واشنطن بوست : هذه تداعيات استبعاد أوكرانيا والناتو من مباحثات لافروف وروبيو

 

اختتمت إدارة ترامب محادثات أولية مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، ما يمثل نقطة تحول في تعامل واشنطن مع أكثر صراعات أوروبا دمارًا منذ عقود، ويعكس استعداد الرئيس الأمريكي لتجاوز حلفائه من أجل فرض سلام سريع.

أثمرت مناقشات وزير الخارجية ماركو روبيو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وهي أول لقاء رفيع المستوى بين الجانبين منذ الغزو الروسي في 2022،

وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “عن اتفاق لتشكيل فرق تفاوضية وإمكانية توفير «فرص اقتصادية واستثمارية تاريخية» لروسيا إذا انتهى الصراع بنجاح.

كما تناولت المحادثات تحسين العلاقات الأمريكية-الروسية المتدهورة منذ الهجوم الروسي الشامل.

وزير الخارجية الأمريكي الجديد ماركو روبيو

أكد روبيو، الذي رافقه مستشار الأمن القومي مايكل والتز، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن هدف الرئيس دونالد ترامب هو التوصل إلى اتفاق «عادل ودائم ومستدام ومقبول لجميع الأطراف».

وأضاف: «اليوم هو الخطوة الأولى في رحلة طويلة وصعبة لكنها مهمة».

لم يوضح المسئولون الأمريكيون دور الحكومة الأوكرانية، التي لم تشارك في الاجتماعات التي استمرت 4 ساعات ونصف في قصر ملكي بالرياض، في المفاوضات المستقبلية.

فيما أثار استبعاد كييف قلق الأوكرانيين، الذين يخشون من مناقشة مستقبل بلادهم دون وجودهم، وأربك حلفاء أوروبا الذين يخشون أن يتبنى ترامب اتفاقًا يعزز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينما يبدو أن واشنطن تستعد لسحب مظلتها الأمنية التي كانت حجر الأساس في النظام الغربي بعد الحرب العالمية الثانية.

فيما حاول مسؤولو الإدارة الأمريكية التقليل من أهمية استبعاد كييف، مشيرين إلى أن الاجتماع كان استكشافيًا ومقدمة لمفاوضات لاحقة أكثر شمولاً، وتحضيرًا لقمة منتظرة بين ترامب وبوتي

لكن هذا يمثل قطيعة واضحة مع مبدأ «لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا» الذي تبنته إدارة الرئيس جو بايدن وحلفاؤه الغربيون.

وبدوره قال لافروف لوسائل الإعلام الروسية إن هناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة بدأت تفهم موقف روسيا من الحرب، مضيفًا: «اتفقنا على أنه عندما لا تتوافق مصالحنا، يجب حل المشكلات بدلًا من تأجيج النزاعات».

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه بإلغاء زيارته المقررة إلى السعودية، قائلاً من تركيا: «استبعاد أوكرانيا كان مفاجئًا لنا كما كان للعديدين»، مضيفًا أنه سيلتقي ممثلين أمريكيين في كييف.

وأثار مسؤول أوكراني آخر مخاوف من أن إدارة ترامب «لم توضح لنا ما الذي ترغب في مناقشته، وليس لدينا رؤية حول المصالح الأوكرانية التي قد يتم التنازل عنها».

وجاءت هذه المحادثات بعد أيام من إعلان مساعدي ترامب أن عضوية أوكرانيا في الناتو مستبعدة، وأن كييف يجب أن تتخلى عن استعادة جميع الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية، مما أثار صدمة بين القادة الأوروبيين.

بينما تسيطر روسيا على نحو خمس أوكرانيا بعد ثلاث سنوات من الغزو، أبرمت موسكو اتفاقًا عسكريًا مع كوريا الشمالية، أرسلت بموجبه أكثر من 10,000 جندي كوري شمالي للقتال في منطقة كورسك الروسية.

ويحذر المسئولون الأوكرانيون من أن أي اتفاق سلام لا يتضمن ضمانات غربية قوية سيسمح لروسيا بإعادة ترتيب صفوفها وشن هجوم جديد.

فيما يناقش القادة الأوروبيون الآن إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا إذا تم التوصل إلى اتفاق، دون أي التزام بعد.

وفي هذا السياق وصفت إدارة ترامب الاجتماع بأنه خطوة أولى في محادثات سلام أوسع، بينما رأت موسكو أنه فرصة لإنهاء عزلتها الاقتصادية والسياسية وتحقيق علاقات أكثر وظيفية مع واشنطن.

 

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين، إن «الشيء الأساسي هو بدء تطبيع حقيقي للعلاقات بيننا وبين واشنطن».

وأشار بيان أمريكي إلى اتفاق الطرفين على آلية استشارية لمعالجة «نقاط التوتر» في العلاقات الثنائية، وفتح المجال لـ«تعاون مستقبلي في القضايا الجيوسياسية المشتركة وفرص اقتصادية واستثمارية تاريخية» بعد إنهاء الصراع في أوكرانيا.

مع مخاوف الأوروبيين من انسحاب القوات الأمريكية من القارة، أعاد الكرملين التأكيد على مطالبه بإعادة التفاوض على الهيكل الأمني لأوروبا كشرط لوقف الحرب في أوكرانيا، مشددًا على أن أي تسوية طويلة الأمد لن تكون ممكنة بدون النظر في قضايا الأمن في القارة.

وقد عكس اختيار السعودية كمكان للمحادثات تحول أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، حيث أقام ترامب اتصالًا سريعًا مع ولي العهد محمد بن سلمان بعد ثلاثة أيام فقط من توليه المنصب، بعد علاقة فاترة بين بن سلمان وإدارة بايدن.

أشار مسؤول أوكراني إلى أن ترامب قد يكون مضللًا بشأن عواقب هذا الانخراط مع روسيا، داعيًا فريقه إلى تزويده بوقائع أكثر.

بينما أعرب كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار الروسي، عن تفاؤله بإبرام اتفاقيات جديدة مع واشنطن في غضون أشهر، مما يعكس تحولًا كبيرًا عن حقبة بايدن التي شهدت عقوبات غربية مشددة على موسكو

ورغم أن بعض المسؤولين الأوكرانيين عبروا عن قلقهم من إجراء المحادثات دون أوكرانيا، فإن آخرين اعتبروها فرصة لإظهار «أوهام روسيا غير الواقعية» لفريق ترامب قبل بدء مناقشات «جدية».

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights