الشاعر محمود مفلح للأمة: أنا في مصر منذ جرح.. وعام ،،، انثر الحب كي يحط الحمام

حوار أجراه: د. سلطان إبراهيم

على هامش الأمسية الرائعة التي أقيمت تكريما للشاعر بمقر رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة، مساء الخميس لتكريم الشاعر والأديب الإسلامي العروبي الفلسطيني الكبير الأستاذ محمود مفلح ، وقد كانت أمسية عابقة بعطر الشعر والأدب شدا فيها الشاعر نماذج من قصائده التي تنضح بالعزة والإباء وتداخل فيها المتحدثون مطوفين حول التجربة الشعرية الثرة لهذا الشاعر النبيل،  الذي يودع مصر ولكنها لا تودعه فسيظل في قلبها وقلوب أحبابه فيها.

وذلك بمناسبة عودته الأسبوع القادم إلى سوريا حيث كان يعيش سابقًا في محافظة درعا، بعد أن أمضى في مصر اثنتا عشرة عاماً  أجريت معه هذا الحوار.

♦ الشاعر الكبير أضأت مصر وغدًا تُضيْ سوريا ولن تقول لك مصر ولكن مصر لن تودعك فستظل في قلبها وقلوب أحبابك  فيها، ماذا تقول في هذا التكريم الذي أُعد لك برابطة الأدب الإسلامي؟

♦♦ هذا أفضل تكريم كُرمته في مصر وهذه الليلة من أسعد الليالي التي مرت بي، فقد رأيت فيها من الحفاوة ما لا أستطيع له وصفًا وسوف أكتب عن هذه الليلة كثيرًا

♦ إلى جانب تلك المشاعر الفياضة ماذا أسعدك في هذا التكريم؟

♦♦ الليلة كلها مُبهجة سعيدة، فالليلة كانت تحمل مشاعر الحب الصادق، وقد حضرها نخبة من قادة الفكر في مصر فقد شهدت الاحتفالية حضوراً كبيراً من أعضاء الرابطة يتقدمهم الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة عين شمس، الذي قام بتسليمي درع الرابطة ونسخة من القرآن الكريم ، وكان ضيوف المنصة الأستاذ الدكتور وائل علي السيد أستاذ الأدب والنقد بكلية التربية بجامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور علي مطاوع أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس، وقدّم للندوة الإعلامي الكبير الصحفي جمال سالم مدير تحرير جريدة عقيدتي، وكان ممن شارك في هذه الندوة الناقد الشاعر الدكتور. سلطان إبراهيم والأديب والشاعر الأستاذ ممدوح حمودة والشاعر محمد حافظ والشاعر الدكتور ربيع شكري، والشاعر المهندس وحيد الدهشان، والشاعر الكبير محمد فايد عثمان والشاعر الأستاذ محمد كمال أبو عايد والأديبة الدكتورة حنان إسماعيل، والأديبة والشاعرة الدكتورة وداد معروف وزوجها الشاعر الأستاذ السيد الراعي، وهما قد قدما من دمياط خصيصًا لحضور هذه الاحتفالية ، لقد كانت ليلة مائزة بحق.

♦ الشاعر النبيل.. المكان عندك يأخذ أبعادا ارتبطت ارتباطا وثيقا بحياتك الشخصية التي شهدت أحداثا ووقائع وتقلبات كثيرة.. فهل من إطلالة على رحلتك وترحالك؟

♦♦ ولدتُ في عام 1943م في بلدة “سمخ” على ضفاف بحيرة طبريا في فلسطين تلك البلدة المجللة بالعظمة والجمال، والمكللة بمفاتن الطبيعة الخلابة، وحين حلت النكبة بفلسطين في عام 1948م انتقلت مع أسرتي إلى سورية ليستقربي المقام في مدينة “درعا” ثم تنقلت في مدن سوريا من “درعا”  إلى مدينة “السويداء” ثم درست اللغة العربية في جامعة “دمشق” ونلت إجازتها عام 1967م، ثم ارتحلت الشاعر إلى المملكة المغربية معارا إليها في عام 1976م، وتنقلت في ربوع الوطن العربي بين الأردن والسعودية ولبنان ليحط  بي الرحال في مصر،  فأقمت فيها ما يزيد على اثنتا عشرة عامًا.

♦ وماذا تقول لمصر وعن إقامتك فيها؟

♦♦ أنا في مصر منذ جرح.. وعام

انثر الحب كي يحط الحمام

كلما قلت سوف أغفو قليلا

أيُّها النيل.. أيقظتني.. الشام

فإذا الورد في طريقي شوك

وإذا الكاس  في يدي  حطام

للحقيقة أقول: في مصر في مصر تعرفت على ذاتي أكثر، ويمكن أطلق عليها مرحلة التحدى، فقد رأيت الشعر كبيرًا فكنت أتحدى نفسي لأكون على المستوى الذي يليق، ومصر بلد الشعر حقيقة فهنا الشعراء الكبار ، الذين عايشتهم ، فاكتملت تجربتي في مصر، والشاعر الحقيقي يعيش التحدي هُنا فربما في غير مصر يكون الأمر سهلًا يكتب الشاعر ما تيسر ولكن هنا ينبغي أن يكون على قدر التحدي،

وقد عشت بمصر فوجدتُ اهتماماً بشِعري وطباعته وقد طبعت في مصر معظم أعمالي فطبعت عشرة دواووين شعرية . قد لاقيت ترحيبًا بي وبشعري في كثير من الندوات الأدبية، كما لمستُ المشاعر الإنسانية الدافئة والمناخ الأدبي الحر الذي جعلني أنطلق وأنا أقول محظوظ الشاعر بمصر فهو كالطائر المُحلق لا تحده حدود، ولا توقفه سدود ، وقد أعجبني هذا المناخ ومنحني كثيرًا من الثقة والأمل، فواسى أحزاني ، بعد أن غادرني أبنائي وركبوا البحر إلى مهاجرهم الجديدة

♦ هل يشعر الشاعر الكبير محمود مفلح بالغُبن وأنه لم ينل حظه من الشعر الذي وهبه حياته؟

♦♦ لا أعلم شاعرًا فلسطينيًّا اغترب اغترابي وارتحل من فلسطين إلىٰ سورية ثم المغرب فالسعودية ومصر، وقد خلف هذا الاغتراب في نفسي شعورا بالمرارة

قدر الله أن أظل وحيدا

وأعاني هذا الشقاء الجديدا

قدر الله أن أدوس على الجمر

طويلا وأن أعض الحديدا

هكذا المرء قد يكون شقيا

في بلاد وقد يكون سعيدا

لا تلوموا شيخا إذا فاض وجدا

لا تمسوا غرامه فيزيدا

ورغم تطوافي في ربوع الوطن العربي لم  يكن حظي من الشهرة حظ من لم يمروا بالمحطات التي مررت بها، رغم وفرة الإنتاج فلي عشرون ديوانًا؛ وأربع مجموعاتٍ قصصية؛ ودراسات نقدية ثرة وثرية، ولعلي أدفع ضريبة الانتماء لديني ووطني وقضيتي ، وأنا أحمد الله أني أنتمي إلى

قافلة شُعراء الظّل المُهمَّشين غير المؤدلجين بعيدًا عن الطبّالين والزمّارين وبائعي القضية وحاملي الأوسمة المزيفة، وبكل فخر واعتزاز أنا أحد هؤلاء المُهمّشين؛ الذين ينزفون بصمت؛ دون آلة إعلامية تُرَوِّجُ لهم، أو مؤسسة رسمية تتبنىٰ أعمالهم وأسماءهم كما تفعل مع من هُم أقلُّ موهبة وإنتاجا.

♦ هل كان الإحساس بالغُبن  من كون التجربة الشعرية لمحمود مفلح لم تأخذ حظها ملازما على طول الخط ؟

♦♦ في الحقيقة لإن كُنت قد غُبنت على المستوى الإعلامي لأني لم أجد آلة إعلامية داعمة دافعة فقد وجدت كلمتي وشعري ونصوصي بفضل الله أثرها وصداها في المحاف العلمية حيثُ

قُرِّرتْ قصائدي في المناهج التعليمية بمصر وفلسطين وسورية والإمارات والسعودية والجزائر، وكُتبتْ عن أعمالي  العديد من الأطروحات الأكاديمية في الجامعات العربية، وتناول نصوصي النُّقاد بالدراسة والبحث.

♦ هل يمكن أن تحدثنا عن بعض الدراسات النقدية التي طوفت حول تجربتك الشعرية ؟

♦♦ بالطبع فقد أكرمني الله بأقلام منصفة في ربوع الوطن العربي وأذكر من الدراسات  :

رسالة ماجستيرالبنية الإيقاعية في الأعمال الكاملة للشاعر محمود مفلح  ( آلاء عصام علي عبد ربه ) الجامعة الإسلامية غزة

رسالة دكتوراة شعر محمود مفلح دراسة فنية ( محمد عبد المقصود محمد عبد الهادي ) جامعة الفيوم

رسالة ماجستيرالصورة البيانية ومصادرها في شعر محمود مفلح و عبد الرحمن العشماوي ( عقيل ابراهيم فالح )  الجامعة العراقية كلية الآداب ٢٠٢٣

رسالة دكتوراة أبعاد. الرؤية الإسلامية بين محمد صيام  و محمود مفلح دراسة موازنة ( وسام مزهر )  الجامعة العراقية كلية الآداب

رسالة ماجستيرجماليات المكان الفلسطيني في شعر محمود مفلح  ( ميسم شراد _ ضحى الأمير ) جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية

رسالة..ماجستير(البعد الاستشرافي.في. شعر محمود مفلح) اعداد. الطالبتين:(سميحة.بلاغمة وصليحة..ربعي)جامعة الأمير. عبد القادر..الجزائر….قسنطينة

رسالة ماجستير العنوان…(الغربة في شعر محمود مفلح)إعداد (زينب الواعر _  ياسمينة نقاش)جامعة الامير. عبد القادر…قسنطينة…..الجزائر

رسالة ماجستير للباحثة الفلسطينية. سجى عايش بعنوان الرسالة(دراسة أسلوبية. للأعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمود مفلح)الجامعة الإسلامية_  غزة

رسالة دكتوراة  في الاتجاه الإسلامي في الشعر العربي الحديث دراسة موضوعية فنية في ضوء شعر محمود مفلح (د. سمية بنت رومي عبد العزيز الرومي

رسالة دكتوراة للباحثة سناء زقوت تضم. عشرة شعراء فلسطينيين أتشرف بان أكون واحدا منهم

رسالة ماجستير للباحث فادي رجب عليان، الجامعة الإسلامية بغزة.  بعنوان(التناص في شعر محمود مفلح)

رسالة دكتوراة القضية الفلسطينية بين الشاعرين محمود مفلح وناجي علوش لباحثة إيرانية

وأخيرا تناول شعري  الشاعرسلطان إبراهيم في رسالته للدكتوراة الموسومة ب بلاغة الحجاج عن القضية الفلسطينية في الشعر الفلسطيني المعاصر

التجربة والبناء الفني في القصيدة عند محمود مفلح كتاب  ( عبد الفتاح ابو زايدة) استاذ النقد الادبي

ما شاء الله كان حظك من الدراسات الأكاديمية وافرًا قلما يتاح لشاعر من الأحياء فهل كان هذا الحضور كذلك في الصف والدوريات

لا أنكر أيضًا نصيبي من الحضور  في الدوريات فقد أعد حول نصوصي العديد من الدراسات والمقالات منها:

أحزان الوطن في ديوان ( شموخا ايتها المأذن) للشاعر محمود مفلح مقال ( محمد شلال الحنانة) ( مداد)

الرابطة الأدبية تعقد يوماً دراسياً عن الشاعر محمود مفلح

محمود مفلح ونقوش إسلامية على الحجر الفلسطيني مقال ( محمد سيد  بركة )

إنها الصحوه أنها الصحوه المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر محمود مفلح بقلم (د. حسن الامراني _ المغرب العربي ) مجلة الفيصل العدد١٨٩

شعرية المكان في ديوان ( لاتهدموا البرج الاخير )( مقال : سلطان ابراهيم عبد الرحيم ) المجلة العربية مداد العدد١٤ لسنة ٢٠٢١

القيم الوطنية في شعر محمود مفلح بحث منشور ( منال الرياشي _ جامعة فلسطين مجلة محكمة

شعرية الكلمات الخضراء الفن بين وعي الرسالة و رسالية الوعي في شعر محمود مفلح ( مقال : في مجلة الأدب الإسلامي الإلكترونية  عدد ١٤٤ تقديم _ ا د مصطفى ابو طاحون )

الشاعر محمود حسين مفلح.. هوية فلسطينية بروح مغايرة مقال ياسر علي

فلسطين وحلم العودة في شعر محمود مفلح (مقال مروان محمد الخطيب _ طرابلس _ مجلة العودة

المرأة في شعر محمود مفلح بحث منشور ( خضر محمد ابو جحجوح ) مجلة إشكالات في اللغة والأدب لسنة ٢٠١٩ مجلة محكمة

محمود مفلح وتجربة اربعة عقود مع الشعر يضع خلاصتها بين ايدينا  (مقال : صالح عبده إسماعيل الآسني)

الاتجاه الواقعي في شعر محمود مفلح ديوان ( غزة ريحانة القلب ) نموذجا بحث منشور ( عادل حسن علي _ مجلة العاصمة المجلد ١١_ لسنة ٢٠١٩

من عيون الأدب الإسلامي دراسة في شعر محمود مفلح بحث منشور ( محمد علي إبراهيم _ مجلة الأدب الإسلامي _ المجلد ٢ _ العدد٦_ لسنة ١٩٩٥

أدباء عرفتهم. كتاب بقلم الاديب المصري ناصر رمضان

♦ كتبت الشعر كما كتبت القصة كما كتب الرؤية النقدية فإلى أيهم نسبتك وميلك؟

♦♦ أنا في المقام الأول شاعر، ولكني أحببتُ القصة القصيرة كثيرًا، وأُعجبتُ بالقاصّين الرائعين “يوسف إدريس” و”زكريا تامر”، وقد أنجزتُ أربع مجموعات، طُبعت منها ثلاث؛ وبقيت واحدة مخطوطة،  وقد أُعد حول أعمالي القصصية رسالة أكاديمية وهي :رسالة ماجستير الالتزام في القصة الإسلامية المعاصرة محمود مفلح أنموذجا ( صوفية بابوري _ مسعودة فارح ) جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية

ولكن الشعر استحوذ عليَّ  فهو يتوافق مع مع طبيعتي القلقة والحساسة والسريعة الانفعال؛ فأخذني الشعر من كل اهتمام

وكذلك لم تستمر مسيرتي في النقد الأدبي الانطباعي الذي أنجزت فيه كتابًا كبيرًا بعنوان (نظرات في الأدب السعودي المعاصر) ومازال مخطوطًا بحكم إقامتي الطويلة في السعودية -خمسة عشر- عامًا، واطلاعي الواسع علىٰ النتاج الأدبي هناك، وكنتُ أنشر ما أكتب في جريدة “الجزيرة” بعنوان ورقة نقدية، وقد أفادتني كتاباتي النقدية كثيرا لكن سلطان الشعر كان غالبًا.

♦ لك تجارب إنسانية ظهرت في إبداعك ووداع من أحببت فقد فارقت أخاك وابنتك وزوجك ، فماذا يعني الفراق بالنسبة لك؟

♦♦ لقد امتزجت  حياتي بالألم واصطبغت بمشاعر الاغتراب وصهر قلبي بالحني الدائم إلى الراحلين، فقد مات أخي “أحمد مفلح” في الغربة بعيدًا عن أولاده وأصدقائه، وقد ظُلم كثيرًا حيًّا وميتًا؛ وهو شاعر كبيرله من الأعمال المطبوعة ثمانية دواوين شعرية وفيه أقول:

أرثيكَ أم أنتَ الذي ترثيني

أم فاضَ من عينيكَ دمعُ عيوني

أرثيكَ أحمدٌ والكلام مبعثرٌ

ماذا أقول ودمعتي تكويني؟

يا شاعرَ الليمون لو أبصرته

لبكيت من ألمٍ على الليمون

وقد رحلت زوجتي الغالية “أم حسّان” رفقة دربي وشريكة عمري وريحانة حياتي ::

حبيتي أنتِ لا دمعي بمنقطعٍ

ولا خيالُك ينساني فأنساه

كم كنتِ أخشى عليك الموت يا كبدي

حتى أطلَّ الذي قد كنت أخشاه

وقال قائلهم هوَّن عليك أسى

فقلتُ دعْني وشأني يرعْكَ الله

وقد رحلت ابنتي أمامة فأوجع رحيلها قلبي وقد اغتربت عن وطني فلم أنسه يومًا

شُلَّتْ يَمِينِي إن نسيت بلادي

أو خنت يوما ملحها في زادي

شُلَّتْ يَمِينِي إن نسيت شجيرة

خضراء في سمخ ببطن الوادي

روحي هناك ومسجدي وطفولتي

وصهيل حرفي وانطلاق جوادي

وسيظل الجرح الفلسطيني بأعماق قلبي ما حييت

فالجرح أوله بلد

والعمر أوله وأوسطه وآخره نكد

والبيت لا سقف لديه ولا عمد

لو تعلمون عن الجراحات العميقة في الجسد

وعن العذابات التي تلتف حول رقابنا حبلا مسد

الترحال رفيق دربك فماذا تقول لدرعا التي تُعد حقائب الرحيل إليها:

لدرعا في القلب مكانة ولها ذكريات وذكريات وأنا أقول لها:

يَقُولُونَ: دِرْعَا مَا تزَالَ  صَبِيَّةً

وَأَنْتُمْ رَحَلْتُمْ، كَيْفَ تَلْتَقِيَانِ؟

يَقُولُونَ: مَا زَالَ الْمَسَاءُ مُعَطَّرًا

وَمَا زَالَ نَهْرُ الشِّعْرِ دُونَ عِنَانِ!

وَمَا زَالَ فِيهَا الطَّيْرُ يَحْرُسُ عُشَّهُ

وَيَا وَيْ ، بِلَا خَوْفٍ وَلَا دَوَرَانِ

وَمَا زَالَ قَمْحُ الْفَجْرِ فِيهَا مُسَبِّحًا

وَيَجْرِي عَلَى تَسْبِيحِهِ الْقَمَرَانِ

وَمَا زَالَ فِيهَا الْمَاءُ يَغْسِلُ مَاءَهُ

وَقَدْ جُنَّ هَذَا الْمَاءُ فِي الْجَرَيَانِ

تُقِيمُ صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ

وَتَصْفُو قُلُوبُ النَّاسِ كُلَّ أَذَانِ

وَمَا زَالَ فِيهَا الْبُنُّ يَنْشُرُ عِطْرَهُ

وَتَهْفُو إِلَى فنْجَانهَا الشَّفَتَانِ

أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَمُوتُوا مِنَ الظَّمَا

وَأَنْتُمْ بِلَا دِرْعَا وَلَا حَوْرَانِ

فَكُلُّ حَيَاةٍ دُونَ درْعَا شَقِيَّةٌ

وَكُلُّ جِنَانِ الْأَرْضِ غَيْرُ جِنَانِي

تَقُولُ لِمَنْ غَابُوا: تَعَالَوْا فَإِنَّنِي

عَلَيْكُمْ جَرَى دَمْعِي وَفَاضَ حَنَانِي

♦ هل هذا الوداع هو الوداع الأخير الذي يودعك به أدباء مصر

♦♦ ليس الأخير فقد دعاني اتحاد كتاب مصر إلى أمسية تكريمية يوم الأربعاء القادم في ندوة تقيمها شعبة شعر الفصحى برئاسة الشاعر الكبير الأستاذ عاطف الجندي تحت عنوان شعراء وتجارب بصحبة الشاعرين الكبيرين الشاعر محمد آدم والشاعر أوفى عبد الله الأنور ، في مقر اتحاد كتاب مصر بالزمالك في تمام الساعة السادسة مساء الأربعاء السادس عشر من يوليو الجاري.

شاعرنا النبيل دمت عزيزا مُكرمًا، بالحب تودع وبالحب تستقبلك سوريا فخالص الأمنيات لك أنيى حللت وارتحلت

ــ وخالص شكري لجريدة الأمة الغراء الحاضرة بقوة في المشهد الإسلامي ودمتم بخير.