كشفت شبكة CBS News الأميركية في تقرير موسع أن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين أكدوا وجود محادثات سرّية تُجرى في الوقت الحالي حول مسألة خلافة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يبلغ من العمر 86 عامًا ويعاني من السرطان، ويُعتقد أنه في حالة اختباء خشية الضربات الإسرائيلية.
وتدور تلك المشاورات، وفقًا للمصادر، حول عدة محاور مصيرية: من سيخلف خامنئي؟ وهل يمكن تأمين المواقع النووية الإيرانية والمواد الانشطارية في ظل استمرار التهديدات؟ وما المخاطر البيئية والصحية التي قد تصيب حلفاء واشنطن الإقليميين إذا تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للقصف؟
وسط هذا المشهد المتوتر، أشارت المصادر إلى أن قدرة الحكومة الإيرانية على التواصل والعمل بكفاءة أصبحت محل شك، خاصة مع تعطل الإنترنت وضعف الاتصالات الدولية. كما لم تُبدِ طهران ردًا واضحًا على عروض دبلوماسية متكررة قدمتها واشنطن عبر مبعوثها الخاص ويتكوف، ما دفع بعض المسؤولين إلى التشكيك في نوايا طهران ومدى جديتها في التفاوض.
وقد بدأت جهود وساطة جديدة يوم الجمعة في جنيف، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نظراءه الأوروبيين بحضور مسؤولين من فرنسا، بريطانيا، ألمانيا والاتحاد الأوروبي. الاجتماع استمر ضعف المدة المقررة، وانتهى دون اختراق، لكنه أسس لجولة مقبلة. عراقجي أكد استعداد طهران لاستئناف الحوار، مع التشديد على أن القدرات الدفاعية ليست مطروحة للتفاوض.
العرض الأميركي المحدث لا يزال يتضمن السماح لإيران ببرنامج نووي مدني، بشرط عدم التخصيب على أراضيها، مع إمكانية شراء الوقود النووي من دول أخرى. كما طُرحت مبادرة عمانية بإنشاء كونسورتيوم إقليمي للتخصيب تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبينما لم تحسم إيران موقفها من هذه العروض، تزداد الضغوط السياسية والعسكرية. فقد عبّر دونالد ترمب عن إحباطه من تأخر الردود، ورجّحت مصادر أن يُبقي الرئيس الأميركي على خيار الضربة العسكرية، وربما باستخدام قنبلة MOP الخارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو النووية.
رغم ذلك، لا تزال الاستخبارات الأميركية تُقدّر أن خامنئي لم يأمر باستئناف برنامج السلاح النووي المُجمد منذ 2003، لكن المخزون الحالي من الوقود المخصب يمكن أن يتحول إلى قنبلة في فترة وجيزة إذا ما قرر خامنئي ذلك.