، سيدى عمر”
لا يوجد إنسان “طبيعي” يكره التجديد، والتطوير، واختصار مسافات الطُّرُق، و(تقليل) زمن وصول الحافلة.. لكن ما يحدث الآن في محوَر صلاح سالم الجديد، يجعلنا نقول للمهندسين الجَهَابِذَة: (أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)؟!،
فالموضوع من السهل معالجته،
فالمقابر التاريخية يتجاوزها الجِسر (الكوبري)، وتكون تلك المقابر الأثرية تحته، فهو ليس (نفق)، كما فعلتم مع بعض القصور التاريخية، وأيضا الحديثة، وبعض أملاك اليهود في مصر.. وقمتم بتغيير مسارات بعض (الكباري) من أجل رِضا الذين لا تجرؤون على إغضابهم..
لقد أزلتم مقبرة المؤرّخ المقريزي، والدور على مقابر: الإمام وَرش، والإمام الشافعي، والإمام العز بن عبد السلام، وقبلهم الشيخ محمد رفعت الذي نجحت الضغوط الإعلامية في إصدار قرار رئاسي بإلغاء إزالة مقبرته، وتغيير مسار (الكوبري)،
– خطة التطوير المنشورة بالصحف تقول إن محوَر صلاح سالم الجديد، سيمرّ بمسجد الغوري والمسبح وميدان مسجد السيدة عائشة، ومسجد السيدة نفيسة، وستتم إزالة مقابر السيدة نفيسة القديمة والجديدة، ومقابر الإمام الشافعي، ومقابر الطحاوية، ومقابر باب الوزير، ومقابر سيدي عمر، وسيدي جلال، بالإضافة إلى مقابر الغفير، ومقابر المجاورين
– وقبل أن تختفي القاهرة المملوكية، والقاهرة الفاطمية، للأبد..
اتركوا مقابر الرموز، واجعلوا الجسور فوقها..
– اللهم ارحمنا فوق الأرضِ، وتحت الأرضِ، ويوم العرضِ عليك.
——————-
يسري الخطيب
