نظام الملالي الإيراني وإمكانية تقييم سياساته الخارجية لتجاوز مخاطر ترامب
في ظل الأزمات المعقدة والتحولات العميقة التي تشهدها المنطقة، يجد النظام الإيراني نفسه في مواجهة تحديات غير مسبوقة في صياغة سياسته الخارجية.
فالمواقف المتغيرة للولايات المتحدة الأمريكية ، والتحديات الأمنية المتصاعدة، والمخاطر المرتبطة بالتغييرات السياسية في الدول المجاورة، جميعها تفرض على النظام الإيراني إعادة النظر في سياساته الإقليمية والدولية.
ويبدو أن قمة الرياض الأخيرة والأحداث الجارية في لبنان والعراق تمثل ملامح تحول واضح في توازن القوى الإقليمي، مما يضع أمن إيران على المحك.
، نستعرض في السطور أبرز التحديات والمآزق التي تواجه النظام الإيراني ونتطرق إلى ما يواجهه من أزمات داخلية وخارجية تهدد مستقبله السياسي.
وفقًا لتقرير صحيفة “همميهن”، فإن إيران بحاجة إلى استراتيجية دقيقة وذكية لمواجهة الولايات المتحدة، خاصة في ظل السياسات المتشددة والمتقلبة التي انتهجتها أمريكا، لا سيما خلال فترة ترامب. يتطلب هذا الوضع من إيران وضع سياسة خارجية قادرة على حماية مصالحها الوطنية ومواجهة الضغوط الدولية بصلابة.
فيما يشير تقرير آخر من “همميهن” إلى غياب الرئيس الإيراني المتكرر عن المحافل الدولية، مما يعكس ضعف التنسيق والعزم على المستوى الحكومي في الدفاع عن المصالح الوطنية في الساحة الدولية.
من جانبها نشرت صحيفة “ستاره صبح” تقريرًا حول التحولات العميقة في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذه التحولات تلقي بظلالها على استقرار إيران الإقليمي. وتؤكد الصحيفة على ضرورة أن تقوم إيران بمراجعة سياساتها الإقليمية لضمان مكانتها في ظل هذه التغيرات.
وتتابع “ستاره صبح” بالقول إن على إيران إعادة النظر في سياساتها الإقليمية، بما يشمل علاقاتها مع الدول المجاورة وتنسيقها مع العراق ولبنان، وكذلك مواجهة التهديدات الناجمة عن التعاون الأمني بين العرب وأمريكا.
ذكرت صحيفة “إيران” أن العرب انتهجوا سياسة مرنة وواقعية خلال عهد ترامب، بما يضمن لهم حماية أمنهم الوطني. وتؤكد هذه السياسة على أهمية أن تتبنى إيران سياسات تتوافق مع التحولات الإقليمية الجديدة.
من جانبها تناولت صحيفة “دنياي اقتصاد” مسألة العلاقات الإيرانية الأمريكية، واصفةً إياها بالمتوترة تحت ضغط السياسات الأمريكية غير المتوقعة، ودعت إيران إلى نهج استراتيجي قوي يمكنها من مواجهة أي تصعيد محتمل من قبل واشنطن.
المخاوف الأمنية لإيران والعراق كانت محل اهتمام صحيفة “آرمان ملي “تواجه كل من إيران والعراق تحديات أمنية كبيرة تهدد استقرارهما. تزداد هذه المخاوف تعقيدًا بالنسبة لإيران بسبب التهديدات الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد الأمني الداخلي.
وبدورها وصفت صحيفة “آرمان امروز” قمة الرياض بأنها علامة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حيث تجمع القادة العرب في سياق يوحي بولادة تكتل إقليمي جديد قد يؤثر بشكل مباشر على مصير لبنان ودول أخرى.
في مقال بصحيفة “كيهان” حول الحرب في لبنان ومستقبل الكيان الصهيوني، تم تسليط الضوء على لبنان باعتباره خط المواجهة الأول ضد إسرائيل، وتم الإشادة بدور إيران في دعم هذه الجبهة.
وأخيرًا، أشارت صحيفة “فرهيختغان” إلى سياسات ترامب المتطرفة وتأثيرها على النظام السياسي الأمريكي والعلاقات العالمية، بما في ذلك تأثيرها على الوضع السياسي والأمني في إيران.
وخلصت الصحف إلي إن التحولات الأخيرة في السياسة الدولية والإقليمية قد خلقت تحديات جديدة للنظام الإيراني على صعيد علاقاته مع الولايات المتحدة وجيرانه العرب. ومن خلال انعقاد قمم مهمة مثل قمة الرياض والأحداث السياسية المتسارعة في لبنان والعراق، تتبلور ملامح تكتل إقليمي جديد يحمل تهديدات جادة للأمن الإيراني.
ومع تصاعد الأزمات الداخلية وتزايد الحاجة إلى إعادة تقييم السياسات الإقليمية، يتطلب الأمر من النظام الإيراني اتخاذ خطوات استراتيجية لتجاوز المأزق السياسي وتعزيز مكانته ضمن خريطة الشرق الأوسط المتغيرة.