في إحدى مهمات العمل خارج مصر كاستشاري، كان الفريق الذي يعمل معي أكثرهم من الإخوة السوريين؛ وكان المهندس المسؤول عنهم واسمه حسام بعدما عرفني على نفسه -وبدون سؤال مني- ذكر مرة أنه «مسيحي» سوري، ولم أهتم فليكن كما يكون، لكن لفت نظري تعمده ذكر ذلك!
وبعد تعاملي معهم لفترة وثقتهم بي -وكنت أرؤسهم- قال لي زميل آخر من دير الزور من المسيحيين السوريال أن حسام كاذب فهو درزي وليس مسيحي، وعندما سألته عن سبب هذه الكذبة -البيضاء فيما يبدو- فأجابني: أنه رآك سنياً -ملتحي يعني- وهو يعلم أن موقفكم من أهل الكتاب النصارى أفضل من الدروز لأنهم «مرتدين»!
فتعلمت من هذه القصة القصيرة عبرة واضحة، أن فهمنا كمصريين يمتاز مجتمعنا بالبساطة وعدم التعقيد الإثني؛ يختلف تماماً عن بلاد الشام وهي مصنع للطائفية والعرقية؛ وهو ما يفهمه أهلها جيداً.
نسيت أن أقول: أنني لم أسامحه أو أحب التعامل معه بعدها، لأنه يكذب لا لكونه درزياً أو أياً كان.