كتب- السيد التيجاني| لا أحد يُنكر أن الكيان الصهيوني يكذب كما يتنفس فمنذ بدء الحرب علي قطاع غزة وحجم الدمار الذي شهده العالم اجمع حاصر العدو مجمع الشفاء الطبي بحجة وجود مركز قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس علاوة علي وجود شبكة أنفاق تحت المستشفى غير إن الرهائن المحتجزين بأسفله ولكن هذا الحصار لم يأتي بثماره.
ففي 15 نوفمبر الجاري اقتحم الجيش الصهيوني مجمع الشفاء الطبي الذي يعد أكبر مستشفى في قطاع غزة وهو تصرف متوقع من قوات الاحتلال وأنها أعلنت عن هذا الاقتحام قبل تنفيذه ولكن بهذا التصرف العشوائي الذي يتسم بالغباء خدم حركة حماس أكثر من خدمته للحكومة والجيش الصهيوني بمعني إنه لو حماس خططت لاقتحام المستشفى بنفسها لم تحصل علي هذا المكسب.
جرائم حرب
والحديث هنا للمواطن الصهيوني الذي يعتبر قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهذا بالنسبة لأي عاقل فيعد جرائم حرب ولكن بالنسبة للصهاينة واجب ديني عقائدي مثلما فعل من قبل النبي يوشع الذي آباد العماليق واستطاع تطهير الأراضي المقدسة من نسلهم.
وبالتالي لو حاولت اقناعهم بأن ما يقومون به جرائم حرب لا أحد يقتنع لأنهم مقتنعون بأن هذا ما يدخلهم الجنة وهنا سنقدم للمواطن الصهيوني الدليل علي غباء حكومتهم وقياداتها وأجهزة مخابراته والادعاءات الكاذبة لهذه الحكومة.
تمخض الجمل وولد فأراً
حيث ادعى الجيش الصهيوني ولمدة أربعة أسابيع بأن مقر قيادة حماس وبحوزتهم الرهائن الإسرائيليين متواجدين في أنفاق تحت مستشفى الشفاء وقدموا فيديوهات تؤكد ادعاءاتهم وبالطبع الصهاينة انتظروا لحظة الصفر و الهجوم علي المستشفي ليشاهدوا مخازن السلاح أثناء حرقها وهدم مقر قيادة حماس واسر الجميع وتحرير الرهائن تحت غطاء جوي وسيطرة النخبة العسكرية ولكن تمخض الجمل وولد فأراً.
وما حدث يثبت كذب ادعاءات العدو الصهيوني فعملية الاقتحام أسفرت عن وجود بدلة عسكرية لحركة حماس و11 بندقية وعدد ثلاثة قمصان واقي للرصاص وتسعة قنابل يدوية ومصحفين وسبحة وعلبة تمر.
واللطيف في الأمر أن العدو عندما قام بتصوير هذه الأشياء أكد وجودها في غرفة الأشعة بالمستشفى وهنا السؤال هل يعقل أن حماس تضع الأسلحة في هذا المكان المزدحم بالاطباء والمرضى؟.
هذا جانب والجانب آخر استدعي الجيش صحفي فرنسي كي يقوم بتصوير الأسلحة بنفسه والغريب في الأمر عندما قم الصحفي نفس غرفة الأشعة ظهرت أسلحة جديد لم تكن موجودة وهذا معناه أنه تم تزويدها من قبل الجنود دون الرجوع لقائد عملية الاقتحام والذي قام بالإشراف والتصوير الأول.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل يُعقل أن مخازن السلاح لحركة حماس بها فقط 11 بندقية وبدلة عسكرية واحدة يلبسها 40 ألف من رجال المقاومة وأيضاً خزنتين سلاح فقط؟! وعندما سأل الصحفي الفرنسي المتحدث باسم الجيش الصهيوني كيف عرفت أن مقاتلي حماس كانوا بالمستشفى أثناء عملية الاقتحام؟ قال إنهم استبدلوا الملابس العسكرية بالمدنية وهربوا.
وهنا يأتي سؤال آخر وفقا للتصريحات السابقة أين باقي البدل العسكرية التي تم استبدالها ووفق تصريحات المتحدث باسم الجيش الصهيوني إنهم متأكدين بأن مقاتلي حماس هربوا بالأسرى الصهاينة قبل تتفيذ عملية الاقتحام وعندما سأله الصحفي الفرنسي كيف تأكدت من وجود الأسري بالمستشفى؟ قال: وجدنا قصاصة شعر لأسيرة صهيونية ملقاة علي الأرض وهذا يدعو للعجب فهل قاموا بتحليل الدي إن اي بهذه السرعة ومعرفة كونها فتاة صهيونية؟! هذا لو افترضنا وجود شعر من الأصل.
ليس هذا فحسب فقد قام الجيش بتصوير المجمع وأكد وجود شبكة أنفاق أسفله ويعلم مداخل ومخارج هذه الأنفاق وبعدها اقتحم المستشفى يومي الأربعاء والخميس الماضيين ولم يدخل أو يُظهر تلك الأنفاق الذي أدعي الجيش كذباً بوجودها فأين هي واين مركز قيادة حماس؟! بالطبع لا أحد يجيب علي هذه الأسئلة.
من جانبه حذر المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان تنفيذ عملية اقتحام المشفى دون وجود لجان رقابة دولية متوقعاً قيام الجيش الصهيوني بفبركة فيدوهات وصور كي يثبت ارتباط المشفي بحركة حماس في محاولة يائسة منه لتحقيق أي نصر عسكري فلابد من مراقبة دولية وحال عدم تحقيق هذا فالمدنيين المرضي هم من يدفعون الثمن.
كما أن حركة حماس طالبت المجتمع الدولي رسمياً بتفتيش المشفي بدلاً من الجيش الصهيوني من الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية دون جدوي وهذا ليس غريب علي المجتمع تجاه الكيان منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية.
والغريب أيضا أن الولايات المتحدة الصهيونية هي الأخري ادعت امتلاكها معلومات استخباراتية بأن مستشفي الشفاء هو مقر لقيادة حماس ومخازن سلاحه وهذا تصريح رسمي وهي نفسها بعد الاقتحام خاطبت الكيان بالحفاظ علي المدنيين.
قلب الظلام
أيضاً أكد المحلل العسكري الصهيوني بصحيفة “هآرتس” العبرية يوسي ميلمان: اقتحام “الشفاء” دون وجود أسرى أضر بصورة تل أبيب دولياً وخلقت انطباعاً بأن مستشفى الشفاء بغزة هو “قلب الظلام”، مشيراً إلى أنه لم يُعثَر على مختطَفين أو مقاتلين من حركة حماس. وفق زعم الجيش الإسرائيلي، وأن هذا أضر بصورة الكيان دولياً وفقاً لما ورد في تي آر تي .
وقال ميلمان الحاصل على جائزة سوكولوف للصحافة عام 2009، في منشور له على حسابه بمنصة إكس: “لديّ شعور سيئ تجاه مجمع الشفاء، وإسرائيل خلقت صورة غير مسبوقة وخلقت الانطباع بأن مستشفى الشفاء هو قلب الظلام وأضاف: حينئذ لم يُعثَر على المختطَفين هناك ولا الإرهابيين، والآن يقول متحدث الجيش إنهم دخلوا الشفاء لأنه رمز حماس وعُثرَ هناك أيضاً على أسلحة وخرائط وغرفة عمليات وفق تعبيره.
ضرر الصورة الدولية للكيان
وتابع: هذا ليس مثيراً للإعجاب حقاً، وهل كان على مستوى التوقعات ويساوي ضرر الصورة الدولية الذي لحق بإسرائيل جراء اقتحام المشفى؟
كانت إذاعة الجيش الصهيوني قالت الأربعاء، إنه لا مؤشرات على وجود أسرى إسرائيليين بمستشفى الشفاء، رغم أن الجيش ادّعى على مدى أسابيع وجودهم فيه ومساء الأربعاء قال متحدث الجيش دانيال هاغاري إن الشفاء رمز حماس، لم يتخيَّل أحد من قيادة الحركة أن نصل إلى هناك وتابع هاغاري: عثرنا على زي لنشطاء حماس أُلقِيَ على أرضية المشفى حتى يتمكنوا من الهرب بزِيّ مدني علي حد زعمه.
مسرحية هزيلة
وزعم أيضا أنه عُثِرَ على مقرّ عمليات وأسلحة ومعدات تكنولوجية في مبنى التصوير بالرنين المغناطيسي والأربعاء علقت حركة حماس على ما نشره الجيش الإسرائيلي بالقول إنها “مسرحية هزيلة”.
وأضافت حماس: “زعم الاحتلال الصهيوني عثوره على أسلحة وعتاد في مجمع الشفاء الطبي، ما هو إلا استمرار للكذب والدعاية الرخيصة التي يحاول من خلالها تبرير جريمته الرامية إلى تدمير القطاع الصحي في غزّة”.
وفجر الأربعاء اقتحم الجيش مجمع الشفاء الطبي غربيّ مدينة غزة، بعد حصاره لأيام، حيث يضمّ مدنيين نزحوا من ديارهم جراء القصف الصهيوني المتواصل بالمنطقة ومنذ 41 يوماً يشنّ الجيش حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصائية رسمية فلسطينية.