يسري الخطيب يكتب: المغول ليسوا هُم التتار
بسبب انطلاق المغول من أراضي التتار المسلمة (دولة تتارستان) التي كانوا يسيطرون عليها، للهجوم على بلدان العالم الإسلامي، حدث الخطأ التاريخي، وما زال الناس يخلطون بين التتار المسلمين، والمغول القتلة السفاحين..
الذين عاثوا في الأرض فسادا، وهاجموا العالم الإسلامي، واحتلوا بغداد عاصمة الخلافة، هم المغول وليس التتار.
1- التتار
تعود أصول التَّتار القدماء لشعب القفجاق في تركيا، وكانت الغالبية منهم تعتنق الديانة البوذية، وبعد ذلك أصبحوا مسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، ويُذكر أن موطنهم الأصليّ قريبٌ من بحيرة بايكال.
وكان التتار شعبًا معاديًا للمغول منذ القدم، لذلك قام قائد المغول جنكيز خان بسبب خوفه منهم، وظنه بأنه لا يُؤتمن جانبهم؛ بإبادتهم بالكامل إبادةً جماعيةً شبه كاملة على يد جيشه المغولي، ولم يبق منهم سوى القليل من النساء والرجال والأطفال الذين نجوا بأنفسهم من تلك الإبادة.
والتتار القدماء كقوميةٍ عرقيةٍ انقرضوا وليس لهم وجود في منغوليا على الغالب، والتتار الموجودون اليوم تنحدر أصولهم للمغول الذين ذابوا وسطهم عندما استوطنوا بلادهم، وتعيش مجموعة من التتار الجدد اليوم في الفولغا، وآسيا الوسطى، وكازاخستان.
2- المغول
قبائل صغيرة اجتمعوا عند نهر أونون، ويعود أصلهم لشمال شرق آسيا، وتم توحيد وإخضاع هذه القبائل المغولية بمن فيهم التتار في القرن الثالث عشر تحت حكم جنكيز خان، أمّا اليوم فأعدادهم أصبحت كبيرةً حتى وصلت لأكثر من خمسة عشر مليون نسمةٍ، والذين تقسموا بين منغوليا، والصين، وروسيا وأفغانستان، حيث يعيش معظم المغول اليوم في تلك البلدان.
وهناك بعض المؤرخين العرب قاموا بإطلاق تسمية التتار على المغول،
ويعود ذلك لعدة أسباب:
1- انخراط واستيطان المغول في أرض الأتراك القفجاق والبيئة التترية.
2- التشابه الكبير بينهم وبين التتار في الشكل والخِلقة.
3- تشاركهم في نفس نمط الحياة والمعيشة والطقوس الدينية.
جمهورية منغوليا (بلاد المغول)
دولة غير ساحلية في آسيا الوسطى، تحدّها روسيا شمالا، والصين جنوبا، وشرقا وغربا…
العاصمة: أولان باتور
تبلغ مساحة منغوليا 1,564,116 كيلومتر مربع ( 603909 ميل مربع )، ومنغوليا هي إحدى الدول الأقل كثافة سكانية في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 2.9 مليون نسمة.
الديانة السائدة في منغوليا: البوذية التبتية، ومنغوليا هي أفقر دولة في العالم، وأكثر دول العالم تخلفا.. ومعظم سكانها بدو رُحّل.. فسبحان الله.. الدولة التي حكمت العالم قرونا من الزمن، لا تجد قوت يومها الآن، وتتسول المعونات من روسيا والهند.
دولة تتارستان (التتار)
إحدى الكيانات الفدرالية في روسيا، (دولة إسلامية مُحتلة، مثل الشيشان)، ولكنها من أغنى دول المنطقة، والأولى في إنتاج وتصنيع النفط في روسيا.. تقع على السفوح الغربية لجبال الأورال الفاصلة بين آسيا وأوروبا، على بعد 800 كلم شرق موسكو، مساحتها 68000 كلم مربع، عاصمتها قازان، وهي واحدة من أكبر المدن في روسيا وأكثرها ازدهارا.. فهي تلقب بالعاصمة الثالثة بعد موسكو وسان بطرسبرج.. ويقترب عدد سكانها من 7 ملايين نسمة من مختلف المجموعات العرقية،
استطاع المغول في 1237م، السيطرة على دولة تتارستان، وجعلوها نقطة انطلاقهم لغزو بلدان العالم العربي، وكانوا يضعون رجال التتار دروعا بشرية في حروبهم، ولذا كان الخطأ التاريخي الظالم، والخلط بين المغول والتتار.. وفي سنة 1920م، ضمت روسيا، تتارستان إليها، وما زالت دولة التتار المسلمة ضمن جمهوريات الاتحاد الروسي.