الأحد مايو 19, 2024
عوض السوهاجي حوارات سلايدر

“الأمة” تحاور أول مذيع هواء تليفزيوني كفيف في العالم العربي

قفزَ فوق حواجز الممكن وبحور المستحيل، وتحدّى الواقع، وكان النهر الذي لا يلام إذا اعترضه عائق وفاض على جانبيه

أول مذيع تليفزيوني هواء كفيف فوق الخريطة العربية

الطالب المثالي الأسبق لجامعة القاهرة، وأمير شعرائها، ورئيس اللجنة الثقافية باتحاد طلاب جامعة القاهرة

لتميّز صوته؛ عمل في بداياته معلّقا صوتيا (over Voice)‏ لبعض الشركات والمؤسسات والفضائيات

أسسَ المبادرة الكبرى: (الثقافة طريق إلى التنمية) بصعيد مصر، للقضاء على العادات والتقاليد السيئة، مثل الثأر وزواج القاصرات، والحث على العادات والتقاليد المجتمعية الحسنة في الصعيد، وكانت مبادرة ناجحة لنشر الوعي الثقافي والاجتماعي، تابعتها الصحف والفضائيات وأشادت بها.

حاصل على العديد من الجوائز والتكريمات من وزارة الثقافة، وجوائز التميز في تقديم البرامج التليفزيونية

جائزة أفضل مقدم برامج تليفزيونية

محاضر بوزارة الثقافة المصرية، وعمل محاضرا للتنمية البشرية وتطوير الذات في بعض الجامعات، والمؤسسات الشبابية

عمل في قنوات: الحافظ – الصحة والجمال – HBC – الرافدين – مصر الحياة – مصر البلد .. وغيرهم

من أشهر برامجه التليفزيونية: نظرة أمل – الشارع الثقافي – مع عوض السوهاجي – الفترة المفتوحة – كنوز مصرية – شباب على الهواء – مواهب وإبداع – مستشارك الطبي

قـدّم جميع أنواع البرامج التليفزيونية: الثقافية والدينية والاجتماعية والطبية والفكرية والسياسية والعلمية

عوض السوهاجي

 

السيرة الذاتية؟

اسمي: عوض محمود عوض السوهاجي

قرية خارفة، جرجا، محافظة سوهاج (مصر)

حاصل على ليسانس كلية دار العلوم، جامعة القاهرة،

 دراسات عليا في النقد الحديث، وباحث دكتوراه، في الإعلام التربوي،

نشأتُ في بيئة بسيطة، بقرية خارفة، وسط عدد كبير من الإخوة، وكنتُ الابن (الذكر) الأول بالنسبه لوالدي، ومثل جميع الأطفال التحقتُ بالمدرسة الابتدائية بالقرية، وهي مدرسة (علي بهنسي) وكنتُ من الطلاب المتفوقين حتى الصف الرابع.

ولماذا الصف الرابع؟

لأنه بداية مرحلة جديدة في حياتي، فتلك السنة كانت نهاية مرحلة وبداية أخرى.. نهاية التلميذ “عوض محمود” المبصر المتفوق كثير اللعب والحركة، وبداية عالم جديد أخذني من طفولتي ولفّني من دون استئذان وأدخلني دنيا فاقدي البصر

لن أتحسس كلماتي، وسؤالي المباشر: كيف بدأت رحلة فقدان البصر؟ ومتى؟

وأنا في الصف الرابع الابتدائي، لاحظ من حولي، أن عيني بها شيء غريب، لم أنتبه له أنا كطفل، رغم أنني كنت أرى بوضوح جدا، مثل كل الأطفال، وبدأت رحلة الفحوصات والعمليات بعد التأكد من إصابتي بالجلوكوما (المياه الزرقاء) في العينين، وذهب والدي لكل أطباء العيون بالمحافظة، ولم يكن الطب متطورا مثل الآن، 

وكيف كانت نتائج تلك العمليات الجراحية؟

نتائج عكسية.. كان نظري يقل بعد كل عملية.. حتى أن الطبيب بعد العملية الثالثة تكلم بصراحة مع والدي عن تدهور حالتي، فلم يتمالك والدي (رحمه الله) نفسه من شدة الحزن، وأصيب بالمياه البيضاء في نفس اللحظة.. وكان (رحمه الله) قد بذل مجهودا خارقا، ولم يترك بابًا واحدا لم يطرقه من أجل عودة بصري، 

وماذا فعل التلميذ عوض بعد تلك العمليات غير الناجحة؟

كما قلتُ لك، دخلتُ عالما جديدا، ودنيا مختلفة تماما، وأصبحت حركتي محسوبة، وزاد خوف الأسرة عليّ بشكل مضاعف، فقد كنت أحب اللعب والخروج والتنزّه بحرية، مثل كل الأطفال، لكن فجأة أصبحت مقيدا من الأسرة بعد الظروف الجديدة.. وبدأت التحكمات الأسرية: متى أخرج؟ ومتى ألعب؟ وكيف ألعب؟ ومَن المرافق لي؟

وبالنسبة للمدرسة؟

وأنا في الصف الرابع الابتدائي تم إبلاغ الأسرة أن عوض لم يعد قادرا على القراءة والكتابة، وبالتالي لن يستطيع تكملة التعليم بالمدرسة لأنه لم يعد قادرا على الرؤية.. وجاء أحد المعلمين بالملف للأسرة، وفهمت الحوار الذي دار، وما زلت أتذكره، وأتذكر دموعي التي استمرت لأيام، وبكاء أمي، وحزن أبي الذي يكتمه ويظهر في كلامه.. لقد كنت أعشق التعليم، فأنا تلميذ متفوق جدا، وما حدث أحبطني وأصابني باليأس، فبعد حرماني من البصر، يتم حرماني من التعليم.. وجلستُ سنتين في البيت.. ورغم أن عمي كان مديرا لتلك المدرسة لكنه لم يكن يعرف شيئا عن مدارس المكفوفين

مدارس المكفوفين؟

نعم.. فبحكم وجودنا في قرية، لم يكن أحد يعرف شيئا عن تلك المدارس.. ولكن أمي السيدة البسيطة، لم تيأس قط، وظلت تسأل، حتى عرفت أن بمدينة سوهاج مدرسة لفاقدي البصر، وأخذتني أمي لمدرسة المكفوفين بالمحافظة، معتمدة على ذاكرتي التي تحفظ العنوان، فهي لا تقرأ ولا تكتب.. وأخيرا وصلنا المدرسة، وقابلنا المديرة، وكانت الصدمة الكبرى: أن أبدأ من الصف الأول الابتدائي.. وحاولت أمي بكل السبل إقناع المديرة، لكن السبب كان منطقيا؛ عدم تعلّمي لطريقة برايل التي تقوم عليها الدراسة بالمدرسة..وأعلنتُ التحدي من جديد، وبعد شهر فقط، كنتُ أجيد طريقة برايل، وأحفظ الحروف العربية والإنجليزية والأرقام بتلك الطريقة، ونجحتُ سريعا وسط دهشة الجميع، ولذا أصبحت مباشرة في الصف الرابع الابتدائي .. وانتهيت من الابتدائية والتحقت بالمرحلة الإعدادية، وواصلت طريقي التعليمي بتفوق شديد ولافت

هل ما زلتَ تتذكّر مرحلة ما قبل فقدان البصر؟

أفهم ما تقصده.. نعم أتذكرها جيدا، وكنتُ أرى الألوان حتى سن 15 سنة، ولكن لا أستطيع تمييز الأشياء

ما زلتُ أتذكّر أشكال العصافير، والأشجار ولون السماء والخضرة

كنتُ أحب الطبيعة، وأعشق الغروب، وما زلتُ أتذكر لون الشوارع والشمس في الشروق والغروب

أتذكّر الألوان جيدا ودرجاتها.. وما زلتُ أختار ألوان ملابسي وأشيائي بنفسي

ما زلتُ أتذكّر ملامح أبي وأمي.. لا أنساها أبدا

ملامح أصدقاء الطفولة قبل فقدان البصر؟

أتذكّر بعض الملامح للشخص، مثل لون بشرته فقط، والملامح الخفيفة كلون العيون.

هل تتفق مع العلماء الذين يقولون إن الخيال والتركيز وسرعة البديهة عند فاقد البصر يكونون أعلى جدا من المبصرين؟

نعم.. عندما تفقد حاسة تقوى الحواس الأخرى.. وتلك حكمة إلهية.. فعندما تصاب يدك اليمنى وتبدأ في تعليم يدك اليسرى الكتابة، تقوى تدريجيا، ومع مرور الزمن تصبح هي الرئيسة، ولو تعودت على الكتابة باليدين ستنجح.. 

والذاكرة عندي قوية جدا، وكان الطلاب في الجامعة يعتمدون على ذاكرتي في شرح المحاضرات لهم، كما أنني أستطيع أن أعرف المتحدث من كلامه، وأعرف أن كان طويلا أو قصيرا، وهل صوته من أعلى أو أسفل، واتجاه صوته..

