كانت مواقف حزب الله واضحة وكذلك تصريحات قيادته؛ بإسناد غزة وتهجير قطعان الصهاينة من شمال فلسطين المحتلة، وهو ما تم بالفعل وهو ما أدى إلى اغتيال كوادر الحزب وتقهقهره لاحقاً.
وفي هذا السياق عمد بعض التافهين وبعض صهيونيي الهوى وكثير من المنغلقين؛ إلى الاستهزاء بالحزب وقيادته، لمواقف طائفية تخص الحزب ومعتقداته ودعمه لنظام بشار وعدوانه على الثورة السورية، وهي قضايا لا علاقة لها بجدية إسناده لغزة ونكايته في الكيان على مر عشرات السنين بما لم يفعل أمثال هؤلاء معشار معشاره، إن كانوا قد فعلوا شيئاً أصلاً!
في المقابل يهلل أولئك الوطنيون “جداً” للسيسي لتصريحاته في مؤتمر بغداد، وهي تصريحات جميلة وإن كانت تخالف ما فعله ويفعله منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بل منذ سيطرته على حكم مصر، وهي في الغالب في سياق الصفعات التي تلقاها من ترامب والخليج وكل من هب ودب مؤخراً.
وربما يظن هؤلاء أن السيسي إمام السنة فلا إشكال “طائفي” معه كحزب الله وقيادته، ولا عدوان منه على الثورة المصرية، ولا جرائم في حق المصريين أو دمائهم وحرياتهم وأعراضهم وأموالهم.
كما لعلهم يعرفون ما لا نعرف عن معارك قام بها النظام الحالي في مصر، وقصف للكيان وتهجير للقطعان، فضلاً عن مصداقية السيسي المعروفة فلا يمكن وصفه بالسيسي “زميرة” مثلاً أو معاركه “بحرب العواميد”، ربما لأن بعض الأجهزة التي يقدرونها لا تعتبر ذلك مدحاً له!