لا ينبغي للمسلم أن تنفصم في حسه العلاقة بين الشيطان وأوليائه، ولا بين الشر الواقع في حياة الناس وبين عدو الله، فهو المدير لهؤلاء الأتباع على الحقيقة، وهو سبب كل تلك الشرور!
وأي خلل في فهم هذه الحقيقة هو خلل في فهم قوله تعالى: (إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ)، ولذلك قال يوسف ﷺ: (مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بَیۡنِی وَبَیۡنَ إِخۡوَتِیۤۚ).
ولذلك فمن البديهي أن هذه الأمة اليوم في أسر الشيطان وأوليائه منذ تنحية شريعة الله وكلمته من الحكم، والقيام بمهمة الخلافة عن الله فيها؛ وكل ما يجري هو في الواقع مهمة شيطانية لعرقلة أي خير قادم، حتى يخرج الدجال وتصل البشرية إلى أقصى درجات الضلال.
وكذلك فإن أي محاولة للتصحيح سيكون ثمنها الدماء الغزيرة، كما يحدث في غزة الآن، وكما حدث في رابعة والنهضة بالأمس، وإنما كان ذلك مجرد “بروفة” أو محاكاة محدودة لما سيفعلون عند ظهور أية بادرة لإقصائهم.
وواجب هذه الأمة وقواها الحية أن تجاهد وتجالد لإقامة الحق وتحقيق الخير بأقل درجة من الخسائر بحيث يكون ذلك جزءً أصيلاً من تصورها وتحركها، وهذا مما ينبغي أن يهمش ويقلل أصوات الغلو والقسوة في خطابنا تجاه الأمة كذلك.
