مقالات

د. خالد سعيد يكتب: إن موعدهم الصبح!

لم يكن قوم سيدنا لوط ﷺ يدركون أنهم بمكرهم الخسيس؛ لا يخطون مصائرهم البائسة فحسب؛ وإنما يدفعون العالم كله لحدث كوني كبير، يتغير فيه كل شيء حتى تخوم الأرض والماء والهواء.

لم يكونوا يشعرون بأن كثرتهم الطاغية تسير كلها نحو الهاوية، وكأنهم يحتشدون في جمع واحد ويتحدرون من فوق جبل صرعى إلى الوادي السحيق!

كما لم يكن المستضعفون يعلمون ذلك، وهم رجل واحد وابنتاه وثلاثة من أضيافه الشباب -فيما بدا له- وما يعلوهم من وضاءة زادت من تحريض الشهوات المسعورة لتهجم على دار النبي لوط ﷺ وليس له فيما ظن من ركن شديد!

ولم يكن يدري أن نقطة ضعفه -وهم هؤلاء الثلاثة- هم أنفسهم جنود رب الأجناد، ومبعوثي ملك الملوك، وأنهم هم أنفسهم الركن الشديد!

وما هي إلا ساعات أو أيام أو شهور أو حتى سنوات؛ وتنهار كل القوى التي لم ترتكن إلى قوة الله، ويهزم الجمع ويولون الدبر، وتتغير الخرائط وتتبدل الموازين، وتبيد الألوف والملايين؛ ويعلو المستضعفون وينحط المجرمون تحت أقدامهم، ومعهم أولئك الذين نصروهم ورضوا بإجرامهم ووافقوهم عليه، وخذلوا الحق وأهله في ساعة العسرة، وقد أمر الأطهار بالانصراف عنهم دون نظرة وداع أو أسىً واحدة عليهم.

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى