استيقظ الإسرائيليون صباح اليوم الخميس، على مشاهد مرعبة إثر قصف الجيش الإيراني لمستشفى سوروكا ما تسبب في هلع كبير بين المرضى وذويهم والأطقم الطبية أشفت في الوقت نفسه صدور الشعوب العربية والإسلامية المؤيدة للفلسطينيين في قطاع غزة، كون هذه المستشفى كانت تعالج جرحى جيش الاحتلال في حربه ضد قطاع غزة.
ورغم التعيم الإعلامي في تل أبيب للخسائر اليومية إثر الضربات الإيرانية اليومية التي تستهدف المدن الإسرائيلية، إلا أن المدنيون في إسرائيل وثقوا هلع المرضى الكبير ما أدى لتفاقم الأوضاع داخل الكيان المحتل لأراضي فلسطين.
وعلى الفور أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة أكبر مستشفى في جنوب إسرائيل بصاروخ إيراني، فيما قالت صحيفة معاريف إن الهجوم تسبب في تسرب مواد خطيرة جراء استهداف مستشفى “سوروكا” في بئر السبع بالنقب.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، إنه عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أصاب المستشفى تم الاشتباه في تسرب مواد خطرة، في الطابق العلوي من المبنى، وقد بدأت الشرطة بإجلاء السكان من موقع الحادث ومن داخل المستشفى بشكل فوري.
وقال متحدث باسم مستشفى سوروكا في بئر السبع إن المستشفى تعرضت “لضرر بالغ” في أجزاء مختلفة، مضيفا أن أشخاصا أصيبوا في الهجوم، مطالبا في الوقت نفسه الأشخاص بعدم القدوم إليها لتلقى العلاج.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 30 شخصا على الأقل جراء سقوط صواريخ على مناطق عدة في إسرائيل.
نشطاء أعادوا إبراز تصريحات لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، عقب قصف جيشه لمستشفى المعمداني بغزة قال فيها :” غضب العالم بشأن القصف يجب ألا يوجه لإسرائيل بل للإرهابيين في إشارة لـ(حركة حماس).
أما اليوم فجاءت تصريحات نتنياهو عقب قصف إيران لمشتشفى سوروكا متناقضة تماما، حيث قال نتنياهو :” أذرع الإرهاب التابعة لإيران أطلقت صواريخ على مستشفى سوروكا وعلى السكان المدنيين وسط إسرائيل”.
وطلب نتنياهو تدخل أمريكا مرارا في الحرب الدائرة ضد إيران، لكن ترامب يخشى من غضب الداخل الأمريكي.
أيضا تصريحات وزير الصحة الإسرائيلي بعد قصف إيران محيط مستشفى سوروكا جاءت متناقضة للغاية حيث قال إن قصف المستشفيات جريمة حرب وإيران باتت تتجه نحو الاستهداف المتعمد للمدنيين الأبرياء والفرق الطبية.
وتعليقا قال الكاتب والمحلل السياسي جمال سلطان، إن القصف الصاروخي على تل أبيب هذا الصباح سبب إيلاما وفزعا واضحا لدى العدو، ربما كان هو الأقوى منذ بدأت المواجهة.
واعتبر أن القصف الإيراني الأخير مثل تطورًا مهم ومنعش، وأعتقد أنه سيكون مفتاح لمرحلة جديدة، ستكون خيرا لفلسطين والمستضعفين والأمة”.
وتابع :” ومن اللطائف أن تصريحات قادة العدو اليوم عن إدانة استهداف المستشفيات تدين كل ما فعلوه في غزة المكلومة”.
المتخصص في الشأن الإيراني طارق دياب، علق على الضربات الإيرانية الأخيرة بقوله :” في الساعات الماضية وجهت إيران أقوى ضرباتها منذ بداية الاشتباك ضد إسرائيل، حيث سقطت صواريخها في ٣ مواقع في غوش دان وواحد في الجنوب.
وأضاف :” حققت الضربات الأخيرة إصابة مباشرة لمستشفى سوروكا، وسط مطالب بإخلاء كامل للمستشفى بعد تسرب مواد خطيرة، وهذه أول مرة في تاريخ إسرائيل تستهدف أحد مشافيها، وللمفارقة هذه هي المستشفى التي اعتادت أن تستقبل جرحى جنود إسرائيل في معارك غزة”.
وتابع :” سقوط صواريخ على مبان في قلب مدينة تل أبيب ورمات جان وحولون بتل أبيب الكبرى مع وجود عالقين، فضلا عن انهيار منزل ببئر السبع جنوب إسرائيل، والصاروخ الذي أصاب رمات جان استهدف مبنى البورصة الإسرائيلية”.
ولفت إلى أن هناك حديث عن دمار كبير في مدينة تل أبيب وتل أبيب الكبرى وبئر السبع، وبالتأكيد ضربة بهذا الحجم تعني عشرات القتلى والمصابين لكن لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
ونوه الصحفي المصري، إلى أن هناك تكتم إسرائيلي على أحد الاستهدافات وفرض حظر أمني حوله، وعلى الأغلب هو مبنى عسكري ومرجح أن يكون هذا هو هدف الضربة الأساسي.
واعتبر دياب، أن هذه الضربة رسالة من إيران أنها لن تستلم ولن تقبل باتفاق غير مشروط كما يرغب ترامب، إما تفاوض واتفاق مبني على تنازلات مشتركة من الطرفين أو الذهاب لحرب مفتوحة حتى النهاية، وهو مسار يتناغم مع طبيعة الشخصية الإيرانية التي يقول عنها عبد القادر فايز بأنها تجيد وتميل للتفاوض والحلول الدبلوماسية لكنها تمقت الاستسلام المطلق ولا يمكن أن تقبل به.