بث أحد الشباب المصريين بالخارج مقاطع فيديو يعلن فيها أحد ضباط الأمن توبته من ممارسات الجهاز، ويكشف بعض تلك الجرائم، ويدعو زملاءه والنظام كله إلى الكف عنها.
سبق هذا الحدث اقتحام بعض شباب حلوان لمقر أمن الدولة في قسم المعصرة، وكان هدفهما إظهار مأساة غزة وتواطؤ النظام وضغوط أمن الدولة والاعتقالات التي طالت عشرات الشباب، والذين مازالوا رهن الاعتقال حتى الآن في وادي النطرون ومعتقلات أخرى.
هذان الحدثان وأمثالهما من أحداث كقتل أحد الشباب في قسم بلقاس وغيره من السجون والأقسام؛ فيما يبدو كسياسة منهجية ومتكررة؛ وهذه الأحداث مجتمعة تشبه إلى حد كبير أجواء ما قبل ثورة يناير، فلها نفس إيقاع مقتل خالد سعيد وسيد بلال في الإسكندرية، وفيديو التعذيب والانتهاك اللا أخلاقي للسائق عماد الكبير على يد أحد ضباط الداخلية وغيرها.
وخصوصيتها من الناحية الواقعية أنها تمثل إدانة وفضحاً لمنظومة الأمن والداخلية من الداخل سواءً بأيدي احد افرادها أو من خارجها، بالإضافة إلى تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية، والتذمر الشعبي المتصاعد تجاه مأساة غزة بشكل غير مسبوق.
بينما يعيد انشقاق أحد الضباط المسؤولين عن البطش والتنكيل في الحس الإسلامي؛ تجربة خروج مؤمن آل فرعون الذي واجه الباطل في لحظة حاسمة ضد نظام فرعون، أو لعل مواجهته هي أحد الاسباب التي جعلتها كذلك!
كما يشبه من بعض الوجوه توبة السحرة وانضمامهم إلى صف موسى ومن معه في لحظة جماهيرية حاشدة، أسقطت هيبة الفرعون وأوهنت صورة الفرعون الإله في حس الجماهير.