الثلاثاء أكتوبر 8, 2024
أقلام حرة

عقبة أبو عبيدة يكتب: مسألة اللاجئين إلى متى؟

مشاركة:

تصدرت مسألة اللاجئين السوريين كثيراً من عناوين الصحف، وتمحورت حولها الأخبار في صفحات الثورة، وصارت على رأس الحملات الانتخابية لبعض الأحزاب في الدول المجاورة؛ بل وصار إعادة اللاجئين أحد أبرز الوعود لبعض المسؤولين أيضاً، ومع تنامي الخطاب التحريضي ضد اللاجئين ممن أخذتهم النزعة الجاهلية، سيطرت ردات الفعل على تفكير السياسيين والمتصدرين للرأي العام في الثورة.

نعم إن ما نراه من التحريض المتنامي ضد اللاجئين، يرجع للعصبية الوطنية والقومية التي زرعها فينا الغزو الفكري الاستعماري الذي أنشأ فينا التفرقة على أساس العرق والوطن، ولم تكن الأمة قبل ذلك تعرف الحدود بينها، ولم يرد على خاطرها أبداً التفكير المنحط ذاك؛ لأن هذه الروابط لا تنتج عند الإنسان إلا في حالات الانحطاط.

لكننا أيضاً نرى أن الإعلام استطاع أن يحرف بوصلتنا عن قضيتنا الأساسية، فكلنا نعلم أن مسألة اللجوء كانت نتيجة لوحشية النظام المجرم الذي نكّل فينا، وارتكب المجازر التي لم يُشهد مثلها في هذا القرن، وكل هذا أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وبتفويض من المجتمع الدولي؛ لأجل إخماد ثورة الشام، وإيقاف تيار التغيير الجارف، ثم بعد أن أطالوا مدة الأزمة لأجل إضعاف همم الناس، عملوا على حرف البوصلة عمداً بتوجيه الرأي العام اتجاه قضايا جانبية غير قضية إسقاط النظام، وبعد أن كنا نزن مواقف الحكومات والجماعات والأشخاص بمقياس الثورة، ومدى تأييدهم الحقيقي لها ونصرتهم لأهل الشام، صرنا نتجاهل تصريحات بعض الحكام عن رغبتهم في إعادة تعويم النظام، ومررنا مرور الكرام على إعادة بشار المجرم إلى الجامعة العربية، فصار كل ذلك لا يهم طالما أنهم لم يعملوا على إعادة اللاجئين بعد. وبذلك نجح الإعلام في حرفنا عن الثورة وأنسانا إياها، مع أن الحل الوحيد لمسألة اللاجئين هو إعادة إحياء الثورة، والعمل على إسقاط النظام بكافة أركانه، فلا فائدة من الهروب من المشكلة وإطالة أمدها، وبقاء اللاجئين بضع سنوات أخرى في دول اللجوء، فهذا لا يعني أن المشكلة قد انتهت؛ بل بذلك هي تتجدد وتزداد مع مرور الوقت.

وكيف لنا أن ننسى صرخات النساء، وأنين الأسرى في سجون النظام المجرم، وهل خرجت الناس من أرضها، وتركت ديارها؛ لغرض من أغراض الدنيا، أم لغاية كُبرى ألبكت دول العالم، وشيبت أوباما الذي قال: «شيبتني سوريا»؟!

فما علينا إلا أن نتوكل على الله، ونخلص له، ونعود لنتحرك مرة أخرى في هذه الثورة بمزيد من الوعي، حتى نستأنف بذلك رياح التغيير في العالم الإسلامي، فندفع ضريبة التغيير مرة واحدة بدلا من دفعنا لضريبة السكوت لعقود قادمة.

م. عقبة أبو عبيدة/ ناشط سياسي – ثوار اللاذقية

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *