إنَّ الجَهلَ بما يجري في التواصل الاجتماعي وبما في كُتُب قادة الكاميتيين الوثنيين جعل بعض الدعاة المتلونين في غرب أفريقيا يلومون الدعاة الذي يردُون على الوثنيين بعلمٍ وشجاعة ووضوح؛ بل يرجع بعض أنصاف الدعاة غير المطّلعين على الكاميتية بينما يريدون الحديث عن كل شيء سبب الحَملة الشرشة التي يقودها بعض أعضاء الحركة الكاميتية الوثنية ضد الاسلام في غرب أفريقيا من حرق القرآن الكريم بشكل متكرّر، وشتم نبينا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ومقدسات المسلمين في مجموعاتهم وحساباتهم على منصة فسبوك وشقيقاتها اليوتيوب والتيك توك.
تعود هذه الحَملة، لعدّةِ أسبابٍ منها:-
1- الحَركة الكامِيتية البنافريقانية الوَثنية مَبنيةٌ على إحياء الوَثنية والتّمسك بها ومحاربة ما سِواها:-
الكَمِيت kamite لمن لايعرفها هي حركة دينية روحية ثقافية وثنية تنسب نفسها إلى البنافريقانية القومية، هدفها إحياء الوثنية وطرد ما يسمونها بالأديان المستوردة إلى أفريقيا، ويعدون الإسلام دين مستورد من العرب إلى أفريقيا يجب محوه، ويرون الوثنية هو الدين الأصيل لأفريقيا والأفارقة.
والكاميتية kémitisme هي “مجموعة من المعتقدات والممارسات المستوحاة من ديانة مصر القديمة، والتي ظهرت في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن العشرين”. يرون أن الكاميتية دين السود الزنوج الأصلية، كما يرون أن الفراعنة كانوا زنوجاً سو-داً.
والكاميتية والاسلام ضدان لا يجتمعان في قلب رجل واحد، كيف يجتمع وحدانية الله والشرك بالله في قلب رجل واحد؟!
2- أحد مخططات الحركة الكاميتية الوثنية الحديثة – حسب تصريحات بعضهم- طمس الإسلام في أفريقيا؛ لأنه غزو عربي لافريقيا والأفارقة حسب زَعمهم:-
ترى الكاميتية أنّ الإسلام دين العرب مستورد إلى أفريقيا، لا يجلسون مجلسا إلا طعنوا في الاسلام وفي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل منهم من يصف القرآن الكريم والسنة النبوية بالكتاب العنصري والمتعصب للجنس الأبيض كما يزعمون.
تهاجم الحركة الكاميتية على الاسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في أفريقيا قبل سنوات وبوتيرة حادة، قبل أن يبدأ أي داعية صادق بالرد عليهم، بل معظم الدعاة في غرب أفريقيا خاصة في مالي وبوركينافاسو وجيرانهما وغيرهم لم يكون يعرفون الكاميتية، والى اليوم بعض الدعاة في غرب أفريقيا لا يعرفون حركة الكاميت وأهدافها ومشاريعها في أفريقيا وخطورتها على الاسلام والمسلمين.
وللحركة الكاميتية الجديدة في غرب إفريقيا المكتوبة والمرئية والمسموعة حسابات في مختلف منصات التواصل الاجتماعي لعرض بعض نشاطاتهم، ويتعرض الاسلام للهجوم من تلك الحسابات الوثنية، أذكر لكم بعض حساباتهم على فسبوك واليوتيوب: حساب Kamite Média، وحساب kamite yaar، وحساب pour une revolution immediate kamik، وحساب kamite Mouvence، وحساب la voix du kamite، وحسابFier d’être kamite، وحساب: culture kamite classique d’afrique، وحسابCommunauté Kamite Burkina، وحساب Bibliothèque Kamasofia، وحساب Communauté Kamite، وحساب Pensées KAMITE، وحساب Kamites École initiatique راجعوا هذه الحسابات الفسبوكية لتطلعوا على حملتهم الشرشة ضد الإسلام والمسلمين، وأخطرها حساب: “كاميت ميديا”.
يهاجم هذا الحساب الأخير (كاميت ميديا) الفسبوكي الكاميتي الوثني على الاسلام بشدّة ووقا-حة، وتصف الرسول صلى الله عليه وسلم بجميع الأوصاف القبيحة، بل تضع صور كريكاتيرية لشيخ ملتح مع نساء كثيرات على أنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله.
3- تساهل بعض الحكومات الافريقية مع دعاة الكاميتية الوثنية في أفريقيا: –
تساهل بعض الحكومات الإفريقية مع الحركة الكاميتية الوثنية، ولم تردع تجاوزات بعضهم في بدايتها، خاصة في دولة مالي وبوركينافاسو، مما زرع فيهم الغرور والتعالي فتجاوزا حدودهم، بنوا مركزا للوثنية في مالي وافتتح بحضور حكومي، وتم تعيين يوم15 مايو لكل عام من الحكومة في بوركينافاسو، هذا الاهتمام غير مبرر رفع معنويات الوثنيين في هذَين البلَدَين.
لكن الدعاة الصادقين المخلصين لدينهم يقومون بواجبهم في الرد العلمي على الوثنيين الكامتين، أما الدعاة الكسالى المصلحيين أنصاف الدعاة الذين ماتت غيرة الاسلام في نفوسهم يوظفون قوله تعالي (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) في غير موضعها، يستدلون بها في معرض ذم عمل مَن يُبيّن بطلان الوثنية وهوانها ونتائجها وخبثها على الاسلام والمسلمين في أفريقيا.
ولقوله تعالي (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) سبب نزول، قال ابن عباس رصي الله عنه: “قالت كفار قريش لأبي طالب إما أن تنهى محمدا وأصحابه عن سب آلهتنا والغض منها وإما أن نسب إلهه ونهجوه، فنزلت الآية”.
وروى عبد الرزاق عن قتادة قال: “كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فنهوا عنه لذلك”. وقال الزجاج: “نهوا أن يلعنوا الأصنام التي كانت تعبدها المشركون”.
وأخرج ابن جرير وابن منذر وابن حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: ” (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) الآية. قال قالوا: يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجو ربك ; فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدوا بغير علم”.
الآية نزلت في حدث معين، لما كان بعض الصحابة رضي الله عنهم، يسبون أوثان وأصنام قريش ويستهزؤون بأشكالهم القبيحة والنتنة؛ فنزلت الآية.
مصطلح “السب” الوارد في القرآن (ولا تسبوا الذين يدعون …) غير مفهوم لدى بعض أنصاف العلماء والدعاة في أفريقيا، لا يعرفون أن السب يختلف عن بيان حقيقة الشيء، هل القول إن الأصنام والأوثان نجس وباطل لا تسمن ولا تغني من جوع سَبٌ؟
ألم يقل الله تعالى: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) سورة الحج، الآية: 30. والمعنى: فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان كما ورد في تفسير الطبري، هل الذي يكرّر ما ورد في القرآن الكريم قي شأن الوثنية سِبابٌ؟ إذن كيف تفسر هذه الآية في مجلسك ومنبرك؟ القرآن يصف الأوثان بالنجس كيف لا نصف من وصفها القرآن الكريم به؟ أليس القرآن الكريم دستورنا؟
يطعن أنصاف الدعاة والأئمة في غرب أفريقيا على الدعاة الصادقين الغيورين لدينهم بسبب بيانهم نجاسة الأوثان والأصنام ووصفها بالنجس، وهو تعبير قرآني، وفضّل أولئك الدفاع عن الوثنية باسم التعايش السلمي على حساب الإسلام.
وقال تعالى أيضاً: (إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا، إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا؛ فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) سورة العنكبوت الآية 17. بينت الآية ضعف وعجز الاوثان على نفع العبد، مؤكدة أن الرزق والحفظ بيد الله وحده.. هل تكرار هذه الآية سب؟!
هل تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم هدموا الأصنام والأوثان داخل الكعبة، وعددها دلت الأدلة الشرعية على وجوب هدم الأصنام، ومن ذلك:
1- ما رواه مسلم (969) عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبراً مشرفا إلا سويته “.
2- وما رواه مسلم (832) عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: وبأي شيء أرسلك؟ قال: “أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء “.
هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه في سرية لهدم صنم العُزى.. وأرسل كذلك سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه في سرية لهدم مَناة. وأرسل عمرو بن العاص رضي الله عنه في سرية لهدم سُواع وذلك كله بعد فتح مكة، وكان وُدّ أكبرهم وأبرهم به، قال محمد بن كعب : كان لآدم عليه السلام خمس بنين : ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وكانوا عبادا فمات واحد منهم فحزنوا عليه ؛ فقال الشيطان : أنا أصور لكم مثله إذا نظرتم إليه ذكرتموه، فأصبحوا أصناما.
انظر كتاب: البداية والنهاية 4/712، 776، 5/83.
يقول بعض الدعاة المتنطعين السيئين في غرب أفريقيا الذين يدافعون عن الوثنية فوق منابرهم وفي دروسهم من حيث لا يشعرون إن بعض الصحابة رضي الله عنهم رآو في مصر تماثيلا وأصناما كانت تعبد من غير الله، مثل تمثال أبي الهول وغيره ولم يهدموها، مما يعني أن الحديث عن نجاسة الاوثان يسبب الفتن.. تصوّروا تفكير متشيخ..
فأقول لأمثاله، لقد سئل الزركلي عن الأهرام وأبي الهول ونحوها: هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟ فقال: كان أكثرها مغموراً بالرمال، ولاسيما أبا الهول. انظر كتاب: (شبه جزيرة العرب 4/1188).
4- كتب بعض قادة الكاميتية كتبهم عن الكاميتية الوثنية وهي مليئة بالطعن في الاسلام ومقدساته: –
هناك عشرات الكُتب عن الكاميتية معظمهما من تأليف بعض المنظرين للكاميتية، منهم على سبيل المِثال: –
(أ) – (دُومْبِي فَاكُولِي) يمكن القول إن أبرز من آمن بالكاميتية وكتب عنها هو “دُومْبِي فَاكُولِي”، مالي الجنسية، صاحب الدعوة الى الوثنية على أنها الدين الأصيل للأفارقة السُّو-د. ولد دومبي فاكولي Doumbi Fakoly عام 1944 في كيتا بدولة مالي عام 1983 نشر أوّل كتاب له بعنوان (ماتوا من أجل فرنسا) و(الطقوس الكاميتية) و(الأصل لأفريقي للأديان الأفريقية) و(بلال النبي) و(النزعة الأفريقية الروحية) و(مؤامرة ضد شباب أفريقيا) وغيرها من الكُتب.
أثار كتابه (هل الاسلام دين للسود؟) ويقصد هل الاسلام مناسب للسود، ضجة كبيرا بين القراء، حيث طعن في الاسلام ووصفه بالدين العنصري وزرع في عقول بعض الشباب المعجبين بفوضوياته وخزعبلاته في مالي أن الاسلام لا يتناسب وطبيعة الانسان الأفريقي الأسو-د. توفي 29سبتمبر2024 في مالي.
(ب)- ومن الذين آمنوا بالكاميتية وكتب عنها “جان فيليب كلالا أوموتوند” jean-philippe kalala omotunde يحمل إلى جانب جنسيته الفرنسية جنسية دولة الكاميرون، وهو من مواليد عام1967 في “جزيرة غوادلوب” الفرنسية وهي منطقة جزرية، ضمن مجموعة “جزر ليوارد” الواقعة في جزر “الأنتيل” الصغرى والتي تمتد على شكل قوس من المحيط الأطلنطي والبحر الكاريبي.
يمكن القول أيضا إنه الأب الروحي “للبنافريقيانية الكميتية” في أوروبا، حتى خواتم يده تحمل شعار “الكميت” العمود والدائرة فوقه، له مؤلفات كثيرة عن البنافريقيانية والحضارة الأفريقية والكيميتية الوثنية.
تخرج فيليب في مدرسة باريس للإعلان باريس 1، ومدرسة ديوبيان في باريس، وقام بالتدريس في معهد أفريكامات في باريس، كما أسس معهد أنيجارت للتاريخ.
هو باحث في التاريخ، ومتخصص في العلوم والرياضيات الأفريقية، ومهتم بالعلوم الانسانية الأفريقية، وكان مدرسا في معهد أفريكامات في باريس، ومدير المشروع لدى اليونسكو، عضو في (المركز الدولي للبحوث والتوثيق حول التقاليد واللغات الأفريقية (CERDOTOLA
كان مدافعًا شرسًا عن الوثنية الأفريقية، فقد اختار إعادة تسمية نفسه باسم كيمت الأصلي، وغير اسمه من جان فليب الذي يرى أنه غربي إلى “نيوسيري كالالا اوموتندي”Nioussérê Kalala Omotunde Nioussere
والغريب في هذا الرجل أنه اشتهر بأطروحاته التي ترى أن المسيحية والإسلام من أصل أفريقي، وفي نفس الوقت ينتقدهما أنهما من الأديان المستوردة، تناقضات كبيرة، بينما يرى بقية الكيميتيين أنهما من الأديان الوافدة إلى أفريقيا، ويجب طمسهما تماما.
له كتاب باسم (ما معنى أن تكون كاميت ؟) يقع في 118 صفحة، والكتاب عندي ورقيا. يقول فيه: “في يوم من الأيام، علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الحاسم من أجل الخروج من إطار الاغتراب الثقافي ونسخ الحضارة الأجنبية. لأننا إذا أردنا أن ننجح يومًا ما في التخلص من جميع الوصاية الفكرية والثقافية والروحية الإضافية (أي غير الأفريقيين) وننجح في التفكير بأنفسنا ومن أجل أنفسنا، فسيتعين علينا بالضرورة إيجاد حل عادل وإجابة منطقية على هذا السؤال. من خلال استكشاف ديناميكيات كيميت”.
“يدعوك جان فيليب الى اكتشاف المثل والأفكار التي تدفع Kamits حول العالم اليوم، هذا يعني أن أولئك الذين اختاروا صنع الخبرات البشرية ومعرفة أسلافهم الأفارقة، والمركز المرجعي لفكرهم ونموذجهم. من خلال دراسة العلوم الإنسانية للكاميت الكلاسيكية لدينا وإعادة توجيه أنفسنا نحو قارتنا، فإن الأمر يتعلق بتأكيد رغبتنا في أن نكون أبناء وبنات مرشدين للبشرية عاشوا باللون الأسود”.
توفي بنوبة قلبية في جزيرة “غوادلوب الفرنسية” يوم 14 نوفمبر2022 عن عمر ناهز 55عاما.
5- الخِلافات الجارية في بعض مناطق أفريقيا هي بين الإسلام والوثنية، أنت والفئة التي تختارها لنفسك، واعلم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
