الجمعة مايو 3, 2024
لا إله إلا الله محمد رسول الله الأمة الثقافية

“ولقد تأثَّلَ بالعقيدةِ مجدُنا”.. شعر: محمد التميمي

الــمــجــدُ بــالــدِّيـنِ الــمــؤثَّـلِ دانِ

بــــالآيِ نــعــمَ وسُــنَّــةِ الـعـدنـانـي

وبــمــا مــشــت بـظـلالِـه أفـواجُـنـا

 تــهـبُ الـشـعـوبَ هــديَّـةَ الـرحـمنِ

ولــقــد تــأثَّــلَ بـالـعـقيدةِ مـجـدُنـا 

دنــــيـــاهُ إســـلامــيَّــةُ الأركـــــــان

والـمـجـدُ بــالإسـلامِ يـرفـلُ عـهـدُه 

قــيـمًـا تــفــوحُ بــرفـعـةِ الــفـرقـانِ

وبـغـيـره ذقــنـا الــمـرارةَ والأســى

والــــــذلَّ والإخـــبــاتَ لـلـطـغـيـانِ

وحـضـارةُ الـسُّـفهاءِ زيــفُ خـديـنةٍ 

 قــــد ألـبـسـوهـا حُــلَّــةَ الـشـيـطانِ

الـمـظـهـرُ الــجـذَّابُ لــكـنْ ريـحُـهـا   

 نــتــنٌ كــريــح زَنــاخَــةِ الـحـيـوانِ

هـــي هــكـذا ألــقـتْ تَـعَـفُّنَ بـطـنِها

لــلــنـاسِ لا كــتــضـوُّعِ الــريــحـانِ

نـاموسُ ربِّ الـعرشِ يـبقى مقسطا 

والـويلُ يمحقُ صاحبَ النُّكرانِ *

هـي أمَّـتي زهـت الـحضارةُ عـندما   

ســـادت بــديـنِ اللهِ فـــي الـبـلدانِ

مــاقـادهـا بــغــيٌ ولا ظــلــمٌ ولـــم  

يـشـهـدْ عـلـيـها الــنـاسُ بـالـعدوانِ

بـــل أنــقـذت أمـمًـا تـغـشَّاها الـعـنا 

عـنـد الـمـجوسِ ومـحـفل الـرومانِ

ومــن الـهوى الـمأفونِ إذ ألـقى بـها    

فــي تـيـه زيــفِ الـحـالِ لـلخسرانِ

وحـمتْ شـعوبَ الأرضِ فـي أيامها  

 مـــن بــغـيِ طـاغـيةٍ وغــدرِ جـبـانِ

كــانـت صـحـاراهـا تـفـيضُ كـجـنَّةٍ  

 فـالـمـغـدقـاتُ الـطـيـبـاتُ دوانــــي

وغــــذا الـلـيـالي مـقـمـراتٌ بـالـهـنا  

 والــخــيــرُ والإنـــســانُ يـلـتـقـيـانِ

هــي أمـتـي والـمـجدُ صـنعُ يـمينِها  

 والــفـضـلُ والإيــثــارُ شــــأنٌ ثـــانِ

ولـهـا الـكـتائبُ فــي الـبـلادِ روايـةٌ   

 فـيـهـا الـفـتـوحُ ونـهـجُـها الـربـانـي

مــا لاكـهـا عــبـثٌ ولا قــامـت إلـــى 

  قــتـلِ الـشـعـوبِ بـمُـدية الـطـغيانِ

والـفتحُ كـان عـلى يدَيْ مَن أسلموا

مـــن خــيـرةِ الأفـــذاذِ والـفـرسـانِ

دكُّــوا حـصـونَ الـظـالمين وحـرَّروا 

 تــلـك الـمـرابـعَ مـــن أذى الـذؤبـانِ

وتــحـررَ الـسـكـانُ مـــن قـيـدٍ عـتـا  

صـنـعتْهُ كــفُّ مـخـاتلٍ وأنـاني *

وهـفت إلـى الإسـلامِ جذلى بالهدى  

 شــوقــا لــديـن مُـحَـمَّـدِ الـعـدنـاني

فـالـعدل والـحـقُّ الـمـبينُ ومــا بــه   

خــيـرٌ لـكـلِّ الـخَـلْقِ فــي الأوطــانِ

كـــانــت ســرايــا أمَّــــةٍ مــخـتـارةٍ  

 لـــم تـــألُ جـهـدًا لـلـنهوضِ الـبـاني

والـيومَ فـي عـصر الـتآمرِ لـم نـجد 

 إلا فــحــيــحَ أفـــاعـــيَ الــقـيـعـانِ

أمــم تُـسـمِّى فــي الـممالك بـالقُوى  

لـكـنَّـهـا لا شــــيء فـــي الـحـسـبانِ

إنَّ الــقـويَّ هــو الــذي بــرأ الــورى

 وقـــوى الـجـحودِ كـقـوة الـجـرذانِ

كــم أهـلـك الـديَّانُ مـن طـاغٍ ومـن   

 بـــاغٍ ومـــن قــد عــاشَ لـلـشيطانِ

لـــم تُـجْـدِهـم قـوَّاتُـهـم أو أدركــوا

صـــوتَ الـنَّـذيـرِ يـــرنُّ فــي الآذانِ

قــد أُهـلـكوا بـذنـوبهم مـن قـبلُ إذ 

 لــفَّــتْــهُـمُ الأقـــــــدارُ بـــالأكــفــانِ

فــمـضـوا تـكـبـلُـهم مـآثـمُـهم ولـــم 

يـجـدواشفيعًا مــن لـظـى الـنـيرانِ

جــاروا بـكـلِّ قـبـائح الـنـفسِ الـتي   

 كـــانــت تــعـاقـرُهـا بــــلا أرســــانِ

وبــكـلِّ أصــنـاف الـتَّـمـادي والأذى  

وبــكـل مـــا لـلـطـيشِ مـــن أقــرانِ

وتــمــرُّدٍ عــمًّــا أتــــى مـــن بـــارئٍ 

لـلـنـاسِ مـــن قـيـمٍ ومــن إحـسـانِ

فـالـلـؤمُ لـلـسـفهاءِ خــبـثُ طــويَّـةٍ   

ومــزيَّــةٌ تُــنـمَـى إلــــى الـحـيـوانِ

في الأرضِ كالأنعامِ عاشوا طيشَهم   

هــم والـبـهائمُ فــي الـهـوى سـيَّـانِ

يــا لـهـفـةً تــجــري لــنــا لـنـجـاتـهم 

فـي مـهجةِ الغلسِ البغيضِ الجاني

عــودي هُـدى وتـألقي قـبسًا عـسى  

يـــفـــدون لــلــتـقـوى ولــلإيــمــانِ

واسـقي القلوبَ من الشريعةِ عَذْبَها  

فــهــي الــــدواءُ لــغـصَّـةِ الـظـمـآنِ

وصـبـاحُ وجـهـك أمَّـتـي لـمَّـا يــزلْ  

لـلـنـاسِ وجـــهَ سـمـاحـةِ الإنـسـانِ

ويــداكِ فـضـلُهما عـلـى كـلِّ الـورى  

 رغـــم الـجـحـودِ لـعـابدي الأوثــانِ

مَـن يـنكرُ الـقيمَ الأثـيرةَ في الهدى   

 إذ أيـنـعـتْ كـالـخيرِ فــي الـبـستانِ

والـدَّانـياتُ عـلـى الـعـبادِ قـطـوفُها   

بــشــهـادةِ الـثـقـلـيـن والــحــدثـانِ

يـا مَـن سـعـيتِ وبـالـهناءةِ فـوَّحـتْ 

تــلـك الـفـجاجُ عـلـى يــدِ الـركـبانِ

وأنـرتِ وجـهَ الأرضِ مـن نورِ السَّما

ولــــه اشــرأبَّــت قــامــةُ الأعــنـانِ

كــانــت ديـاجـيـرُ الــزمـانِ مـلـيـئةً   

بــالـجـهـلِ والــشـنـآن والأضــغــانِ

فـأتـى رســولُ اللهِ يـحملُ مـصحفًا    

لــلــنـاسِ فــيــه بــلاغــةُ الـتـبـيـانِ

يـهـدي إلـى سـبل الـرشادِ شـعوبَهم    

ومَــن اسـتـجابَ فـرحـمةٌ وتـهـاني

مـا اسـتعذبَ الـنورَ السَّماويَّ الفتى    

إلا ونـــــــالَ ذخــــائـــرَ الإيــــمـــانِ

والــيـوم يـــا أحـــرارَ أمَّـتِـنـا أتـــى

 يــــومٌ يــفـيـضُ بـبـشـرِه الــمـزدانِ

فــتـبـرؤوا مــمَّــا يــضــرُّ بـنـهـجكم 

واسـتـعـصـمـوا يــا قــوم بــالـقـرآنِ

وحـذار مـن غـربٍ ومـن شرقٍ ومن  

 فــي الـقـوم مـرتـدين فـي عـصيانِ

خــلاَّن مَــن تـبـعوا طـلاسـم نـخبةٍ   

مـــنـــبـــوذة الآراءِ والـــــوجــــدانِ

وجـــدوا مـطـايـاهم هــنـا بـبـلادنـا  

فـي مـصر أو فـي الـشام أو بـغدانِ

فـالدِّينُ حـصنٌ لـلتَّفوقِ فـي الـعلى 

 لـــم يَـلْـقه الـغـاوونَ فــي الإذعــانِ

وهــو الـبـيانُ لــدى الـذيـن تـبحَّروا 

  فــي الـعـلمِ لا بِـهُـراءِ أهــلِ الـحـانِ

والـقـولُ مـا رضـي الإلــهُ بـما جـرى 

 بـحـروفه انـبـجستْ بـطـيبِ لـسانِ

ولــكـلِّ فــنٍّ فــي الأصــولِ روايــةٌ   

وأُعـــيــذُ أزكــاهــا مــــن الــشَّـنـآنِ

مـا لـلخلاصِ مـن الهوان أخا الهدى 

 إلا بــنــيــلِ شـــهـــادةِ الإيـــمـــانِ :

باللهِ ربِّ مُــــحَـــمَّـــدٍ وكــــتـــابـــه  

 وبــسُــنَّـةٍ تــحــلـو بـــكــلِّ زمـــــانِ

———————————–

هوامش :

المقسط: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه العادل في حكمه ـ والجاعل لكلِّ عبد من عباده نصيبا من فضله، والمنتصف للمظلوم من الظالم.

عتــا: استكبر وجاوز الحــد.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب