نجح الانقلاب على دولة الإسلام بقيادة عبد الله بن سبأ ومالك الأشتر وحرقوص بن زهير وجيش من 8000 مقاتل من العراق ومصر، وقتل عثمان وأحكم الحصار على مداخل ومخارج المدينة.
وعرض المتمردون الخلافة على عبد الله بن عمر فأبى ثم على علي فوافق فبايعوه في المسجد واشاعوا أن الصحابة بايعوا بالرغم من رفض كل أو جل الصحابة المحاصرون أصلا، وكانوا قد وضعوا السيف على رقاب بعض الصحابة للبيعة.
المهم، انطلقت أمنا عائشة وطلحة والزبير إلى أهل البصرة وواليهم العثماني المؤيدين المناصرين لعثمان ليكونوا جيشا يعيد الخلافة للمسلمين.
كونوا الجيش وجاءهم بعض قتلة عثمان من جهة المدينة فقامت موقعة الزابوقة قتل فيها حوالي ٤٠٠ من قتلة عثمان.
جاءهم سيدنا عليّ بجيش من قتلة عثمان وعلى رأسه مالك الأشتر وحرقوص بن زهير من المدينة، وقامت موقعة الجمل قتل فيها طلحة والزبير وكثير من الصحابة وسبيت عائشة، لولا أن خلصها عليّ من الأوباش، وعادت إلى المدينة.
كانت هذه هي الحقيقة التي قامت من أجلها أمنا عائشة، وهي عودة الدولة للمسلمين من نفوذ الباطنيين، وكان القصاص نتيجة لذلك أو وسيلة له.
واصل معاوية طريق عائشة وطلحة والزبير وانتصر في صفين، وعادت الخلافة للمسلمين، ثم لاحق قتلة عثمان وقتل بعضهم في مصر وعلى رأسهم مالك الأشتر وابن أبي بكر، ثم هدا الأمر بعد تحقق الهدف الأكبر بعودة الخلافة للمسلمين ومقتل رؤوس قتلة عثمان، وكثير منهم أيضا.
الخلاصة أن هم المسلمين الأول كان عودة الخلافة، وكان القصاص وسيلة لذلك أو نتيجة جاءت فيما بعد. وليس كما هو رائج في التاريخ، وكأن الثأر كان الهدف الوحيد.
وأعتقد أن هذا اللبس قد حدث بسبب أن القتلة كانوا جيشا معدا للانقلاب على الخلافة بقيادة باطنية تهدف لتحريف القرآن الذي سارع عثمان لجمعه وتوزيع نسخ منه على الأمصار عندما استشرف محاولات تحريفه، حيث سبق للمجوس محاولاتهم الانقلاب،
ولم ينجحوا إلا في قتل رأس الدولة فقط سيدنا عمر. لذلك نجدهم صفوا الصفوف وأعدوا جيدا لمقتل عثمان وتم لهم الانقلاب التام على الدولة.
أعادها معاوية وتمددت في عهده ومن بعده ابنه يزيد الذي حاصر القسطنطينية (إستانبول اليوم) وفي جيشه بعض الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري أول من استضاف النبي في المدينة بعد الهجرة، استشهد أبو أيوب على مشارف القسطنطينية وما زال قبره هناك موجود إلى الآن.
واستمر البطل المجاهد يزيد بن معاوية في فتوحاته حيث أرسل المجاهدين غربا لفتح أفريقيا (تونس).
وكذلك شرقا حيث امتدت الفتوحات بلاد أخرى من فارس الكبرى. واستمر بني أمية بعد ذلك في الفتوحات حتى وصلوا حدود الصين شرقا والأندلس غربا.
وهكذا أعاد بنو أمية الخلافة وحافظوا عليها وحافظوا على القرآن، وسعوا دار الخلافة حتى صارت أمة عظيمة تحوي كل أجناس ولغات الدنيا.
وتحقق قول الله فيهم كنتم خير أمة للناس، فكانوا بالفعل في خدمة الناس ولهم وبهم، نشروا الخير والتعايش والحب بين الناس فدخلوا في دين الله أفواجا.
نعم نصروا الله فنصرهم، وصدقوه فاستحقوا وعده “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض”.
لم يحدثوا بدعة فكانت قرونهم خير القرون كما قال النبي “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”.