“عّظَّمَ اللهُ أجرَكُم يا هنيَّة”.. شعر: محمود شحاتة
عّظَّم اللهُ أجرَكُم ياهنيَّة
كم بَذَلتُم من الدِّماءِ الزَّكَّية
وكَتبتُم بأحرُفٍ من ضِيَاءٍ
كُلُّ حَرفٍ تُطِلُ منه الضَّحيَّة
حِكمَةُ اللهِ قد تجَلَّت؛ ومنكم
قد طوى المَوتُ يَاسراً وَسُميَّة
مَاتزالُ القُلوبُ تَنضَحُ بالحِقـ
..ــــد عليكم وإن تَبَدَّت نَقيَّة
ماتَ رَهطُ النَّبيِّ في كُلِّ فَجٍّ
حين كانت مأسَاتُهُم من أمَيَّة
عَفوُ فَتحِ الفُتُوحِ لم يَنتزع مِن
قَلبِ مَرضَى النُّفوسِ سُوءَ الطَّويَّة
دنَّسَ الخُبثُ أصلَهم ودِمَاهم
وبقايا الأوتارِ لا شَكَّ حَيَّة
كيفَ يَنسَونَ خَيبراً وَسِواها
حَينَ فرُّوا إلى البِلاد القَصِيَّة
خَلَّفوا في الدِّيارِ صَرعَى ولكن
أشرَقَ النُّورُ في رِحابِ صَفيَّة
أيُّها السَّائرونَ في مَوطنِ المَو
.. تِ عليكم من الإلَهِ تَحيَّة
ضَاقت الأرضُ بُقعَةً تِلوَ أُخرى
ليس فيها سُوى العُيُونِ النَّديَّة
غَيَّبَ المَوتُ أهلَهم وذَويهِم
فَاغراً فاهُ في انتظارِ البَقِيَّة
ماتَ في الكونِ كُلُّ قَلبٍ سَليمٍ
لم يَعُد يُجدي مَعشَرٌ أو حَمِيَّة
سُنَّةُ الله في الحَيَاةِ تَراهَا
سَهلةً تَارةً ويَومًا عَصِيَّة
فاسأل اليَومَ أهلَنَا كَيفَ بَاعُوا
كُلَّ غَالٍ وَكَيفَ خَانوا القَضِيَّة