الخميس سبتمبر 12, 2024
مقالات

فراج إسماعيل يكتب: نانسي بيلوسي.. وفن القوة

في مذكراتها فن القوة The Art of Power الذي أصدرته مؤخرا رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا).. كثير من الكواليس لامرأة حديدية توصف بأنها عرابة الحزب الديمقراطي، وأنها وراء تنحي بايدن عن السباق الرئاسي في مواجهة ترامب، وهي أكبر سناً من بايدن وذات تاريخ سياسي أعمق.

أثناء جلوسها مع مجموعة من الصحفيين في واشنطن بمناسبة نشر مذكراتها، رفضت بيلوسي مناقشة ما قالته للرئيس جو بايدن بشأن الانسحاب من سباق 2024، سواء تحدثت معه شخصيًا أو حتى عدد المرات التي تحدثت فيها معه.

لكنها اعترفت بأنها طلبت من أعضاء الحزب الديمقراطي الإدلاء بتعليقاتهم بشأن بايدن، بعد مناظرته الكارثية في 27 يونيو.

لم تطلب من الأعضاء أبدًا الكشف عن مخاوفهم علنًا، على الرغم من أنها طلبت منهم التحدث مباشرة مع بايدن. وأنكرت أن قولها في مقابلتها الشهيرة في 10 يوليو على برنامج “Morning Joe” على قناة MSNBC بأن “الأمر متروك للرئيس ليقرر ما إذا كان سيرشح نفسه” كان محاولة متعمدة لإعادة فتح النقاش حول ضرورة انسحابه.

ووصفت بيلوسي ذلك التعليق بأنه “عفوي”، لكن بايدن ربما يعتقد أن “القول أطلق العنان لشيء ما”.  وأضافت: لم تكن لدى بايدن حملة في طريقها للنصر. لم يقوموا بعمل جيد.

وحول كارثة المناظرة قالت إن مستشاريه أفرطوا في إعداده، فلم يدخلها بعقل صافٍ. “فوجئت من مستواه في المناظرة، ربما عانى من مشكلات صحية أثرت عليه”.

“أحبه كثيرا لدرجة أنني لا أنام بسبب ذلك”.. هكذا كتبت.. بينهما صداقة 40 عاماً. كلاهما كاثوليكي وينحدران من مدن قاسية. “ومع هذا لم نتحدث منذ أعلن انسحابه”.

سياستها تقوم على مبدأ “عامل الجميع على أساس أنهم أصدقاؤك، لكن اعرف من هم أصدقاؤك”.

قالت عن ترامب “إنها تصلي من أجله” في إشارة إلى مشاكله الكثيرة. “علينا أن نهزمه لأنه لا يتوافق مع مبادئنا الديمقراطية”، قبل أن تتطرق إلى قائمة أهوال السياسة التي قد تصيب البلاد في حال فوزه بالانتخابات القادمة.

 في كتابها “فن القوة”، تقدم بيلوسي نظرة مثيرة من وراء الكواليس لبعض الأحداث المؤثرة، بما في ذلك السباق لإنقاذ الاقتصاد خلال الانهيار المالي عام 2008

 في مذكراتها تمتع القراء بتفاصيل وعموميات وكواليس.

روايتها لحرب العراق أنها كانت مدمرة. وبفضل معرفتها الواسعة بأمور الاستخبارات أثناء خدمتها في مجلس النواب، أدركت منذ البداية أن “الاستخبارات لا تدعم نظرية امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل.

“في نهاية المطاف، أعتقد أن الإخفاقات التي أدت إلى أحداث 11 سبتمبر كانت تنظيمية وغير مقصودة. لكن الإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى غزو العراق كانت بيروقراطية ومتعمدة. وفي حين أن الفشل في “ربط النقاط” ترك الولايات المتحدة عرضة لهجمات 11 سبتمبر، فقد كتبت أنه “في حالة العراق، كانت هناك جهود منسقة لتجاهل (وحتى حجب) التحليلات غير الملائمة وتضخيم الاستخبارات بشكل مصطنع لتبرير الغزو”.  ومع ذلك، فقد رفضت نانسي التصويت لصالح قطع التمويل عن الحرب، معتبرة ذلك فشلاً في الوقوف خلف القوات الأمريكية.

تؤكد أنها كتبت المذكرات بنفسها دون الحاجة إلى صحفي أو مؤلف متخصص، لكنها استعانت بكاتب شبحي (لم أفهم المقصود تماماً) لتنظيم الفقرات ومنع التكرار.

إنها ساخطة على شاغلي البيت الأبيض وعلى الجمهوريين وعلى مصالح الشركات. ذكية جداً. قوية الشخصية حتى إنها تقول “أحرك أدوات القوة والمودة تجاه أعضائي” وتعني أعضاء مجلس النواب من الحزب الديمقراطي.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب