الأحد أكتوبر 6, 2024
أقلام حرة

فضل مراد يكتب: وجوب بذل المال لـ غزة

مشاركة:

بذل المال لإخواننا في غزة ليس صدقة من الصدقات المندوبة بل إغاثة واجبة.

يقدم على غيره من القربات المسنونة عند التعارض والتزاحم.

وهو فرض في المال من الزكاة ومن غير الزكاة.

وقد اتفق سائر الفقهاء أنه يجب حال الحاجة والمسغبة والمجاعة إنفاق القادر على المسلمين فوق زكاته..

قال القرطبي: تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن (2/ 242):

«واتفق العلماء على أنه إذا ‌نزلت ‌بالمسلمين ‌حاجة بعد أداء الزكاة فإنه يجب صرف المال إليها. قال مالك رحمه الله: يجب على الناس فداء أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم. وهذا إجماع أيضا، وهو يقوي ما اخترناه، والموفق الإله»

وجاء في موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (5/ 598):

«أنه إذا ‌نزلت ‌بالمسلمين ‌حاجة بعد أداء الزكاة، فإنه يجب صرف المال إليها، قال مالك -رحمه اللَّه-: يجب على الناس فداء أسراهم، وإن استغرق ذلك أموالهم، وهذا إجماع أيضًا” نقله ابن مفلح (763) (2)

وقال أبو حيان الأندلسي (745 هـ): “أجمع المسلمون على أنه إذا نزل بالمسلمين حاجة وضرورة بعد أداء الزكاة، فإنه يجب صرف المال إليها”

وقال المناوي (1031 هـ): “في المال حق سوى الزكاة كفكاك الأسير، وإطعام المضطر، وسقي الظمآن، وعند منع الماء والملح والنار، وإنقاذ محترف أشرف على الهلاك، ونحو ذلك.

قال ابن عبد الحق: قام الإجماع على وجوبها، وإجبار الأغنياء عليها”

. ومن ذهب إلى الإجماع: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية»

وقال «الشاطبي»: «إذا خلا بيت المال وارتفعت حاجات الجُنْد وليس فيه ما يكفيهم، فللإمام إذا كان عدلاً أن يوظِّف على الأغنياء ما يراه كافياً لهم في الحال، إلى أن يظهر مالٌ في بيت المال.. ووجه المصلحة في هذا أن الإمام العدل لو لم يفعل ذلك لبطلتْ شوكتُه، وصارتِ الديار عرضةً لاستيلاء الكفار انتهى

وفي المحلى بالآثار (4/ 281):

«قال أبو محمد: وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم، ويجبرهم السلطان على ذلك، إن لم تقم الزكوات بهم، ولا في سائر أموال المسلمين، فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه، ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك، وبمسكن يكنهم من المطر، والصيف والشمس، وعيون المارة»

ونقل الاجماع أن في المال حقا سوى الزكاة

وقال الجويني في غياث الأمم في التياث الظلم (ص234):

فإن لم يبلغهم نظر الإمام، وجب على ذوي اليسار والاقتدار البدار إلى رفع الضرار عنهم، وإن ضاع فقير بين ظهراني موسرين، حرجوا من عند آخرهم، وباءوا بأعظم المآثم، وكان الله طليبهم وحسيبهم.

وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يبيتن ليلة شبعان وجاره طاو» ” وإذا كان تجهيز الموتى من فروض الكفايات، فحفظ مهج الأحياء، وتدارك حشاشة الفقراء أتم وأهم….

قال أبو زكريا فضل مراد

تبين من هذا الإجماع أن بذل المال لإخواننا في غزة

واجب بلا نزاع ولا خلاف.

وهذا الواجب مقدم على المسنونات من القربات والصدقات عند التزاحم.

 فضل مراد

أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي، والأمين العام المساعد.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *