هل يجوز التدرج في تطبيق العلمانية؟!

هذا هو السؤال الصحيح بناء على واقع بعض بلاد المسلمين وحكوماتهم، وللدقة يجب أن نستبدل كلمة تدرج بتدحرج، لأن التدرج يكون من الأدنى للأعلى، والتدحرج من الأعلى إلى الأدنى، والعلمانية هي الأدنى لأنها من كلام البشر الذين لا يؤمنون بيوم الدين قال تعالى:
((وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))،
فهذه الحكومات تدحرجت في تطبيق العلمانية ومكنتها باسم تطبيق روح الإسلام، فليس صحيحاً أن نسأل: هل يجوز التدرج في تطبيق الإسلام؛ لأن ما رأيناه هو العكس تماماً، ولكنها وللدقة كُحِّلت العلمانية ببعض المظاهر الإسلامية الفردية، كمن أراد أن يشرب الخمر فسمى بالله عليه.
نعود للتدحرج فالواقع أن فكرة التدرج في تطبيق الإسلام فكرة مضللة ليس لأن التدرج لا يجوز (فهذا بيناه في مقال سابق https://t.me/sawrah/1221)، وإنما لأن الواقع هو تدحرج في ترسيخ العلمانية وشرعنتها في الدولة والمجتمع، فالحكومات الفاجرة رغم أنها طبقت العلمانية لكنها عجزت عن شرعنتها في المجتمع، ولكن الحكومات ذات الصبغة الإسلامية طبقت العلمانية وشرعنتها في المجتمع.
ختاماً: لو زادت السرعة في التدحرج أكثر فأكثر لأصبح إنزلاقا، فيصبح السؤال: هل يجوز الإنزلاق في تطبيق العلمانية وشرعنتها؟!
واجب لمن يقرأ المقال أن يقرأ تفسير قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مّبِينٌ )) [البقرة: 208
وقوله تعالى:
{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يرِيدُ اللَّهُ أَن يصِيبَهُم بِبَعْضِ ذنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49].
الشيخ إبراهيم النجار/ ناشط سياسي
منتدى قضايا الثورة