الأثنين مايو 20, 2024
حوارات سلايدر

د. إبراهيم ابو محمد: مطلوب محاكمة قادة إسرائيل أمام الجنائية الدولية

مشاركة:

أجري الحوار: علي عليوه

أكد د. إبراهيم أبو محمد العالم الأزهري ومفتي قارة استراليا أن ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لا يعكس صراعا دينيا بين الإسلام واليهودية بل هو صراع بين مشروع استعماري عنصري محتل، وبين أهل فلسطين أصحاب الأرض.

واوضح في حواره مع «جريدة الأمة» أن ما يجري ضد الشعب الفلسطيني من قتل وتجويع وتدمير للمستشفيات وحرمان من مقومات الحياة المياه والكهرباء والغاز هي جرائم حرب غير مسبوقة علي مدي التاريخ وتستوجب محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي امام المحكمة الجنائية الدولية.

وفيما يلي نص الحوار..

• ما هو موقف القوي السياسية ومسلمي أستراليا مما يجري في الأراضي الفلسطينية؟

نظمت القوي المعارضة للعدوان على غزة مظاهرة كبري في استراليا يوم الأحد الموافق ١٢/١٢/٢٠٢٣، ضمت المسلمين وغيرهم وقد ألقيت كلمة في المتظاهرين قلت لهم فيها:

أنني أقدر عالياً مواقفكم الداعمة لقضايا العدل والإنسانية والكرامة، والتي تعكس أجواء حرية التعبير عن الرأي التي هي أغلى من الحياة ذاتها.

 وأكدت على أن الإسلام يرى العالم كمنتدى للحضارات والثقافات المتنوعة حيث يعيش الناس متساوين في الحقوق والواجبات، ونشير هنا إلى التاريخ الطويل للعيش المشترك بين المسلمين واليهود والمسيحيين في المجتمعات الإسلامية”.

 وذكرت الحاضرين بما قاله الكاتب الإسرائيلي «أوري أفنيري» في مقال له بعنوان: «سيف محمد» الذي يشيد فيه بكيفية تعامل الإسلام مع الأديان الأخرى ويؤكد على الحماية التي قدمها الإسلام لليهود عبر التاريخ.

 ويختتم مقالته بالإشارة إلى أن التاريخ يظهر كيف أن اليهود استقبلوا بترحاب في العالم الإسلامي عندما فروا من الاضطهاد في أوروبا.

 ومن ثم فكل يهودي مستقيم، يعرف تاريخ شعبه، لا يمكنه إلا أن يشعر بالعرفان تجاه الإسلام، الذي حمى اليهود طيلة خمسين جيلا”.

الصراع في فلسطين ليس دينيا..

• هل ما يجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين صراع ديني عقائدي؟؟

•• أؤكد أن النزاع ليس بين ديانتين اليهودية والإسلام، ونرفض محاولات البعض في أن يجعلوه صراعا دينيا، لأنه في الحقيقة صراع بين مشروع استعماري عنصري محتل، وبين أهل فلسطين أصحاب الأرض.

 وهذا الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين ضاعف من معاناة الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 70 عامًا ذاق الشعب الفلسطيني خلالها كل أنواع الإذلال والسحق والفصل العنصري.

 وأسفر عن قتل وإبادة وتهجير ملايين الفلسطينيين من أرضهم، وها نحن نعيش اليوم دورة من دوراته القذرة في غزة، حيث يشاهد العالم مذابح مأساوية لمدنيين سقط فيها ما يقرب من 19 ألف شهيد (منهم 8 آلاف طفل و5 آلاف امرأة).

 إضافة إلى 50 ألف جريح (منهم 8600 طفل و6300 امرأة)، و7600 مفقودين وتحت الركام.

 وهذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تمثل حياة فردية، كل منها له قصته الخاصة وآماله وأحلامه، وقد كانت هناك عائلات بالكامل محيت من سجلات الحياة.

لذلك نؤكد على الحاجة لإنهاء الإبادة الجماعية للمدنيين والنساء والأطفال ووقف هذه الحرب التي لا تستهدف الفلسطينيين فقط.

 وإنما هي حرب ضد كل مظاهر الحضارة الإنسانية حيث استهدفت ولا زالت تستهدف المستشفيات والمدارس ومركز الإيواء والمخابز.

 وتعاقب من بقي على قيد الحياة بالتجويع والعطش ومنع المياه والكهرباء والدواء وشتى مرافق الحياة، ومن ثم فكل المسؤولين في إسرائيل ومن يساندهم يجب محاكمتهم كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية في محكمة الجنايات الدولية.

الدور القطري في المنطقة..

• تعرضت الوزيرة القطرية «لولة الخاطر»بسبب زيارتها لغزة لانتقادات وإساءات فماذا تقول لهؤلاء المسيئين؟

•• أتعجب من الحملة التي تعرضت لها الوزيرة القطرية لولوة الخاطر في زيارتها لـ”غزة” ودعم الفلسطينيين بالمواد الإغاثية.

 فكلمتها الموجزة والبليغة توحدت مع الإرادة الحرة لأهلها في قطر “أميرا وحكومة وشعبا” وهي ذات الإرادة التي تعبر عن نبض الأحرار في أمتيها العربية والإسلامية.

 كما توحدت مع كل الشعوب الحرة في العالم بعدما زالت غشاوة العمي السياسي الذي فرضته آلة الدعاية الإعلامية الإسرائيلية ردحا من الزمن.

وكان رد الفعل لهذه الزيارة والكلمة التي ألقتها الوزيرة سبب إزعاجا لكتائب الالتحاق والانسحاق والتطبيع في مجتمعنا العربي.

وهي بزيارتها لغزة أحرجت الكثيرين على المستوي الرسمي، حيث لم تقم ولا دولة واحدة من كل الدول بإرسال وفد وإغاثة إنسانية بهذا المستوى.

الإساءات جاءت من كتائب الذباب الإلكتروني المكلفة بالتشويه والتطبيل بهجومها على الوزيرة السيدة لولوة أضافت إلى الصمت المخزي عارا جديدا في السقوط والسفه.

وأحسب أن نجاح قطر وأميرها والدور الدولي الكبير في إدارة الأزمة الحالية وغيرها من الأزمات هو السبب في حملة السفه والسقوط التي قام بها الذباب الإلكتروني والتي تشبه “كيد النساء ” بما يحمله كيدهن من التردي الأخلاقي الذي يتنافى مع كل أدب وخلق.

• ما هي نصيحتكم للمسلمين في استراليا وباقي دول العالم وللفلسطينيين؟

•• ضرورة الوقوف بجانب الحق، والإصرار على استرداد حقوق الضعفاء والمظلومين ورفض العدوان على حياة الإنسان وكرامته واحتلال أرضه، لأنه بالثبات على هذه المبادئ نستطيع المحافظة على إنسانيتنا.

 ويمكننا أن نحمي أيضا حق الحياة، وأن نساهم في بناء مجتمع يكون فيه السلام والعدل والحرية أساسا للتعايش.

وللفلسطينيين اقول عاشت فلسطين حرة أبية وشكرا لشعبها الصامد الثابت المضحي الذي انتصر في ميدان الصبر والثبات والأخلاق، قبل أن ينتصر في الميدان العسكري.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب