24 أغسطس 1516م: معركة “مرج دابق” ونهاية دولة المماليك الكبرى
1- في مثل هذا اليوم 24 أغسطس 1516م.. وقعت معركة (مرج دابق) في أحد سهول شمال مدينة حلب في سورية، ويُسمّى (مرج دابق) وانتهت بانتصار العثمانيين وسيطرتهم على بلاد الشام وانتزاعها من المماليك.
2- كانت المعركة بين المماليك بقيادة “قانصوه الغوري” والعثمانيين بقيادة “سليم الأول”، وانتهت المعركة بانتصار العثمانيين، ومقتل الغوري، وسقوط الشام في أيدي العثمانيين الذين واصلوا زحفهم صوب القاهرة، وأنهوا حُكم المماليك (طومان باي)، وأصبحت مصر دولة تابعة للدولة العثمانية.
3- كانت سلطنة المماليك هي القوّة المهيمنة على العالم الإسلامي لما يزيد عن 250 عاماً، حيث حكمت في مصر والمدن المقدّسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس، وباقي ساحل ومدن الشام، كان هذا بعدما غزا الصليبيّون العالم الإسلامي، ثمّ من بعدهم المغول الذين فتتوا العالم الإسلامي تماماً وقتلوا الخليفة العباسيّ في بغداد.
لكنّ المماليك استطاعوا عبر العديد من المعارك والصراعات الداخلية والخارجية تأسيس دولتهم في مصر، والتي امتدّت لتشمل كامل الشام، وفقاً لما يذكره لنا كتاب “تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام” للمؤرّخ محمد سهيل طقوش.
4- كان العالم الإسلامي تتقاسمه ثلاث دولٍ قويّة وكبيرة:
المماليك في مصر والشام.
والعثمانيون في تركيا الحالية والبلقان وآسيا الوسطى.
والصفويُّون في إيران الحالية وشرق آسيا.
5- كان تحالف المماليك مع الدولة الصفوية الشيعية ضد الدولة العثمانية السُّنيّة، هو السقطة المُدَوِّيَة، و(الكبيرة) التاريخية التي لا تُغتَفَر، والعار الذي سيظل يلاحقهم حتى يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها..
فقد كان هذا التحالف هو السبب الرئيس في نهاية المماليك للأبد..
وبعد أن كانوا حُماة السُّنّة، أصبحوا عدوها الأول، وأنصار الصفوية الشيعية الكافرة.
واستغل سليم الأول (حالة السخط) ضد المماليك في العالم الإسلامي، وقام بتنفيذ هجوم استباقي ضدهم، ونجح في القضاء عليهم.
6- التقى الجيشان في 24 أغسطس من عام 1516م، وأبدى المماليك في هذه المعركة مقاومةً شديدةً، وإن كانت إمكانياتهم الحربية مُتواضعة، لكن سرعان ما دبّ الخلاف بين فِرق المماليك المُحاربة، وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة خاير بك أحد أمراء المماليك الشراكسة.
وظهرت خيانة المماليك المعتادة لبعضهم،
7- كانت مدافع العثمانيين ّالمدمّرة التي زادت عن 30 مدفعا كبيرا، من أهم عوامل نصر العثمانيين، فقد كانت قذيفة المدفع تحرق العشرات من جنود المماليك الذين لم يألفوا ذلك، وليس معهم غير السيوف
وواصل العثمانيون انتصاراتهم، وزحفوا للقاهرة، وقضوا على السلطان طومان باي في معركة الريدانية في 22 يناير 1517م،