الجمعة مايو 3, 2024
مقالات

د. جمال أبو حسان يكتب: جيل الصحابة يظهر من جديد

كنا نسمع ونقرأ أيام الطلب في المدارس والجامعات أن جيل الصحابة جيل مثالي، بمعنى أنه لن يتكرر، ولكنا اليوم شهدنا تكرار هذا الجيل بأم أعيننا، في معركة غزة.

فقد جاء في الأثر أن امرأة أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما نُقِل نعيهم إليها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا إنه بخير، وأشاروا إليه فقالت: كل مصيبة بعدك يا رسول الله جلل، هذا مثال من حياة الصحابة الذين شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاشوا معه، واليوم نشهد مثالا حيا من واقع حرب غزة، فكم من رجل دمر بيته على أهلة فلم يزد على حمد الله تعالى والثناء عليه، وكم من امرأة فقدت زوجها وأولادها فصبرت وقالت: موعدنا الجنة إن شاء الله، وكم وكم، واليوم يقتل نفر من عائلة إسماعيل هنية فلم يزد على القول: سهل الله عليهم، إن دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أهلنا في غزة، وكلنا فداء للأقصى، هذا الكلام الذي سمعه العالم هزه هزا إذ لم يشهدوا في دنيا الناس صبرا كهذا الصبر في سبيل الدين والعقيدة والأقصى، لا سيما وقد فضح هذا الكلام وأمثاله من المجاهدين كثيرا من العرب عبيد أمريكا الذين كانوا يصرخون في الفضائيات الصهيونية بأن قادة المقاومة هربوا بأولادهم إلى الخارج وتركوا الناس تحت القصف.

في سنة 1985م صدر للباحث السوداني محمد الخير عبد القادر كتاب بعنوان نكبة الأمة العربية بسقوط الخلافة العثمانية-أنصح بقراءته- واليوم التاريخ يعيد نفسه لأقول أنا لكل العرب شعوبا وقادة إن هزمت المقاومة-لا قدر الله- فستكون هناك نكبة أولا للأنظمة العربية ما بعدها نكبة، وستنكب الشعوب التي وسدت أمرها إلى من لا يستحق نكبة لم يشهدوا مثلها عبر القرون، فآن الأوان لا لتدارك أهل غزة بل لتدارك أنفسنا فأهل غزة أثبتوا للعالم الظالم الجائر بعربيه وعجمية أن الظلم لن يدوم، وأن النصر مع الصبر، وقد وضعوا أيديهم في يد الله، فلن يخذلهم الله وسينصرهم، وسيفرحون بنصر الله كما قال تعالى: “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده وهو العزيز الرحيم” فهو سبحانه عزيز أي: لا يغلبه غالب، ولا يفوته هارب، وهو الرحيم بعباده ينظر ما قدموا فيرحمهم بنصره سبحانه، ولكن على الأمة ان تتدارك نفسها حتى تمحو عار الخذلان والنذالة التي وضعت نفسها فيه يوم اصطفت مع أعداء الله لحرب الفئة المؤمنة، فأي عار سيلحقها إن لم تتدارك نفسها؟ ألم تؤثر فينا دولا وشعوبا كلمة المرأة الصالحة وهي تودع أبناءها وزوجها وتقول للناس بلغتها المختلطة بالعز والنصر: لا أحد يناشد العرب هم بحاجتنا لا نحن الذين بحاجتهم، فهم الأموات ونحن الأحياء” ماذا أبقت هذه المرأة للعرب من كرامة؟ ماذا أبقت لهم من نخوة، ماذا أبقت لهم من عروبة.

فعلا أهل غزة هم الأحرار الأحياء ونحن العبيد الأموات، فقد مات فينا كل شيء!!

يوم مات رابين المجرم السفاح تسابق زعماء العالم من العرب والعجم لشهادة جنازته التي ستقوده إلى جهنم، ولم ينبس أحد من زعماء العرب بالتعزية في شهداء غزة، أتدرون لماذا؟ لأنهم يخافون ان تفضحهم أمريكا ويفضحهم اليهود وأنهم يقيمون العلاقات الودية معهم أكثر مما يقيمونها مع بني جلدتهم، وهذا هو عنوان الاستقلال الحقيقي الذي نحتفل به كل عام ونقيم الدنيا ولا نقعدها فرحا به، ونصم كل من لم يفرح به بأنهم من خونة الأوطان!!فيا سبحان الله العظيم

فاللهم يا رب إنا نسألك أن نموت أحرارا ولا نموت عبيدا إلا لك وحدك يا رب

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب