إن الإسلام ومذ تولى زمام الحكم على يد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بَيّن أن كل من يعتقد غير عقيدة الإسلام وأراد الإقامة الدائمة تحت سلطان المسلمين؛ فإن له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وعلى هذا الحال استمرت دولة الإسلام على قرون متطاولة، وعاش أهل الذمة في سلطان المسلمين وبرعايتهم عيشة كريمة، ونالوا حق الرعاية الذي منحه الإسلام لهم، وأصبحت بلاد المسلمين ملجأ كل الطوائف والأعراق التي تتعرض لاضطهاد في بلادها، وحوادث التاريخ طافحة في نماذج مضيئة من حسن الرعاية تملأ جنبات كتب التاريخ ولا يسع المقام لذكرها، ولعل ما يشهد به المعاصرون من أبناء تلك الديانات خير دليل، فهذا وائل حلاق النصراني الفلسطيني يتحدث وبحرقة على أيام خلت عاش فيها أسلافه تحت حكم الإسلام، إضافة للواقع الملموس المحسوس؛ وهو وجودهم وغيرهم لليوم في بلاد المسلمين مع أماكن عباداتهم التاريخية التي حماها المسلمون لهم كما أمرهم الإسلام.
وكان من المفترض أن يكون جزاء الإحسان هو الإحسان؛ إلا أن ضعاف العقول وقصيري النظر من أبناء تلك الطوائف ارتكبوا “خيانة عظمى” تجعلهم خارج حماية ورعاية هذه الحاضنة، فتحالفوا مع من يريد الشر لحاضنتهم، وإذا خرجوا من رعاية المسلمين فلن يجدوا حاضنة أخرى ترعاهم؛ بل سيكونون كما هو حاضرهم في كثير من البلدان، رعايا من درجة ثالثة ورابعة وخامسة، وعليهم أن يدركوا أن مستقبلهم إن أرادوا وجودا لهم إنما هو في من احتضنهم لقرون، ورعاهم على مدى الأزمان ﴿فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰر﴾.
عزالدين عويد أبو البشير/ ناشط سياسي.
منتدى قضايا الثورة