خليل المقداد يكتب: جعجعة في الضاحية الجنوبية
في أحيان كثيرة يحاول طرف ما إرسال رسائل ردع لطرف آخر، فتعطي نتائج عكسية وتتحول لرسالة حرب!
استمعت لكلمة دجال الضاحية، التي حاول فيها التخفيف من الأثر العكسي للصور الملتقطة بطائرة مسيرة لمواقع في حيفا المحتلة، والذي وتر الأوضاع في الكيان ورفع سقف التصريحات وسرع من وتيرة الاستعداد للحرب.
بداية حاول الدجال التلاعب بعواطف الناس واستمالتهم من خلال الإيحاء بأنه قاتل في البوسنة إلى جانب السنة وهذا كذب بواح.
حاول تصوير أي حرب بينه وبين الكيان على أنها حرب ضد لبنان وهذا أيضا كذب.
حاول تصوير الاشتباك الحاصل مع الكيان ومعركة العامود أنها خففت الضغط عن غزة من خلال حشد قوات كبيرة على الحدود الشمالية وهذا أيضا كذب، فالكيان لم يكن يخشى دخول غزة لكنه أراد ارتكاب مجازر وتهجير، ثم وبعد دخوله وجد أنه ليس بحاجة لكل تلك القوات، فقام بسحب وإعادة انتشار بعضها، فهدف نتنياهو إطالة أمد الحرب لأطول وقت ممكن.
حاول طمأنة الكيان بأنه لا يسعى لحرب شاملة معه، وأنه فقط يقدم اسنادا لغزة، سينتهي بمجرد وقف الحرب على غزة وهذا أيضا كذب فهو إنما ينفذ ما تطلبه إيران في صراع النفوذ على منطقتنا.
تحدث عن حرب شاملة بلا ضوابط وهدد قبرص بضربها وهذان خطآن استراتيجيان سيدفعان حلف الناتو للدخول في حرب اجتثاثه.
المختصر المفيد:
الدجال يتنصل لكنه لا يريد الظهور بمظهر الخائف، فيهدد ويزبد ويرعد خاصة مع تسريب الكيان أخبارا عن معرفة مكانه والقدرة على تصفيته في أي وقت، لكنه لا يعلم أن الحرب المقبلة لن تكون كأي حرب سابقة أو مسرحيات كاذبة، لأنها هذه المرة حرب فرض وجود الكيان بلا منازع وبلا تهديدات، خاصة بعد عملية الطوفان وما أحدثته من خلخلة في مجتمع وجيش الكيان، دفعه لتدمير قطاع غزة وارتكاب مجازر مروعة.
الحرب المقبلة إن وقعت لن ينفع فيها حزب إيران صواريخ أو مسيرات، بل التحام بشري مباشر إن استطاع، لأننا سنشهد استخدام أسلحة تدمير هائلة كالتي استخدمت في مطار بغداد وتورابورا والباغوز.
أي حرب ستندلع ستنتهي بمسح جنوب لبنان عن الخارطة، واجتثاث حزب إيران لكنها قد تجر الفوضى على المنطقة وتفتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة وربما حربا تستخدم فيها أسلحة دمار شامل لأول مرة.