تشهد الكاميرون في الثاني عشر من أكتوبر 2025 انتخابات رئاسية يتنافس فيها 12 مرشحاً، منهم 11 من المعارضة، بعد استبعاد المعارض البارز موريس كامتو بسبب خلافات قانونية، فيما يدخل الرئيس بول بيا السباق من موقع قوة مستفيداً من تشتت الأصوات المعارضة.
وبحسب الخبير الموريتاني في الشئون الإفريقية سلطان البان تتصدر قائمة المرشحين المعتمدين وجوه معروفة مثل الرئيس الحالي بول بيا صاحب 92 عامًا، التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني RDPC و صاحب أطول فترة حكم حالية في العالم بحوالي 43 عامًا.
من بين أبرز المنافسين: كابرال ليبي “الحزب الكاميروني للمصالحة الوطنية PCRN”، جوشوا أوسيه “الجبهة الديمقراطية الاجتماعية SDF”، أكيري مونا”UNIVERS”،بيلو بوبا مايجاري “رئيس وزراء أسبق”،

كما تضم قائمة المرشحين للاستحقاق الرئاسي عيسى تشيروما بكاري “وزير عمل سابق”, وهيرمين باتريسيا توماينو ندام نجوا، المرأة الوحيدة في السباق كما تشارك الأحزاب الصغيرة بدورها أملاً في تحقيق مفاجآت رغم هيمنة الحزب الحاكم.
وفي هذا السياق استبعدت المحكمة الدستورية المعارض الرئيسي كامتو بعد رفض استئنافه، وبررت القرار بوجود “ملف ترشح مزدوج” عن حزب مانيدم، بينما يصر كامتو على أن السبب سياسي ومخطط من السلطة لإقصائه.
وقد اثار هذا الاستبعاد احتجاجات المعارضة ووصف بأنه يقوض مصداقية الانتخابات، خاصة أن كامتو كان حل ثانياً في انتخابات 2018 بنسبة 14%، ويعد الاسم الأبرز ضد بول بيا.
مقاطعة كامتو للانتخابات المحلية عام 2020 حرمته من منصة نيابية، وهو شرط أساسي للترشح للرئاسة وفق القانون الكاميروني.
تشتت المعارضة وصعوبة المنافسة
ووفقا لتغريدة مطوله للخبير الموريتاني فإن المعارضة الكاميرونية تعاني من التشتت وعدم القدرة على الاتفاق على مرشح موحد. اختلاف المصالح الداخلية بين أحزاب المعارضة وقلة الموارد المالية والتنظيمية أفقدتها القدرة على تهديد سلطة الحزب الحاكم.
ومن المهم هنا الإشارة إلي أن النظام الانتخابي الكاميروني بجولة واحدة يعزز فرص الرئيس الحالي في مواجهة أصوات معارضة مقسمة بين أكثر من 10 مرشحين.

حزب بيا يسيطر على الإدارة المركزية وأجهزة الأمن ووسائل الإعلام، ما يمنحه أدوات واسعة للتأثير على مسار الانتخابات.
الظروف والسياق السياسي
من ناحية أخري تقام الانتخابات الكاميرونية في ظل احتقانات وصفتها المعارضة والمنظمات الدولية بأنها قد تهدد الشفافية، مع انتشار اعتقالات وحملات تضييق على المرشحين والصحفيين والناشطين.
وقد حذرت الأمم المتحدة من اندلاع احتجاجات في العاصمة ياوندي، خاصة مع استمرار استبعاد شخصيات بارزة ورفض بعض الطعون. رغم جهود بعض قادة المعارضة لتشكيل تحالفات، يبقى النجاح بعيد المنال بسبب القيود القانونية والملاحقات.
يدخل بول بيا انتخابات 2025 من موقع قوة غير مسبوق بفضل خبرته الطويلة، الموارد الواسعة، والأهم تشتت المعارضة بعد استبعاد الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد الصفوف—موريس كامتو—ليصبح المشهد الانتخابي مجرد تنافس صوري في نظر العديد من المتابعين، وتزداد المخاوف إزاء مستقبل التعددية السياسية في الكاميرون.