فأنا أتخيل شكل أولادي وأعرفهم من الصوت واللمس

والخيال عندنا في كل شيء، وأستغله في شعري وكتاباتي

عوض السوهاجي

متى أحسست بأمواج الشعر داخلك؟ وكيف كانت البداية؟

كنتُ من صغري أعشق الكتابة ولكن لا أدري ماذا أفعل.. حتى قرأت معلمة اللغة العربية كلاما لي فقالت: إنه أقرب للشعر وشجعتني، وفي الصف الثاني الإعدادي بدأتُ أقول أشعاري في الإذاعة المدرسية بتشجيع من المعلمين والأصدقاء بالمدرسة

هل كان للإذاعة المدرسية أي دور في موهبة الشعر أو الإلقاء عندك؟

بالتأكيد.. فهي المحطة الأولى في حياتي الشعرية والإعلامية، فمن خلالها أشاد المعلمون بطريقة إلقائي ونبرة صوتي المتميزة، وهذا كله شجعني لمواصلة الطريق.. وبدأتُ رحلة الشعر والنشر في الجرائد الإقليمية، وكانت جريدة (السوهاجية) هي أول جريدة نشرت لي أشعاري

لماذ يكتب اللغوي والدرعمي عوض السوهاجي بالعامية المصرية؟

ديواني الأول (ما بين لحظة لُقا وفراق) بالعامية.. ولنتفق أن العامية هي خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية، ولذا كان لا بد من النزول للمواطن البسيط، في ظل ما يدور حولنا، العامية هي الطريق السريع للوصول للعامة، فأمير الشعراء أحمد شوقي له قصائد بالعامية، وكبار شعراء الفصحى لهم أشعار عامية، وأنا أكتب الفصحى أيضا، لكن تركيزي وهدفي من الوصول للجميع جعل الناس يعرفون عوض شاعر العامية أكثر من عوض الدرعمي شاعر الفصحى.. 

هل الإعلام والإبداع الشعري متنافران؟

ليس تنافرا، لكن قل: انشغال.. فالعمل الإعلامي يلتهم الوقت، وهذا أدى لتوقف إصداراتي.. نعم أكتفيت بنشر قصائدي في الصحف والمواقع، لكن هذا ليس كافيا بالتأكيد، وإن شاء الله سأواصل نشر دواويني الشعرية

كيف بدأت قصة عوض السوهاجي مع الإعلام؟

قبل الإجابة عن السؤال أقول: إنني صعدت المنبر وخطبت الجمعة وأنا في الصف الأول الثانوي، وكنتُ البديل الدائم عندما يغيب خطيب الجمعة في مسجد القرية، ولذا لم يكن الدخول لعالم الإعلام غريبا، فرهبة المنبر تأتي قبل كل المنابر الإعلامية، وتجاوزها يجعلك تتعامل مع كل شيء ببساطة وثقة

بدايتي مع الفضائيات كناقد، وشاعر تتم استضافته باستمرار،  وفي 2013م، بدأت حكايتي مع الميكرفون والكاميرا

لماذا التليفزيون وليس الإذاعة كفاقد للبصر؟

أعشق التحدي والمغامرة طيلة حياتي، ودائما أحب أن أكون الأول، واختياري للتليفزيون لأنه الأقوى والأوسع انتشارا، بالإضافة لتغيير فكرة المجتمع للمعاق، ونظرة الشفقة التي تؤلمه كثيرا.. أردتُ كسر كل ذلك، ونجحتُ ولله الحمد

ماذا تشعر الآن عندما تسمع الفضائيات والمواقع العربية تقول إنك أول مذيع تليفزيون هواء عربي؟

أشعر أنني حققتُ جزءا من أحلامي.. وأنها بداية فقط..  ما زلتُ لم أحقق أحلامي كاملة

كنتَ تدير على الهواء مباشرةً برامج ثقافية وطبية وعلمية واجتماعية ورياضية، وأنت المذيع والمُعد.. هل كنت ترفض فريق الإعداد، أم ثقة وثقافة لا تحوجك لأحد؟

ضاحكا: ليس بالضبط.. كل المعدين الذين عملت معهم (رائعين)، لكن أثق في ثقافتي ومعلوماتي، وأفهم طريقة التعامل مع الضيف، وما يريده المشاهد ولا يضايق الضيف أو يضره.. كما أن الفضائيات التي عملت بها أعطتني الحرية الكاملة.. لم يتدخل أحد في عملي.. أو في اختيار الضيوف، أو الأسئلة.. ومن منبركم هذا أشكر كل الذين ساندوني وآمنوا بموهبتي، وقدراتي، وأعطوني الفرصة كاملة، وفتحوا لي بابا كبيرا في الإعلام المرئي، ولم يتوقفوا عند (ظروفي)، ولم يقولوا: كيف يدير الكفيف (برامج تليفزيونية) على الهواء مباشرةً؟.. لهم جميعا مودّتي وحبي.. ومَن لا يشكر الناسَ؛ لا يشكر الله.

ما أصعب وأطرف المواقف التي حدثت معك على الهواء؟ 

أتصلت بي إدارة القناة لتقديم برنامج طبي، وقالوا بعد ساعة واحدة فقط ستكون على الهواء.. ووصلت على موعد الهواء مباشرةً، ودخلت الأستوديو، وعرفتُ اسم الضيف الطبيب فقط، وهم يضعون لي (الأيربيس).. وسألتُ الإعداد عن الأسئلة، فقالوا ستأتيك تباعا في (الأيربيس) وأنا ليس عندي أي معلومة عن الموضوع: (العيوب الخلقية لقلب الطفل)، وكانت المرة الأولى التي أقـدّم فيها برنامجا طبيا، سنة 2014م..

بدأ الهواء .. والإعداد بيقول: بسم الله الرحمن الرحيم.. انقطع الصوت تماما.. توقف (الأيربيس).. وبدأت الحلقة.. ورحبتُ بالضيف على أمل أن يعمل (الأيربيس) .. ولم أفعل مثل بعض المذيعين الآن الذين يشتكون للمشاهدين من توقف تلك السماعات الصغيرة في الأذن (الأيربيس) التي تربط المذيع بالإعداد والإخراج.. ربما على أمل عودة عمل (الأيربيس) سريعا.. المهم هذا ما حدث.. وبدأتُ أضع الأسئلة من عندي، ومن خلال حديث الطبيب الضيف؛ كنت أستخرج الأسئلة من كلامه حتى انتهت الحلقة..

قبل نهاية الحلقة .. تم تصليح (الأيربيس) ولكنهم لم يكلموني

وانتهت الحلقة وكلي غضب، وسألت المخرج فقال: إن أسئلتك أفضل من التي جهّزها الإعداد..  وهذا أعطاني ثقة كبيرة في كل حواراتي التليفزيونية، ولذا لا تلمني على إعدادي لبرامجي

عوض السوهاجي

لماذا توقفت؟ وهل هناك مشروع للعودة للعمل الإعلامي؟

الإعلام في دمي، وجزء من تكوين شخصيتي.. والتوقف بسبب الزواج ووفاة والدي، وإقامتي بقريتي، ممكن نقول: استراحة محارب.. ولكن إن شاء الله سأعود لفضائية مميزة، وبرنامج مميز قريبا

 يقول النقاد الآن: إن الشعر لم يعد ديوانا للعرب، ونحن في زمن الرواية وهي ديوان العرب، وصنّاع الدراما يؤكدون أن المسلسلات التليفزيونية ديوان العرب، والعالم الرقمي والتكنولوجي يجزم بأن الفيسبوك ووسائل الاتصال الأخرى هُم مرآة العصر وديوان الحياة..  ما رأيك؟

بالتأكيد.. ولا أحد يغضب من كلامي، وخاصة الشعراء وكتاب القصة..

لم تعد الكلمة المكتوبة في الورق ديوانا للعرب.. ولم يعد الشعر ولا الرواية ديوانا للعرب.. لقد تغيرت المفاهيم، وإذا أردنا أن نتقدم وننجح فلنكن واقعيين.. الصورة المتحركة الآن هي ديوان العرب.. وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) هي ديوان العرب ومرآة الحياة اليومية.. شئنا أم أبينا.. لا أحب أن نردد نظريات و(أكلاشيهات) قديمة ونتعامل معها بتقديس.. فهي ليست قرآنا

هل الإعلام مرتبط بالمال؟

الفضائيات العربية الكبرى كلها لدول عربية غنية جدا: قطر والسعودية والإمارات

سطوة المال على الإعلام أكبر من الخيال نفسه، مصر بها قدرات وإمكانات خارقة لإعلاميين، لكن لا تملك فضائية ضخمة تنافس فضائيات دول الجزيرة العربية.. بعض الفضائيات العربية المعروفة ميزانيتها تعادل ميزانية دولة أفريقية.. الخليج يستطيع بأمواله أن يأتي بأفضل المذيعين والمعدين من مصر وغيرها.. وهذا موضوع لا يحتاج لشرح.. فهو واضح للجميع

الكتاب الذي تطالب بتدريسه في مدارس مصر؟

ما يتعلق بالتنمية البشرية بجانب التربية الدينية والأخلاقية، وذلك من أجل رسم طريق النجاح للطالب، والوصول للمستقبل..

التنمية البشرية أكثر تأثيرا على الدارسين والمجتمع، فأنا حزين من تغير الناس وانفراط عقد العادات الاجتماعية

ما هي أمنيات الإعلامي عوض السوهاجي الشخصية؟

أتمنى الانضمام لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، لأخدم بلدي، أو أي مكان أستطيع من خلاله نشر الوعي، وخدمة الناس

رابط صفحته الشخصية: عوض السوهاجي

——————————

حوار: يسري الخطيب

 

 

 

 

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب