الأثنين مايو 20, 2024
خالد زبارقة حوارات سلايدر

خالد زبارقة: حصار الأقصى وطرد المصلين مستمر في ظل مخطط لتهويده

الحصار مفروض على المسجد منذ اندلاع حرب غزة وليس له مبرر

 

منع المصلين من الوصول لأقدس مقدساتهم هو استهتار بمشاعرهم الدينية

 

تم تحويل الأقصى ثكنة عسكرية يتحكم فيها عسكر الاحتلال في كل شيء

 

حوار: أبوبكر أبوالمجد

 

عقب استفاقة الكيان الصهيوني من الصفعة القوية التي صفعتها إياه حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية حماس، في السابع من أكتوبر الماضي، قام عشرات الصهاينة باقتحام باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت «حماية مشدَّدة» من شرطة الاحتلال، حيث نفذ المستوطنون «جولات استفزازية» في باحات الأقصى، وقامت القوات الصهيونية بتشديد إجراءاتها العسكرية عند بوابات الأقصى، وأعاقت دخول المصلّين.

 

من حينها قلما تردنا أخبار عن القدس، وأهلها، والمسجد الأقصى المبارك وما يجري فيه. وفي ظل مساعي استخباراتية غربية إلهاء العالم بقصص أخرى تجري بعيدًا عن هذه البقة المعذبة من الأرض، تارة في جنوب لبنان والعراق، وتارة أخرى في باب المندب، وكوريا الشمالية، لتوجيه أنظار الإعلام إليها، يأتي دورنا لإعادة البوصلة الإعلامية إلى مكانها الصحيح، وأولوياتها المهنية في فلسطين المحتلة؛ ولكن ليس في غزة هذه المرة وإنما في القدس، ونسأل أحد أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها بما يجري في الأقصى، الذي سميت انتفاضة المقاومة وطوفانها باسمه، وما يحدث لزواره، والراغبين في تأدية صلواتهم فيه؟

 

ولكن لزم أن نشير إلى ما حدث في مايو الماضي، حيث انتفض المقدسيون؛ بل الفلسطينيون جميعًا نصرة لأسر فلسطينية خططت شركة استيطان طردهم من منازلهم بحي الشيخ جراح، عبر جسر المحكمة العبرية العليا. حينها ضجت شوارع حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية بالاضطرابات.

 

وعلى إثر هذه الأحداث، اختفت مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك، وصار سحور أهل الأقصى على الغاز المسيل للدموع وإفطارهم على قنابل الصوت!

 

ويبدو أننا والعالم نسينا ما جرى؛ لكن رجال المقاومة لم ينسوا، وأعدوا عدتهم لإحداث طوفان يستحيل معه استسهال الاحتلال تنفيذ مخططه بتهويد الأقصى، وطمس هويته الإسلامية.

 

وحول هذه المواجهات والاضطرابات ورصدًا لما يجري في الداخل المقدسي، نتداخل مع محامي القدس أمام المحاكم الصهيونية، خالد رمضان زبارقة، وهو من مواليد قرية اللد (من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في اللواء الأوسط الإسرائيلي)، عام 1972، متزوج وعنده أربعة أولاد. ويزاول مهنة المحاماة في المحاكم الصهيونية منذ العام 1999، حاصل اللقب الثاني في القانون (ماجستير) من جامعة الأمير.

 

**** رفعت المقاومة عنوان الأقصى، وأطلقت على صفعتها في السابع من أكتوبر وضرباتها المتتالية للعدو إلى الآن بـ”طوفان الأقصى”؛ لكن الكثيرين نسوا أن يسألوا ماذا يجري في الأقصى الآن ولأهله؟

 

/// الأقصى محاصر حصارًا شديدًا من الاحتلال، وهذا الحصار المفروض منذ اندلاع الحرب على غزة، لا يوجد له أي مبرر سوى استغلال الاحتلال للظروف الراهنة، وللحرب الدموية على غزة من أجل تمرير أجندة تهويدية على المسجد الأقصى المبارك.

 

*** وما أبرز ما يجري فيه الآن؟

 

/// أبرز ما يحدث، هو طرد المصلين والوافدين وشادي الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، ومنعهم من الوصول إلى أحد أهم وأقدس مقدسات المسلمين والاستهتار بمشاعرهم الدينية، وهي بمثابة سياسة قمع تقوم بها قوات الاحتلال على المقدس الإسلامي، بهدف فرض واقع تهويدي جديد على المسجد الأقصى المبارك.

 

كما يتم التضييق على المسلمين فقط، وخلق بيئة طاردة لهم، ومحاربة الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك، وتحويله إلى ثكنة عسكرية يتحكم فيها عسكر الاحتلال في كل صغيرة وكبيرة، وهذا بطبيعة الحال ينافي وينتهك كل المواثيق الدولية والاتفاقيات الثنائية بين الاحتلال والمملكة الأردنية الهاشمية، فلذلك واضح أن هناك مخطط، حيث لا يوجد أي اعتبار أمني، أو أي اعتبار آخر لهذه التضييقات والعسكرة للمسجد الأقصى المبارك؛ بل على العكس فمن المفترض أن يخفف الاحتلال التوتر حول المسجد الأقصى المبارك، لأن أفعاله تبث روح الكراهية في قلوب المسلمين في كل العالم، خاصة وأنه يقوم بحماية المقتحمين اليهود، ومساعدتهم في تغيير واقع المسجد الاقصى المبارك، وأداء الطقوس التلمودية داخل ساحاته، ومؤخرًا تم إشعال الشموع فيما يسمى عيد الحانوكا داخل ساحات الأقصى المبارك، وهو تطور خطير وغير مسبوق.

 

*** وما مبرر المحتل فيما يمارسه من تضييقات على المسلمين وحصار للأقصى على نحو ما وصفتم؟

 

/// المبرر الذي يسوقه اليهود، أن وجود المسلمين يشكل خطرًا على الأمن والنظام العام، وخشية من أعمال شغب داخل المسجد الأقصى المبارك، هذا المبرر الذي يسوقه؛ لكن حقيقة الأمر أن هذا الإغلاق وهذا الحصار هو لأهداف سياسية عنصرية تهويدية لا يوجد بينها وبين القانون والنظام، والحفاظ على النظام العام أي صلة.

 

*** ولو أطلقت مطلبًا في فضاء الأمة ماذا سيكون؟

 

سأطالب الجميع أن يطالب معي بضرورة فك هذا الحصار الذي يجب أن ينتهي، وأن يفتح المسجد الأقصى المبارك لصلاة المسلمين، ولشادي الرحال الذين يتوافدون إليه من كل أنحاء فلسطين.

Please follow and like us:
Avatar
صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب