د. خالد سعيد يكتتب: فلماذا عيشُك في الحَزَن!

لا توجد انتصارات مطلقة بدون انكسارات، ولا مكاسب مجردة بلا خسائر.
وهذه الفترة من عمر الأمة بأجيالها المتعاقبة والمتقاطعة؛ شهدت بالفعل إسقاط أغلب الأنظمة الوظيفية التابعة للهيمنة الغربية،
والتي استمرت حوالي قرنين من الزمان، ثم توجت بأنظمة الجمهوريات والملكيات الخائنة.
فقد تحركت الشعوب وعلى رأسها القوى الإسلامية كأقوى حركات التحرر، حتى وصلت لسدة الحكم وانتزعته من أيدي الطغاة انتزاعاً،
كما تحركت فيالق المقاومة فدكت معاقل صهيون كأعتى وكيل غير شرعي للاحتلال والاستعمار والهيمنة.
حتى وإن جرى الالتفاف على تلك الثورات والهبات؛ إلا أنها تبقى دليلاً على حياة الأمة وقدرتها على الدفع،
كما أنه من الطبيعي أن تكون القوى العميقة الرابضة أقوى في ردات فعلها،
فمازالت قواها ضاربة بجذورها العميقة تحت السطح في تربة العفن.
والذين يظنون أن الانفلات من هذه العجلة الساحقة في غمضة عين؛ هم واهمون تتجافى عقولهم عن فهم سنن الله في الأمم والشعوب وحركة المجتمعات.
سيدور الزمان ونشهد إن شاء الله-أو من تبقى منا- الانعتاق النهائي من هذه الدورة التاريخية المزعجة،
فقد طال زمانها أكثر مما يمكن احتماله، ولابد أن يأتي من يجني الأرباح من رصيد التضحيات والدماء.